InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منتدى بقلمي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى بقلمي المقالات والموضوعات بـ أقلام الأعضاء فقط .

الضياع

منتدى بقلمي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 22-10-2009, 10:28 PM
الصورة الرمزية المسلم العربي

المسلم العربي المسلم العربي غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
التخصص: لغات - إنجليزي
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السادس
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,459
افتراضي الضياع


الضياع
قصة واقعية تحكي حال فئة من الشباب

محمد, شاب سعودي من احدى القبائل المعروفة, يحلم بمستقبل من النجاح وبأن يكون مثل من ذاع صيته من الأقارب ومعارف الأسرة الذين بزغ نجمهم إجتماعياً وكونوا أنفسهم وعوائلهم وهنؤوا بالإستقرار وبالسعادة الوافرة وكانوا نماذجاً يقتدى بها. نشأ منذ صغره في احدى أحياء مدينة جدة الشعبية وتعلم في مدرسة حكومية حالها يرثى له من حيث التسهيلات ومستوى التعليم والإهتمام بتنمية مواهب الطلبة ورعايتها. الصورة التي رسخت في ذهن محمد وأكثرية زملائه منذ سنوات التعليم الإبتدائي هي أن مصيرهم الفشل مما رؤوا من حال من كبرهم سناً من أبناء حيهم الفقير والذين تفرق أكثرهم ما بين العطالة والأعمال أمنية وقليل من العسكر وكثير من المساجين. كانت حياتهم في ذلك الحي كمن يعيش في عالم آخر يختلف عن ما في محيطه من أحياء راقية ووسائل ترفيه متنوعة, ومع ذلك, فقد كانوا أكثر حرية من غيرهم من أبناء المدينة لأن أهلهم وجيرانهم على معرفة قديمة ببعض إضافة إلى جهل الأهالي والإهمال الشديد والثقة المفرطة بالبيئة المحيطة. وكان الأطفال يقضون كثير من الأوقات خارج بيوتهم المتهالكة. وبما يشعر به محمد من الإحباط والفقر وحب التجربة, وبما كان يراه أمامه من نماذج وقدوات سيئة, بدأ مع زملائه ورفقائه بشرب الدخان في سن لم يتجاوز العشر سنين, وقد اعتادت عيناه في تلك الأيام رؤية من يتعاطى المخدرات ويشرب الخمر من شباب أهل الحي وشيبهم, حتى أن الإستنكار الفطري لهذه الأمور تلاشى وأصبحت طبيعية. ومع أن تلك الأعمال كانت تعد معيبة إجتماعية لفاعليها إلا أنهم لم يروا فيها بأساً لرغبتهم بأي شئ للتعويض عن الشعور بالفشل والنقص والحرمان. واصل محمد الدراسة الإبتدائية في مدرسته العتيقة واجتاز مراحلها الست ولم يكد, وانتقل إلى مدرسة متوسطة في الحي ذاته ليست بأفضل حالاً من سابقتها. وفي مدرسته الجديدة تعرف على أصدقاء جدد, بعضهم يحضر المدرسة بسيارة لإجتيازه السن القانوني لحمل الرخصة! فكانوا يتركون المدرسة ويذهبون لمقاهي الشيشة, وقد كان محمد في تلك الفترة قد بدأ في استخدام الحبوب المخدرة وشرب الحشيش مع رفاق دربه حتى ترك المدرسة في السنة الأولى من المتوسطة. وكانت هذه العادات تضطره إلى السرقة من بيته أو من أي مكان آخر لتوفير الجرعات اليومية. وفي يومٍ من الأيام وقد بلغ سن الثامنة عشر, وبعد سرقة مبلغ من المال والحلي من أحد البيوت, تم القبض على محمد والتحقيق معه بشأن هذه السرقة وسرقات أخر, فحكم عليه بثلاث سنوات في الإصلاحية - عنبر "الحرامية". والتقى محمد بأصناف من المجرمين وتعرف على شر خلق الله وتعلم طرق جديدة لسرقة البيوت وفك الخزنات على يدي مدربين خبراء (ولا ينبئك مثل خبير) وخرج من السجن بعد نصف المدة دون أن يعتبر بما حل به من مصيبة السجن واحتساب سابقة في سجله.
