ادفع 4 ريال تحصل انشاءالله على درجه فوق ال 90 في القانون الاداري

كريستيانو · #1 12-06-2009, 08:29 AM

يوجد ملخص من اعداد الدكتور محمد القحطاني (مدرس الماده )

عدد 40 صفحه

الاسئله مارح تخرج من ال 40 صفحه
الملخص موجود في مكتبه دار حافظ مقابل كليه الهندسة

سعر الملخص 4 ريال
_______________________________________

تتباهى الدول التي تأخذ بنظام ازدواجية القضاء بقضائها الاداري والذي اخذ عن القانون الاداري الفرنسي معتبرين انها هي مهد هذا القانون ولذلك نقلت هذه الدول نظريات ومباديء هذا القانون اللذي مر بمراحل عدة منذ انطلاق الثورة الفرنسية في اواخر القرن الثامن عشر متمثلا في (مجلس الدولة Conseil D`Etat ) وذلك في دستور عام 1791 ثم في عام 1872 اتى القانون الذي نظمه بشكله الحالي وقد كانت مهمة هذا المجلس استشارية وقضائية ادارية. ولكن يؤكد الباحثون في تاريخ القانون الفرنسي ان مهمته حين ذاك كانت مهمة فخرية فقط وانه لم يمارس القضاء الاداري.
واذا ما عرفنا ان الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان جلس للمظالم وانه توفي عام 705م عرفنا أن الحضارة الاسلامية عرفت وطبقت هذا النوع من القضاء قبل اكثر من احد عشر قرنا, وهذا مالم يهتد اليه الفرنسيون فعمر قضائهم الاداري يزيد الان عن قرنين من الزمان فقط وهذا يعد مفخرة لنا، حق لنا ان نتباهى بها . بل انني سأذهب الى ماهو ابعد من ذلك بكثير, فعلماء السياسة الشرعية كما يقول بذلك الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية يشيرون الى حادثة وقعت ايام النبي صلى الله عليه وسلم تشير الى ان النبي هو أول من جلس للمظالم " فقد نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم المظالم في الشرب الذي تنازعه الزبير بن العوام ورجل من الانصار، فحضرة بنفسه فقال للزبير، اسق انت يازبير ثم الانصاري، فقال الانصاري: انه لابن عمتك (اي الزبير) يارسول الله ، أو (ألأنه ابن عمتك؟)، فغضب من قوله وقال، يازبير اجره على بطنه حتى يبلغ الماء الكعبين" وفي حادثة اخرى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن اللنبية جابيا لصدقات "بني سليم" فلما عاد قال : هذه اموالكم، وهذه هدايا اهديت الي، فقال الرسول: هلا جلست في بيت ابيك وامك، حتى تاتيك هديتك، ان كنت صادقا؟ ثم خطب الرسول فقال "اني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية اهديت الي . أفلا جلس في بيت ابيه وامه حتى تأتيه هديته ان كان صادقا؟ والله لايأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله عز وجل يحمله يوم القيامة"
وهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قد خطب في اثناء ولايته في موسم الحج فقال "ايها الناس اني لم ابعث عمالي ليصيبوا من ابشاركم ولامن اموالكم انما بعثتهم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فعل به غير ذلك فليقم، فما قام الا رجل واحد فقال ان عاملك فلانا ضربني مائة سوط، فقال فيم ضربته؟ قم فاقتص منه، فقام عمرو بن العاص فقال يا امير المؤمنين انك ان فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال أنا لا اقيد وقد رأيت رسواله الله يقيد من نفسه. فقال فدعنا فلنرضه، قال دونكم فارضوه، فافتدى منه بمائتي دينار كل سوط بدينارين، وقال : من ظلمه عامله بمظلمة فلا اذن له علي ان لا يرفعها الي حتى اقصه منه فقيل له أرأيت ان أدب امير رجلا من وصيته انقصّه منه، فقال: ومالي لا اقصه منه وقد رايت رسوال الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه" وقد كان عمر رضي الله عنه يصادر كل ما يطرأ على ذمة الولاة من مال لصالح بيت مال المسلمين وقد صادر اباهريرة عامله على البحرين لأنه اجتمعت له عشرون الفا ، وعندما قال ان خيله تناسلت وسهامه تلاحقت وأنه اتجر قال له عمر رضي الله عنه انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال.[1]
