(القـــانون هو من يحمي المغفليــــن) لنرى كيف ذلك!!!!! بمنظور قانوني

[سيف بن يزن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالع الجامعة أشكرك كثير يا محامية استفت كثير من طرحك وكنت فاهم العبارة بشكل خاطئ - واشكرك أخوي سيف على مرورك

الشكر لله يا اخي
ماسوينا شي .

[محامية المستقبل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحامية القانون هو من يحمي المغفلين ...كيف ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟؟ هذا ماسأطرحه بمنظور قانوني كثيراً مايتردد على مسامعنا عبارة(( القـــــــانون لايحمي المغفلين)) فهل فعلا هذه المقولة صحيحة ؟؟؟؟ دعونا بدايةً أن نوضح من هو المغفل؟؟؟؟؟ من الأخطاء الشائعة عند عامة الناس أنهم يطلقون على كل شخص أهمل أو قصر في الاحتفاظ بما يثبت حقه مغفلاً كالشخص الذي لايلتزم بشرط التسجيل العقاري لانتقال الملكية في العقارات فهو بذلك يفتقد سند الملكية كدليل إثبات وكالشخص الذي لايوثق دينه بمستند هو في نظرهم مغفلا وهذا خااااطئ هو ليس مغفلا إنما مقصرا اومهملا اومخالفا للنظام يعني عرفا هذا هو المغفل .. ان كانت كل الانظمة والقوانين لا تحمي المغفلين فنظامنا السعودي ولله الحمد يحمييه ليييييش ؟؟ لانه القانون لا يحمي المغفلين .. هذا بحسب الاصل .. الاستثناء .. الشريعه تحمي المغفلين ( المهمل والمقصر ) .. ونظامنا السعودي يعمل بالكتاب والسنه وتحكمنا الشريعه الاسلامية ..اذا الشرع والقانون مترادفان :) بمعنى ان القانون يحمي المغفلين .. وهذا ما يجبرنا ع الاتفاق مع الاخت المحاميه في الاخذ بمقولة القانون يحمي المغفلين .. :)

الف شكر ع الموضوع يالمحامية

تحياتي
محامية المستقبل

[المحامية]

عزيزتي محامية المستقبل اسعدني جدا مرورك وان سمحتيلي سأعلق على ماذكرتيه في نقطتين:
الاولى/ ذكرتي حضرتك بأن القانون لايحمي المغفلين تطبق في كل الدول ماعدا السعودية لاننا نطبق الشريعة
وهذا ربما يعتريه شي من الخطأ فمعظم التشريعات العربية وعلى رأسها مصر تأخذ بالمعنى القانوني للمغفل الذي ذكرته سابقا وان اختلفت اجراءات التعامل معه طبقا لتشريع كل دوله الا انه في النهايه محمي بالقانون .

الثانية/ ذكرتي بأن القانون لايحمي المغفلين(عرفا) _وان كان لي تحفظ على لفظ عرفا_ هو الاصل واستثنيتي المعنى الاصح والذي يعد قاعده شرعية من الخاطئ الذي يعد عرفا كما ترين وهذا لايجوز في لغة القانون

بالإضافه الى انها لاتعدو أن تكون مجرد مقوله شهيرة للأسف صدرت من بعض رجال القانون دوت توعية الناس بمناسبة ذكرها ومتى تستخدم ولم تصل لان تكون قاعده ولها استثناءات