فرجع إلى طريقه المنحرف من سرقة وترويج, ولم تشبع نفسه من جميع الملذات وأصناف المخدرات والمسكرات ولم يبقى إلا ابر الهيروين التي لم يظن بنفسه أن يقع في استخدامها أبداً, فإذا به يدمنها ويبذل الغالي والنفيس لأجل الحصول عليها, فكان يومياً يتعاطاها ويتلذذ بما تنتجه من نشوة زائفة مؤقتة لا تنتهي الرغبة إليها, وأصبحت حياته دوامة ما بين الإدمان وسجن "بريمان" حتى أن المخدرات تلحقه حتى في معتقله ولا يكاد يفارقها, وحاولت عائلته معالجته في مستشفى الأمل فانتكس وعاد أكثر من سبع مرات. وكانت عائلة محمد تعاني كثيراً بسبب إبنها واخوانه الآخرين وما جلبوا عليها من مصائب وفضائح فكانوا في حزن دائم لهذا السبب وكم كانوا يدعون لهم بالهداية إلا أن لله عز وجل حكمة في خلقه. وفي يوم من الأيام, شاء الله على محمد أن يقلع عن الإبر وباقي المخدرات مع ما كان في ذلك من صعوبة لكون ادمانها نفسي وجسدي, وصاحب محمد بعض التائبين في السجن وأصبح يواضب على الصلاة وتعلم بعض أمور دينه معهم, وخرج وقد تعهد على نفسه ألا يعود إلى المخدرات وأن يثبت على دينه وتقوى الله. أصبح أمام محمد, وقد بلغ أواخر العشرينات من العمر, مسؤولية كسب الرزق لنفسه والقيام ببعض واجبات الأسرة التي أعانته بشراء سيارة له فحالفه الحض بأن وجد لنفسه وظيفة نقل ثلاثة معلمات من جدة إلى مكة المكرمة بمبلغ يناسبه ويسد حوائجه فاستمر في ذلك لمدة سنة تقريباً. كان يوصلهن إلى مناطق مختلفة حين يعيدهن, وكان يدور بينهم حديث منضبط بحدود الأدب دون أي خضوع بالقول, فكان قد أعجب محمد بإحدى هؤلاء النساء التي قد علم أنها غير متزوجة, فقرر أن يحدث والده ووالدته بأن يخطبوها له, فوافقا على ذلك وتوجه هو ووالديه إلى أهل الفتاة فوافق والدها مبدئياً واتفق على أن يقدم للفتاة (شبكة) وخاتم الخطوبة. وتوالت الزيارات بين محمد وأهل الفتاة وكانت من أجمل أيام حياته وقد بنى آمال كبيرة لنفسه وللأسرة التي يأمل في تكوينها حتى ذهب إلى بيت الفتاة في أحد الأيام فخرج إليه والدها وفي يديه الهدايا التي سبق أن قدمها لهم محمد, فقال له "نعتذر لرفضنا تزويجك بإبنتنا فقد وجد أحد أقاربنا في سجلك سوابق مخدرات وجنايات أخرى". هكذا تحطمت آمال محمد وأصابه أشد الإحباط وأحس بأنه لا قيمة له في هذه الدنيا وفقد الثقة في نفسه وفي دينه وفي وطنه. لم يمر كثيراً من الوقت حتى التقى بإثنين من رفاق السوء من الحي الشعبي القديم الذي يسكن فيه ومعهم بضعة جرامات من الهيروين القاتل ومعدات التعاطي, فعاد محمد إلى دوامة الإدمان, إبر متسخة وأمراض متنقلة وجلطات في أطراف الجسد بين الحين والآخر وموت محقق في أي لحظة, وعاد إلى السجن مرات ومرات, وعاد إلى الإحباط والضياع وفقدان الأمل.

قال الله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ... (10)

لا تنسوا شبابنا من الدعاء

بقلم/ المسلم العربي

 



للتبرع بمبلغ 10 ريال
ارسل رسالة فارغة إلى الرقم
STC & Mobily
5565




موضوع مهم جداً:
كلمات حق يراد بها باطل










 


التعديل الأخير تم بواسطة المسلم العربي ; 22-10-2009 الساعة 10:48 PM.
رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023