وفي اواخر عهد الامام علي رضي الله عنه عندما تفرقت الكلمة وضعف الايمان في نفوس الكثير ، مما ادى الى قدح كثير من الناس في احكام القضاة فلم يكن منه رضي الله عنه الا ان اوجد نظاما خاصا يتقي به تعدي ذوي الجاه والحسب فأنشأ سلطة قضائية اعلى من سلطة القاضي وهي سلطة قاضي المظالم فتعرض عليه القضايا التي يعجر القاضي عن تنفيذ احكامها خاصة اذا كانت تخص رجلا من اهل الجاه والسلطان.[2]
ثم من بعد ذلك وفي عهد بني امية خُصص وقت لسماع الشكاوى والنظر في المظالم فهذا عبد الملك بن مروان يخصص يوما لهم فاذا وقف منها على مشكل او احتاج فيه الى حكم منفذ رده الى قاضيه ابي ادريس الازدي ثم هاهو عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه اول من ندب نفسه للنظر في المظالم فردها .[3] ثم جلس لها بني العباس وأول من جلس منهم للنظر في مظالم الناس المهدي ثم الهادي ثم هارون الرشيد ثم المامون وأول من جلس بمصر للنظر في المظالم الامير ابو العباس احمد بن طولون لما استقل بحكم مصر سنة 257هـ وخلفه من بعده ابنه وبعد ان فتح الفاطميون مصر وبنوا مدينة القاهرة اهتموا بأمر المظالم وجلس لها القائد جوهر الصقلي وكان يوقع على قصص المتظلمين بيده ثم صار الخلفاء بعده يعهدون بذلك الى قاضي القضاة ولما قامت الدولة الايوبية في مصر بنو دارا للمظالم أسموها "دار العدل" وجرى سلاطين المماليك من بعدهم على ذلك.[4]
ومن خلال هذا العرض السريع يظهر بجلاء ووضوح ان قضاء المظالم معروف في النظام الاسلامي فقد باشره الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وباشره خلفاؤه الراشدون من بعده ,ومن اتى من بعدهم فقاموا به خير قيام ويتضح ايضا لنا ان هذا القضاء ليس بقضاء محدث حكرا على بداية انشاء مجلس الدوله في فرنسا بل نشأ واستقل بذاته كولاية ووظيفة مستقلة عن القضاء وان كان مكملا له.
وبعد ذلك احيت المملكة العربية السعودية فكرة المظالم في عهد المؤسس الملك عبد العزيز فكان له الفضل في ذلك فقد اتاح لمن يرى ان حقه قد هضم ان يلجأ اليه ليعيد له هذا الحق كما احيا الاصطلاح الاسلامي الذي يدل على أن الغرض من انشاء الديوان اكبر وابعد بكثير من التعبير الاعجمي الذي اخذت به التنظيمات القضائية في الدول العربية الاخرى والمتمثل في مجلس الدوله الفرنسي ، وكما هو معروف فان المملكة العربية السعودية تحرص على الرجوع دائما لاحكام الشرع في القضاء وغيره وتطبقها، كما انها تستمد تنظيماتها اساسا مماجرت عليه الدولة الاسلامية والفقه الاسلامي. ومنذ انشأ الملك عبد العزيز هذه الدوله عمل على ارساء قواعد العدالة ومما ترتب على ذلك الاهتمام بولاية المظالم وترسيخ اسس العدلة الإدارية وسيادة المشروعية. وكان من مظاهر هذا الاهتمام انشاء ديوان المظالم والذي يعتبر من اعظم المظاهر الحضارية التي قامت في جزيرة العرب حديثا ذلك بأن الدولة الواسعة الرقعة ، لايمكن ان يُراقب عمالها في الكبيرة والصغيرة، والدولة التي تنشيء ديوانا لانصاف الناس من نفسها، حتما ستبلغ مستوى حضاريا يجعلها قدوة كما هي عليه الان.[5]
