حَيَاة

[JuStice]

مِن المؤلِم أن تكونَ قد بلَغتَ مِن الكِبَرِ عِتيًا ويزيدُك المرضُ تِلوَ المرضِ ضُعفًا إلى ضُعفِك..
تسرَحُ فـ تَذْكُرُ أولئكَ الذينَ كانوا يومًا بِـ جواركَ.. والديكَ, إخوانَكَ وأخواتِكَ وكُلُّهُم قد رحلوا عن الحياةِ فـ تدمعُ عيناكَ عليهم وعلى حالِكَ أن بقيتَ وحيدًا
في زمنٍ لَم يعد لكَ رُغم إحاطةِ أبناءِك وأحفادِك بِك.. ثم بعد ذلك تتذكَّرُ الموتَ وتتفكَّرُ فيهِ وأنتَ مُوقِنٌ أنَّ الموعِدَ قدِ اقترب كثيرًا!
تتسارعُ الذِكرياتُ أمامَ عينَيكَ.. ولا تقدِرُ على شيءٍ إلا أن تنتظِرَ وتنتظِرَ وتنتظِر.. حتى تحينَ ساعةُ اللحاقِ بهم.

مِن صِدق محبَّتي لكَ يا جدِّي أتمنى لكَ الموتَ قريبًا جدًا.. لن أكونَ أنانيًا فـ أتمنى بقاءَك مُتغافِلًا عمَّا أنتَ فيهِ مِن الألم.
وليسَ لي إلا أن أدعُوَ لكَ بِـ حُسْنِ الخاتِمَةِ والمَآب.

[JuStice]

تبًا لذلك الذي يُحاوِل جاهدًا أن يُظهِرَ نفسهُ بـ مظهر الغامِض المُتَكَلِّمِ بالألغازِ وبالكلماتِ المُبهَمةِ ظنًا منه أنَّ ذلك يُضفِي عليه شيئًا من البراعة والجاذبية أمام الآخرين..

بينما هو في الحقيقةِ لا يبدو سوى كـ أحمقٍ غِرّ يبحث عن نَظَراتِ إعجاب وإكبار.

[JuStice]

مزعجٌ جدًا أنْ تكونَ في قمةِ تركيزكَ وانشغالِكَ بالمذاكرةِ استعدادًا لامتحانٍ هو الأهمّ خلالَ الترمِ وتريدُ أنْ تستغلَّ كلَّ دقيقةٍ,

ثُمَّ تلتفتُ فجأةً إلى الجدارِ المجاورِ القريبِ منكَ فـ تلحظُ تلكَ الحشرةَ السوداءَ العملاقةَ واضحة الطولِ, ذاتَ الستةِ أرجلٍ والقابلة للطيران,

مع قرنَي استشعارٍ متحرّكَينِ وطويلَينِ ممتدَينِ لقُرابةِ أربعةِ سنتيمترات بطريقةٍ مُستفزّة!

.

.

.

.

.

.


المُتَّهَم: صُرصُور. القاضِي: JuStice.

التُهَـم: اقتحامُ حُرمةِ المَنزِل وتلويثُه, التشتيتُ وقطعُ حبلِ الأفكارِ أثناءَ المذاكرة, محاولةُ الهربِ والاختباءِ بعد الاستفزاز, تضييعُ خمس دقائقَ ثمينة مِن الوقت.

الحُكم: الإعدامُ رشًا بالمبيدِ الحشري حتى الموت! التنفيذ: فوري.

[JuStice]

ومَا العيبُ في ذلِك؟ أرتدِي الأقنعةَ كثيرًا!

فـ نمطُ الحياةِ التي يفرضُها علينا هذا المجتمعُ البائِس بـ تقاليدِه البالية والمجامَلات الكاذِبة التي نُضطَرُّ لـ تقديمها كُلَّ يومٍ تدفعُني لذلِك.
أمَّا وجهِي الحقيقي فـ أُحاوِلُ إبقاءهُ بيني وبينَ نفسِي.. بيني وبينَ رَبِّي.

[JuStice]

تبًا لكُم أيُّهَا المَادِحُونَ المُبَجِّلُونَ المُتَكَلِّفُونَ المُتَصّنِّعُون.. أنتُم كَذَّابُونَ مُنَافِقُون.

إِنْ كِنتَ أيُّهَا القارِئُ لِـ كلِماتِي مِنهُم فـ اعلَم أن تبجِيلَكَ وتكلُّفَكَ وتصّنُّعَكَ وكذِبَكَ ونِفاقَكَ مَعلُومٌ ومَفهُومٌ ومَفضُوح..
فـ إمَّا أنْ تكُفَّ رَحمَةً بِـ نَفسِكَ, أو حِفظًا وتنزِيهًا لأسمَاعِنَا.

[JuStice]

مَن يقتُلُ أبناءَنا ونساءَنا ظُلمًا, نقتلُ أبناءَهم ونساءَهم عدالةً.. فَـ مَن اعتدَى علَيْنا نعتدِي عليهِ بِـ مِثلِ مَا اعتدَى علَيْنا.

[JuStice]

قد يُوهَمُ المَرءُ أحيانًا أنهُ عبقريٌ, خارقُ الذكاءِ, سريعُ البديهةِ, قويُّ الاستنتاجِ..

بينمَا الحقيقةُ أنَّ أداءهُ العَقلِيَّ طبيعيٌ تمامًا ولكنَّ مَن حَولَه حَمقَى وأغبِيَاء ودُونَ المُستوَى الطَبِيعي!

[JuStice]

لكأني أرى النشوة أحيانًا تشعّ مِن عينَيّ مَن يتحدثون عن معاناتهم وآلامِهم..! هل يستمتعون بالتحدث عن مآسيهم؟!
أو ربما هي سعادة التنفيس وارتياحه؟ نعم, لعلّها كذلك.