الديوك الزرقاء

[wizard]

فرنسا ...بلد الاناقه....بلد الجمال....بلد النور......بلد الثقافه والحضارة..... بلد الحريه ....بلد نابليون بونابرت ...البلد التي لاتفرق بين مواطن فرنسي ومقيم اجنبي...او حتى بين اسود وابيض!



هذة البلد التي يعشق سكانها كرة القدم بجنون ....كعشقهم للعطور التي تفوح بها عاصمتهم .... و للفن والموسيقى التي تزدهر وتتميز بها بلادهم ....ولاتستغرب عزيزي عندما تقرأ ان ممارسي الكرة هناك "2002684) لاعباً رياضياً ......رقم كبير ولكن ليس بغريب على بلد يعشق بلاتيني وفونتين وتيغانا وزيدان وغيرهم حدّ الجنون!!



سئل احد الاساتذه الفرنسيين طالباً في المدرسه سؤالا "هل ذكرت لي من هم ابرز الاشخاص في فرنسا بالقرن العشرين " ...فاجاب الطالب بسرعه " بلاتيتي وتيغانا وزين الدين زيدان وديشامب"!!!.........فنظر له الاستاذ نظرات حاده وغريبه وتوقف لبرهه ثم قال "ولكنك نسيت كانديلا وجوركاييف وفرنانديز" !



عندما هبط الفرنسي جول ريميه من الباخره كونت فيردي والتي حطت رحالها الى الاورغواي في العام 1930 ..(وهو العام الذي شهد ولادة اول بطولة كاس عالم في التاريخ) ..هبط وهو يحمل كاساً صغيرة من الذهب الخالص يبلغ طولها 30 سنتميتراً ووزنها 4 كلغ ،، ابدع في تصميمها النحات الفرنسي ايبيل لافلور وبلغت كلفة صناعتها 2000 جنيه استرليني ! .....



جول ريميه اول رئيس دولي اتحادي لكرة القدم يقترح اقامة كاس العالم بشكل دوري وتكريما له تسمى البطوله باسمه..... ولافلور يصمم وينحت اول كاس لها !... من هنا ياساده بدا العشق الفرنسي لهذة الرياضه !

الفرنسيين... الذين لايتذكرون متى آخر مرة ذاقوا فيها كاس المرارة....فهاهي اربع سنوات تمر والديك الفرنسي ياكل الاخضر واليابس وكل من يعترض طريقه من خصوم !

البدايه كانت من كاس العالم 98 التي استضافتها ارضهم ...عندما قاد الاسطورة ... زين الدين زيدان ومن معه من النجوم المتلالأه الساطعه في سماء باريس ....... قاد الكتيبه الزرقاء نحو الانتصارات.... الواحده تلو الاخرى ...ابتداءً من سحقهم لجنوب افريقا الفرنسيه بثلاثية ... اعذروني فقد قلت فرنسيه لان من يقودهم وقتها هو الساحر الابيض الفرنسي فيلب تروسيه ....واتبعوها بالسعوديه برباعيه....ثم الفوز على الدنمارك بهدف....قبل ان ينقذهم المدافع المخضرم لوران بلان امام فرقة تشيلافيرت ( البارغواي) صاحبة الاساليب الدفاعيه البحته بهدف في الوقت الاضافي ...بعد ان كادت المبارة ان تمدد الى ظربات الجزاء الترجيحيه والتي يكرهها الفرنسيين ولايريدون خوضها من جديد...ولاننسى انها اخرجتهم عام 96 امام التشيك في بطولة اوربا !ّ!



لقاء الازرق مع الازرق في الدور ربع النهائيء كان من نوع خاص....وقبل كل شيء كان فرصه ممتازة للالتقاء مجدداً بين الاصدقاء ...انه لقاء من نوع آخر...تأملوا معي جيداً



زيدان وديشامب يلعبون في اليوفي ومعهم بنفس الفريق ذائع الصيت في ايطاليا ديلبييرو ودي ليفيو وبيروتزي!

...(الفرنسي) الصلب ثورام يلعب في بارما ومعه في المقابل زميله دينو باجيو...

الفرنسيان ديساسي وابراهيم با يلعبان في الميلان وفي المقابل نجد الاسطورة مالديني وكوستاكورتا والبرتيني!



الم اقل لكم انها مبارة من نوع آخر ...... واتذكر وقتها ان المدرب ايميه جاكيه مدرب القرن الفرنسي صرح بانه سيعطيء الفرصه لنجوم الكالتشيو الفرنسيين للعب.....لماذا؟ ... لانهم ببساطه يعرفون اسرار زملائهم نجوم الكالتشيو الطليان ...وسينتصرون في النهاية !