[gooood]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحامية من الأخطاء الشائعة عند عامة الناس أنهم يطلقون على كل شخص أهمل أو قصر في الاحتفاظ بما يثبت حقه مغفلاً كالشخص الذي لايلتزم بشرط التسجيل العقاري لانتقال الملكية في العقارات فهو بذلك يفتقد سند الملكية كدليل إثبات وكالشخص الذي لايوثق دينه بمستند هو في نظرهم مغفلا وهذا خااااطئ هو ليس مغفلا إنما مقصرا اومهملا اومخالفا للنظام أما المغفل طبقا للقانون هو من يشوب أهليته عارضا يؤثر على قدرته في تقدير الأمور فلا يهتدي للتصرفات المربحة وبسهوله يقع في الخسارة بسبب بلاهة عقله وإفراطه في حسن النية وتعتبره كثيرا من التشريعات ناقص الأهلية كالصبي المميز وهذا هو المغفل حقا والذي تكفل القانون بحمايته بأن جعل تصرفاته الدائرة بين النفع والضرر كالبيع مثلا قابله للإبطال لمصلحته فمثلا متى ماتصرف في إحدى أملاكه بيعا وأصابه من جراء هذا التصرف ضررا محضاً بسبب غفلته منحه القانون هنا حق المطالبة بإبطال تصرفه واعتباره كأن لم يكن...

عذرا انتى نظرتي للمثل من زاوية قانونية ولم تعطي الكلمة حقها من زوايا أخرى لغوية


حسب علمي أن المغفل هو المخدوع او من لافطنة له او من يسهل خداعة ..لعدم المعرفة او الخبرة اي كامل الاهلية ..
اما ناقصي الاهلية لاينطبق عليهم وصف المغفل والشرع يحميهم في الاسلام لأن من شروط اي تصرف شرعي او قانوني منوط بالعقل والبلوغ ..
فالله أغرق قوم فرعون على غفلتهم ولم تحميهم غفلتهم من عذاب الله عزوجل وهو اعدل العادلين

والدليل قال الله عز وجل (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ )

وقال عزوجل (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ )

وإليك معني المغفل التي اتئت من الفعل (غفل)في لسان العرب لإبن منظور

غفَل عنهُ يغفُل غُفُولاً وغَفْلَةً وغَفَلاً تركهُ وسها عنهُ فهو غافلٌ.
قال الشاعر
إذ نحنُ في غَفَلٍ وأكثر همّنا
صرفُ النوى وفراقنا الجبرانا
غفَّل الشيءَ سترهُ. وفلانًا صيَّرهُ غافلاً وكفاهُ وهو غافلٌ لا يعني بشيءٍ.
وأغفل الشيءَ بمعنى غَفَلَ عنهُ.
أوغَفَلَ صار غافلاً وغَفَلَ عنهُ وأغفلهُ وصَّل غفلتهُ إليهِ. وفي المصباح وأغفلت الشيءَ إغفالاً تركتهُ إهمالاً من غير نسيان.
وفي الجوهريّ وأغفل الدابَّة لم يَسِمْها.
وما أغفلهُ عنك شيئًا . أي دع عنك الشكَّ. وأصلهُ أن يقول المتكلم زيدٌ ليس بغافل عني فيقول المخاطب بل ما أغفلهُ عنك انظر شيئًا أي تفقَّد أمرك. وقد حذفوا لفظة انظر لضيق المقام والاختصار.
وتغفَّل فلانٌ فلانًا ترقَّب غفلتهُ وتعمدَّها.
وتغافل زيدٌ تعمد الغفلة وارى من نفسهِ الغفلة وليست بهِ
وتغافل عن الشيءِ بمعنى غَفَلَ
الغافل اسم فاعل ج غُفُولٌ وغُفَّل
الغُفْل من لا يُرجَى خيرهُ ولا يُخشَى شرُّهُ وما لا علامة فيه من القداح والطُرُقِ وغيرِها وما لا عمارة فيهِ ولا عَلَمَ من الأَرَضينَ وما لا سمة عليهِ من الدوابّ وما لا نصيب لهُ ولا غُرْمَ عليهِ من القداح ومن لا حسب لهُ والشِّعْر المجهول قائلهُ والشاعر المجهول وأوبار الإبل ج أغفال.
ورجلٌ غُفْلٌ لا يجرّب الأمور.
والغَفَل مصدر واسمٌ والكثير الرفيع والسَعَة من العيش
الغُفْلانُ اسم من غفَلَ.
والغَفْلانُ الغافِل
الغَفْلَة مصدرٌ واسمٌ.
قال في المصباح الغَفْلَة غيبة الشيء عن بال الإنسان وعدم تذكُّرهِ لهُ وقد يستعمل فيمن تركهُ ( أي الشيءَ ) إهمالاً وإعراضًا ج غَفَلات.
وقال في التعريفات الغَفْلَة متابعة النفس على ما تشتهيهِ.
وقال سهل الغفلة إبطال الوقت بالبطالة وقبل الغفلة عن الشيءِ هو أن لا يخطر ذلك ببالهِ
الغَفُول الناقة البلهاءُ
المُغفَّل من لا فطنة لهُ.