وقد انشيء ديوان المظالم عام 1373هـ والذي تولى رئاسته الامير مساعد بن عبد الرحمن في اواخر ايام اخيه وقد كان الملك عبد العزيز قبل ذلك بثلاثين سنة قد اقر فكرة المظالم وذلك حين امر بوضع "صندوق للشكايات" علق على دار الحكومة، وأعلن عن ذلك في الجريدة الرسمية "أم القرى" في العدد الصادر بتاريخ 26 /11 / 1344 هـ وقد جاء فيها بما نصه " إن صاحب الجلالة يعلن للناس كافة أن من كان له ظلامة على كائن من كان ، موظف او غيره،كبيرا وصغيرا ثم يخفي ظلامته فانما إثمه على نفسه، وأن من كان له شكاية فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكاوى مفتاحه لدى جلالة الملك، فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق، وليثق الجميع انه لايمكن ان يلحق المشتكي اي اذى بسبب شكايته المحقة من اي موظف كان ويجب ان يراعى في الشكايات ما يلي: 1- ينبغي تجنب الكذب في الشكاية، ومن ادعى بدعوى كاذبه جوزي بكذبه. 2- لاتقبل الشكاية المغفلة من الامضاء، ومن فعل ذلك عوقب على عمله، وليعلم الناس كافة ان باب العدل مفتوح للجميع على السواء، والناس كلهم صغيرهم وكبيرهم امامه واحد حتى يبلغ الحق مستقره والسلام"[6] ومما جاء عن الملك عبد لعزيز مايلي" من عبد لعزيز بن عبد الرحمن آل سعود الى شعب الجزيرة العربية: على كل فرد من رعيتنا يحس ان ظلما وقع عليه، ان يتقدم الينا بالشكوى وعلى من يتقدم بالشكوى او يبعث بها بطريق البرق او البريد المجاني على نفقتنا، وعلى كل موظف بالبريد او البرق ان يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهه ضد اولادي، او أحفادي، أو أهل بيتي، وليعلم كل موظف يحاول أو يثني احد افراد الرعية عن تقديم شكواه مهما تكن قيمتها، او يحاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها اننا سنوقع عليه العقاب الشديد، لا اريد في حياتي ان اسمع عن مظلوم ، ولا اريد ان يحملني الله وزر ظلم احد، او عدم نجدة مظلوم، او استخلاص حق مهضوم"[7]
وقد كان ديوان عام 1373 هـ عبارة عن ادارة عامة ضمن شعب مجلس الوزراء ثم مر الديوان بمراحل مهمة انفصل في اولها عن مجلس الوزراء مستقلا بذاته عام 1374هـ متضمنا تشكيل ديوان مستقل باسم " ديوان المظالم" بنظام اساسي عبارة عن عشر مواد مخولا رئيس الديوان في وضع نظامه الداخلي ، فاصدر رئيس الديوان النظام الداخلي في خمس عشر مادة ثم صدر النظام الجديد عام 1402هـ والذي اكتملت به ولاية قضاء المظالم للديوان كجهة قضاء اداري متخصص له ولايته الكاملة في مجال القضاء الاداري وفقا لما نصت عليه المادة الثامنه من هذا النظام محتويا على واحد وخمسون مادة.
ختاما، حق لنا بعد هذا السرد ان نفاخر بتاريخنا العظيم والذي كان له قصب السبق الدائم في شتى مناحي الحياة وان كان الغرب بشكل عام يفاخر بانهم هم أول من ابتكر اسس العدالة والنظام فنحن هنا نقول لهم مهلا، فتاريخنا يزخر بها وما قامت الحضارات الاسلامية المتتالية الا مبنية على هذه الاسس في العدالة التي لا تتبدل ولا تتغير لتحقق العدل، مبنية على احكام من الشريعة الاسلامية الغراء التي تمثل احكام المشروعية العليا الواجبة الاتباع في كل زمان و مكان.

مقال للدكتور محمد القحطاني

يقول راح يجي منه 3 اسئله يقول مهم
المقال منقول من موقع الدكتور

ولكم تحياتي