الديوك الزرقاء انتصرت فعلاً ولكن كيف؟.....بعد ان مددت المبارة حتى ركلات الحظ الترجيحيه التي لاتعترف بقوى او ضعيف ....ولسوء الحظ ..فالفريقان يملكان تاريخاًُ سيء معها للغايه..فمن الطبيعي انهما يتحاشيان الوقوع فيها !


فرنسا لازالت تتذكر بحرقه وألم عام 1982في مدريد ... خرجت وقتها من الدور نصف النهائيء من امام الماكينه الألمانيه التي حرمتها بتلك الضربات القااااسيه!...

فبعد مبارة درامتكيه ومثيرة اتنتهت 3-3 ....و تحت قيادة الاسطورة ميشيل بلاتيني صاحب هدف من الاهداف الثلاثه ....

خرجت ......خرجت وهي احد المرشحين الكبار في تلك البطوله .....خرجت ومعها اساطير افذاذ كتيجانا ودومنيغيه وبلاتيني ... خرجت وهي تمني نفسها مع هذا الجيل الذهبي ان يضع للكرة الفرنسيه حظورأ قوياً على المستوى الدولي ..... نعم لقد غامرت ولكنها غادرت وتركت بصمه للجميع لاتنسى!



اذا سالت اي طلياني بالعالم ماذا تكرة في الحياه ؟...فسيختلفون ويختلفون ولكنهم سيتفقون على شيء واحد هو تلك اللحظات اللعينه كروياً " ضربات الجزاء "!

تاريخ ايطاليا معها سيء ومثير للشفقه ...ففي كاس العالم 90على ارض ايطالياً ... خرج فريقهم من امام ماردونا ورفاقه ......والاخير تحول من مثار اعجاب للطليان نظير مستوياته الخرافيه مع نابولي الى مثار سخط وشؤم... فهو من نجح بتسديد تلك الركله التي اهلت سكيلاتشي وباجيو ورفاقهم للعب مبارة تحديد المركزين الثالث والرابع !!!



عام 1994 ..بلاد العم سام تستضيف البطولة العالميه... روبيرتو باجيو احد النجوم الافذاذ وذائعي الصيت في اوربا يقود منتخبه من مبارة الى اخرى باهدافأً حاسمه لايجيدها الا هو....نيجريا واسبانيا ثم بلغاريا ....واخيرا في النهائيء امام البرازيل !

كانت مبارة ممله في اشواطها الاصليه مع الاضافيه ويكفي ان نتيجتها انتهت سلبيه ...ونضطر اسفين لمشاهده مزيد من المأسي في ركلات الترجيح ....!

بيروتزي يضيع ركلة جزاء لايطاليا في البدايه ويضعها في المحك... قبل ان ياتي المحنك باجيو ليطيح بكل امل قائم لفريقه في مشهد مأساوي اعتقد انه لازال عالقاً في الاذهان !



الم اقل لكم ان ضربات الجزاء ماساه حقيقيه لهما !



بعد فوز فرنسا امام ايطالياً في الدور ربع النهائيء 98 ..صعدت لتلعب مع سوكر ورفاقه ...وهذا الاخير (وهو هداف البطوله ) كان اول لاعب يهز شباك بارتيز في النهائيات ..بعد ان استغل انفراده امام المرمى الفرنسي خير استغلال!... لتقف الجماهير الزرقاء حائرة وخائفه وقلقه !

ولكن تكشيرة اللاعب والمدافع الصلب ليليان ثورام (احد نجوم البطوله وقتها) كانت في وقتها ... واحرز هدفان لم يكن ليحرزهما من قبل ... لينقذ الديوك من ماساه ومفاجاه كاد الكروات ان يفعلوها مرة اخرى كما فعلوها مع الالمان في الدور ربع النهائيء عندما سحقوهم بثلاثيه !



انتقلوا الى النهائيء الحلم ...على ارض ستاد دي فرانس الجديد...امام رونالدو وريفالدو وبيبتو ودينلسون وغيرهم من نجوم السامبا الراقصين ابداعاً.. وهي البطوله التي دائماً ماتحمل فيها ذكرياتهم الكثير من اللحظات المتميزة ...ولاننسى انهم يحملون اربع نجوم منها !

كان النجم الجزائري الاصل زين الدين زيدان في قمة لياقته الذهنيه والبدنيه .... وهو من خيب امال الفرنسيين اثناء البطوله بعد الكرت الاحمر الشهير الذي ناله في مبارة السعوديه بالدور الاول !

سجل زيدان هدفاً سريعاً في الشوط الاول ..واتبعه بالثاني بنفس الاسلوب قبل ان يختتم ذو الشعر الاصفر الطويل بيتي الهدف الثالث قبل النهايه بدقائق ...!

مبارة اسطوريه للفرنسيين ومذله للبرازيلين ..... البرازيلين الذين اعتادوا على احراز الثلاثيات والرباعيات في مرمى الخصوم ... نتذكر لاعب القرن بيليه عام 70 عندما دك مرمى الطليان برباعيه لاتنسى .....ولكن هذة المرة يتلقونها في مرماهم مع رونالدو وريفالدو ....وياللعار !!