لهذا أرى أن المثل صحيح لغويا بأن القانون لايحمي المغفلين

وّأخيرا لي طلب بسيط ممكن تدلني على كتاب قانون سلس بسيط خاص بالعقود والمشتريات

ولكِ مني زهور الود وحدائق التقدير

[سيف بن يزن]

أخي gooood أعجبتني مداخلتك وأشكرك عليها ،
المقولة المنتقدة هي
" القانون لا يحمي المغفلين "

مادام ان القانون هو الذي لا يحمي المغفلين فيجب ان ننظر لتعريف المغفل بالنسبة للقانون ،
والمعنى القانوني للمغفل في الحقيقة لا يختلف عن المعنى اللغوي ولكن يرادفه ، ويزيد عليه معنى قانوني شرعي وهو نقص الأهلية ،
مثله مثل تعريف أي مصطلح آخر فهو يأخذ من معناه اللغوي نصيب ودلالة ويضيف اليه معنى آخر خاص ،
من عوارض الأهلية شرعاً وقانوناً : السَّفَه ، العَتَه ، الغفلة ، ...
- طالع اي كتاب في القانون او الفقه - ، مثل المدخل الى القانون ، وأصول الفقه .

نخلص اذاً الى ان انتقاد المقولة في محله ، والقاعدة لغويا خاطئة لأننا عندما نقول لغويا لا نقصد فقط النحو والصرف والمعنى اللغوي البحت ، بل نقصد بالاضافة الى التعريف الاجتماعي الخاص ،
اما لو كانت
الناس لا يحمون المغفلين ، فعندها نأخذ بالمعنى اللغوي البحت .

[سيف بن يزن]

أخي gooood الفاضل
أرجو أن تطَّلِع على مشاركتي في الصفحة الأولى من هذا الموضوع .

أنتظر تعليقك .

[gooood]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف بن يزن أخي gooood أعجبتني مداخلتك وأشكرك عليها ، المقولة المنتقدة هي " القانون لا يحمي المغفلين " مادام ان القانون هو الذي لا يحمي المغفلين فيجب ان ننظر لتعريف المغفل بالنسبة للقانون ، والمعنى القانوني للمغفل في الحقيقة لا يختلف عن المعنى اللغوي ولكن يرادفه ، ويزيد عليه معنى قانوني شرعي وهو نقص الأهلية ، مثله مثل تعريف أي مصطلح آخر فهو يأخذ من معناه اللغوي نصيب ودلالة ويضيف اليه معنى آخر خاص ، نخلص اذاً الى ان انتقاد المقولة في محله ، والقاعدة لغويا خاطئة لأننا عندما نقول لغويا لا نقصد فقط النحو والصرف والمعنى اللغوي فقط ، بل نقصد بالاضافة الى التعريف الاجتماعي الخاص ، اما لو كانت الناس لا يحمون المغفلين ، فعندها نأخذ بالمعنى اللغوي البحت .

أخي سيف حياك الله

أرى ان الزياده في المعني القانوني المرادف إجتهاد خاطي لان هناك كلمات أدق منها لغويا

فالذي لم يبلغ الرشد يطلق عليه" قاصر" والذي لايحسن التصرف او ينتاب عقلة شيء من الجنون

يسمى" سفيها " هولا الاسلام قرر لهم ولياً او وكيلا يدير أعمالهم..

فمن أين اتي القانونين ان كلمة مغفل تعني نقصان الاهلية ؟

هناك فرق كبير بين نقصان الاهلية والغفلة ..من زاوتي الحاده



لو نزلت الى أي شارع او سوق وسألت الناس من هو المغفل لاتتك الاجابة سريعة

" اللي بسرعة ينضحك عليه "

نسيان الشيء او التقصير إتجاه إتخاذ الاحترازات ..غفلة.. او نطلق عليه مسمى غافل وليس مغفل

أما المغفل : هناك شخصان في القضية هما من مارس عملية التغفيل ومن صدق الخديعة

مثلاً مكائن الخياطة سنجر اللي إشتراها بخمسة الأف ريال أليس كامل الاهلية هل يحق له

إرجاعها بعد إتمام البيع .هل يحميه القانون . هذا هو المغفل ..

مثال أخر

رجل إشترى عقار بمبلغ كبير " أكبر من قيمته الحقيقية " على أمل أن هناك من سوق له هذا العقار بأن في الارض

المجاورة له سوف يقام سوق تجاري كبير وبعد سنة من البيع إكتشف بأن المشروع

عبارة عن مجزرة لذبح المواشى هل يحق له إرجاع البيعة ؟ هل يحميه القانون هذا المغفل الثاني

وقيس عليها كثير ..

شاكرا لك مداخلتك الجميلة

[gooood]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف بن يزن أخي gooood ، لتعريف المغفل بالنسبة للقانون ، والمعنى القانوني للمغفل في الحقيقة لا يختلف عن المعنى اللغوي ولكن يرادفه ، ويزيد عليه معنى قانوني شرعي وهو نقص الأهلية ، مثله مثل تعريف أي مصطلح آخر فهو يأخذ من معناه اللغوي نصيب ودلالة ويضيف اليه معنى آخر خاص ، من عوارض الأهلية شرعاً وقانوناً : السَّفَه ، العَتَه ، الغفلة ، ... - طالع اي كتاب في القانون او الفقه - ، مثل المدخل الى القانون ، وأصول الفقه .

أخي سيف لقد درست مدخل القانون ولكني بطبعي متمرد أختلف كثير مع الكتب التي أقراءها

أو أدرسها لهذا أتفق مع القانونين بأن( السفه , العتة ) من عوارض الاهلية وأختلف معهم في الغفلة
لان الغفلة تعني النسيان والإهمال .. فلهذا لاتنقص من الاهلية .. كما أدعوهم الى كيفية أنهم توصل
إلى أن الغفلة تعني عدم الاهلية بأمثلة حيه ..

وأكرر شكري لك

[العندليب]