هذا اللقب وضع الفرنسيين في تحد كبير مع الذات ...مساله ان تحرز كاس العالم مساله كبيرة بلاشك ..ولكن الاكبر ان تحافظ على كل هذة القمه والتوهج !



الفرنسييون وبعد ان انهكوا من الاحتفالات عبر شوارع الشانزليزيه الشهيره وامام قوس النصر العتيد في باريس



و بعد عامين اقلعوا متجهين نحو هولندا وبلجيكا حيث تقام البطوله الاوربيه للامم

مجموعه الديوك كانت صعبه ...جمعتهم مع اصحاب الارض واكبر الطامعين لاحراز اللقب (هولندا) ....جمعتهم مع وصيف اوربا 96 الفريق الذي اذهل الكل في انجلترا قبل اربعه اعوام(التشيك)........جمعتهم مع بطل اوربا 92 او منتخب بيتر شمايكل(الدنمارك) !

في الدور الثاني التقوا مع اسبانيا القويه والعنيده ... والاخيره كانت تضع امال كبيرة لها لتحقيق شيء يذكر في سجلها الخالي من اي بطوله ....!

المبارة كما توقع الجميع كانت قويه للغايه ومتكافئه في اغلب الفترات منها ........ راوول وهييرو ومورينتوس ومانديتا من جهه وزيدان وجوركاييف وهنري من جهه اخرى !

ولكن لايصح الا الصحيح... وتاهلت فرنسا باصابتين لاصابه !



جاء الموعد الصعب في الدور التالي مع برازيل اوربا ..فيغو وروي كوستا ورفاقه .... البرتغال التي كانت تقدم اجمل العروض وقتها اثارت معها الاعجاب والاسهاب والافراط في المديح من المحايد قبل المشجع !



كانت من اجمل المباريات في البطوله فعلاً ..... بداها البرتغالي نونو غوميز او غوميش بهدف سريع بالشوط الاول ... بيد ان الرد الفرنسي كان اسرع عندما افتتح الصاروخ الطائر تيري هنري الشوط الثاني بهدف التعادل ...!



وبعد معركة كرويه كبيبره مددت المبارة الى شوطين اضافين ..... وفيها احرز النجم الاسطوري زيدان هدفه الذهبي من ضربة جزاء ...لينهي تلك المقارنه التي كانت تثار في الصحافه العالميه وقتها بينه وبين فيغو لصالحه ....واللاعب الاخير غادر الملعب قبل نهاية المبارة وهو يلقي بفانيلته ارضاً احتجاجاً على التحكيم!



النهائيء مع الازوري كان مختلفاً هذة المرة ....... فبعد دقائق حاده وصعبه على الفرنسيين عندما احرز نجم (روما) ديليفيكو هدفاً في الشوط الثاني .... وقبل ان يطلق الحكم صافرته معلناً نهاية المبارة والكاس طليانيه ... كان للومير الفرنسي رأي اخر ...عندما زج باللاعب الاحتياطي واليتورد في الدقائق الاخيره ....وهذا الاخير لايرحم امام المرمى ....وفعلاً كان قاسياً على تولدو عندما اودع الكرة في مرماه قبل النهاية بثلاث دقائق ...لتفيق ايطاليا كلها من حلم كان قريب المنال !



مهلا فالنهاية لم تأتي بعد ...فهاهو الحكم يعلن عن انطلاق الشوط الاضافي الاول ... وقانون الهدف الذهبي يقول بان من يسجل يكسب الكاس وليس المبارة هنا...!

.لحظات عصيبه بلاشك ..الكل على اعصابه وينتظر هذة اللحظه الذهبيه ...او القاااتله !



روبيرت بيريس الاحتياطي الاخر الذي يزج به لومير .....بمهارته العاليه يتوغل من اليسار ويجتاز مدافع ويتبعه بآخر ....ويرسلها عرضيه تجتاز الجميع الى ان تصل الى القناص والهداف الاحتياطي الثالث ديفيد تريزجيه الذي وجد نفسه امام المرمى ... واطلق رصاصة الرحمه على الطليان معلناً رسمياً "الكاس فرنسيه "وباقيه في باريس لتضاف الى الانجاز الاخر(كاس العالم) !... وبالمناسبه فرنسا اول دوله تضيف كاس اوربا بعد كاس العالم وليس العكس كما جرى مع المانيا قبلها !


لم يكن صعباً على فرنسا بعد ذلك ان تضيف كاس القارات الى سجل انجازتها التاريخيه في الاونه الاخيره .... ففي عام 2001 وعلى الاراضي الكوريه واليابانيه التي تستعد حالياً بشكل مكثف لاستضافة الحدث العالمي الكبير ...


فهنيا للديوك الزرقاء انجازاتها