عزيزتي (المحامية) اشكرك على الموضوع الجميل الذي يستحق النقاش

عزيزتي بالنسبة للعبارة الشائعة والتي تقول (القانون لا يحمي المغفلين ) لماذ لا نستبدل كلمة المغفلين بكلمة اخرى الا و هي ( القانون لا يحمي المساكين او القانون لا يحمي المجانين) فكل هذه العبارة يختلف معناها بحسب طبيعتها المقروءة ولكن اتساءل كيف يحق لرجال القانون القول: إن القانون لا يحمي المغفلين... إذن يحمي من؟ هل كل الناس وعلى اختلاف مستوياتهم التعليمية يفهمون القانون؟ وهل من الممكن حقاً متابعة كل القوانين التي تصدر يومياً لتنظيم مختلف مشاكل الحياة؟ وهل مطلوب من الناس البسطاء مراجعة القانون أولاً قبل الإقدام على التعامل مع مختلف المعاملات في المجتمع والدولة؟
القانون "اختراع" غربي تم وضعه لتنظيم حياة الناس من خلال سلطة مستقلة، وإذا ما استثنينا إنجلترا قديماً، فإن القارة الأوروبية كانت تعاني من هيمنة الملوك على السلطة القضائية، ووجود القوانين الجائرة التي تخدم الأثرياء واللوردات ضد الفقراء، ومع انطلاقة العصر الحديث الناتجة عن عصري النهضة والإصلاح الديني، كانت المنظومة القانونية واستقلال السلطة القضائية وسيلتان لجعل حياة الناس أفضل، وهذا ما حدث. ورغم أن القانون لا يحمي المغفلين مبدأ صاغه رجال القانون أنفسهم، إلا أن تطور مفهوم العدالة قد تجاوز القانون، خاصة مع اعتمادهم نظام المحلفين.
أما في عالمنا العربي، فكثيراً ما يتنازل الناس عن حقوقهم المشروعة حتى لا "يتبهذلوا" في المخافر وأروقة الدوائر الحكومية والمحاكم، كما هو الحال في قضايا الديون الصغيرة وحوادث السيارات، بل وحتى في سرقات المنازل، لأن الناس تعلمت من التجربة أن هناك عدة مشاكل مع القانون، فيما لو حاولت اللجوء إلى المؤسسات التي تتعامل مع القانون.
ناحية اخرى سوف اتطرق الى هذه المقولة الشهيرة (القانون لا يحمي المغفلين ) او حتى كان يحمي المغفلين لننظرها من ناحية شرعية فهل لها سند شرعي؟
ليس لها سند شرعي أبداً. فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان أحد أصحابه يتبايع في السوق وهو لا يحسن المبايعة والمساومة ، فشكاه أولاده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم يريدون أن يمنعوه ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، ولكن ينبغي أن يقول " لا خلابة " بمعنى لا غبن ولا فحش ولا تدليس وبالتالي فإنه ينبغي للقاضي أن يراعي جانب الخصم فإذا كان عنده شي من الغفلة أو عدم إحسان التصرف ، فينبغي للقاضي ألا يؤاخذه مؤاخذة تامة ، وإنما يتدرج معه حتى يعرف ما يقول وفي الأمر نفسه يوصي بأن يكون هناك وكيل يقوم عنه لعله يكون أكثر قدرة على تحصيل حقه.
لذلك يجب أن يحمي القانون المغفلين، ولو سألت معظم الناس عن القوانين لقالوا لك إجابة واحدة: لا أدري! فهل من المنطق أن نعتبرهم جميعاً مغفلين؟ مهمة القانون حماية المغفلين الذين يغرر بهم، أو يتم خداعهم. مهمة السلطة القضائية تثقيف الناس قانونياً لكي يعلموا ما لهم وما عليهم، وتشجيعهم على الإيمان بالقانون، لكن حين يكون الحال كما في الفيلم المصري"سلام يا صاحبي" للفنان عادل إمام، حين تعترضه مشكلة فيقول له صاحبه الفنان سعيد صالح: "ما تخافش يا خويا، البلد فيها قانون"! فيرد عليه عادل إمام ضاحكاً، "يا خوفي نتضرب بالقانون"؟!

تقديري لك عزيزتي المحامية ،،

[سيف بن يزن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العندليب عزيزتي (المحامية) اشكرك على الموضوع الجميل الذي يستحق النقاش عزيزتي بالنسبة للعبارة الشائعة والتي تقول (القانون لا يحمي المغفلين ) لماذ لا نستبدل كلمة المغفلين بكلمة اخرى الا و هي ( القانون لا يحمي المساكين او القانون لا يحمي المجانين) فكل هذه العبارة يختلف معناها بحسب طبيعتها المقروءة ولكن اتساءل كيف يحق لرجال القانون القول: إن القانون لا يحمي المغفلين... إذن يحمي من؟ هل كل الناس وعلى اختلاف مستوياتهم التعليمية يفهمون القانون؟ وهل من الممكن حقاً متابعة كل القوانين التي تصدر يومياً لتنظيم مختلف مشاكل الحياة؟ وهل مطلوب من الناس البسطاء مراجعة القانون أولاً قبل الإقدام على التعامل مع مختلف المعاملات في المجتمع والدولة؟ القانون "اختراع" غربي تم وضعه لتنظيم حياة الناس من خلال سلطة مستقلة، وإذا ما استثنينا إنجلترا قديماً، فإن القارة الأوروبية كانت تعاني من هيمنة الملوك على السلطة القضائية، ووجود القوانين الجائرة التي تخدم الأثرياء واللوردات ضد الفقراء، ومع انطلاقة العصر الحديث الناتجة عن عصري النهضة والإصلاح الديني، كانت المنظومة القانونية واستقلال السلطة القضائية وسيلتان لجعل حياة الناس أفضل، وهذا ما حدث. ورغم أن القانون لا يحمي المغفلين مبدأ صاغه رجال القانون أنفسهم، إلا أن تطور مفهوم العدالة قد تجاوز القانون، خاصة مع اعتمادهم نظام المحلفين. أما في عالمنا العربي، فكثيراً ما يتنازل الناس عن حقوقهم المشروعة حتى لا "يتبهذلوا" في المخافر وأروقة الدوائر الحكومية والمحاكم، كما هو الحال في قضايا الديون الصغيرة وحوادث السيارات، بل وحتى في سرقات المنازل، لأن الناس تعلمت من التجربة أن هناك عدة مشاكل مع القانون، فيما لو حاولت اللجوء إلى المؤسسات التي تتعامل مع القانون. ناحية اخرى سوف اتطرق الى هذه المقولة الشهيرة (القانون لا يحمي المغفلين ) او حتى كان يحمي المغفلين لننظرها من ناحية شرعية فهل لها سند شرعي؟ ليس لها سند شرعي أبداً. فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان أحد أصحابه يتبايع في السوق وهو لا يحسن المبايعة والمساومة ، فشكاه أولاده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم يريدون أن يمنعوه ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، ولكن ينبغي أن يقول " لا خلابة " بمعنى لا غبن ولا فحش ولا تدليس وبالتالي فإنه ينبغي للقاضي أن يراعي جانب الخصم فإذا كان عنده شي من الغفلة أو عدم إحسان التصرف ، فينبغي للقاضي ألا يؤاخذه مؤاخذة تامة ، وإنما يتدرج معه حتى يعرف ما يقول وفي الأمر نفسه يوصي بأن يكون هناك وكيل يقوم عنه لعله يكون أكثر قدرة على تحصيل حقه. لذلك يجب أن يحمي القانون المغفلين، ولو سألت معظم الناس عن القوانين لقالوا لك إجابة واحدة: لا أدري! فهل من المنطق أن نعتبرهم جميعاً مغفلين؟ مهمة القانون حماية المغفلين الذين يغرر بهم، أو يتم خداعهم. مهمة السلطة القضائية تثقيف الناس قانونياً لكي يعلموا ما لهم وما عليهم، وتشجيعهم على الإيمان بالقانون، لكن حين يكون الحال كما في الفيلم المصري"سلام يا صاحبي" للفنان عادل إمام، حين تعترضه مشكلة فيقول له صاحبه الفنان سعيد صالح: "ما تخافش يا خويا، البلد فيها قانون"! فيرد عليه عادل إمام ضاحكاً، "يا خوفي نتضرب بالقانون"؟! تقديري لك عزيزتي المحامية ،،

كلام جميل ولكن كنت انتظر منك ان تختمه بإسناده الى الكاتب الأصلي د . أحمد البغدادي
وهذا حتى لا يُفْهَم غير ذلك ،
ومقالة الدكتور البغدادي على الرابط الآتي :

http://www.alarabiya.net/writers/warchive.php?offset=20&writer=37

أشكرك على التعليق .