بنات الجامعه هل حدث ذلك فعلا ... معركه بين طالبات جامعة الملك عبدالعزيز ..

[SAILOR515]

جدة: عمر المضواحي، سامية العيسى، نجلاء الحربي

" أنا بنت فلان.. إنتي بنت مين؟ " قبل أن يتطور الشجار في الحرم الجامعي لشطر الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ظهر يوم السبت الماضي إلى حلبة مصارعة، استعانت فيه (بنت فلان) بمصارعتين من الوزن الثقيل لسرعة الإجهاز على منافستها (بنت مين)، لتشتعل الحلبة، على مرأى ومسمع مديرة وموظفات مكتب شؤون الطالبات، بفاصل من فنون القتال النسوي، ابتداء من الصراخ والتلويح بسلاح الأسنان والأظافر للعض والخربشة، وانتهاء بالركل وشد الشعر وتقطيعه وتوجيه ضربات غير قانونية للرأس ومناطق متفرقة من الجسم قبل أن تلجأ (بنت فلان) لاستخدام جهازها النقال كمقذوف طائش أصاب صدغ منافستها (بنت مين) لتحسم الجولة بـ"الضربة القاضية".
عهود (بنت مين) تروي لـ"الوطن" قصة تعرضها، لتحرش مستفز وتلاسن لفظي تواجهه دائما من زميلتها الطالبة سحر (بنت فلان)، وآخرها عندما كن في طريق خروجهن من بوابة الجامعة يوم الأربعاء الماضي، لتبلغها أنها ستتقدم بشكوى ضدها لمكتب شؤون الطالبات يوم السبت، لوضع حد لهذه الاستفزازات المستمرة بين الطرفين وبشكل رسمي.
تقول عهود وهي طالبة في السنة الثانية في كلية (اقتصاد منزلي) "صادف خروجي مع عدد من زميلاتي من الجامعة مرور الطالبة سحر يرافقها مجموعة من زميلاتها الطالبات وطلبت مني بأسلوب متعال عن سبب عدم انضمامها لشلتها والنظر لها دوما "بطرف العين"، لكنني أوضحت لها أن ذلك غير صحيح، وحاولت الابتعاد عنها وعن زميلاتها وهي توجه لي ألفاظا بذيئة".
وتزعم "عهود" أن تركها لـ(سحر) على طريقة "ابعد عن الشر وغني له" أثار حنقها، لتلاحقها بصوت غاضب وبتهديد بأنه شرف لها أن تكون عضوة في شلة صديقاتها المميزة، وأنها (بنت فلان) قبل أن ترشقها بقنينة ماء بارد كانت بيدها، لتتدخل الطالبات في إنهاء الموقف قبل أن يتطور للأسوأ.
إلا أن رواية مختلفة نقلت عن أسرة "سحر" (بنت فلان) إذ تشدد على أن "عهود" لوحت بحذائها في وجهها، ردا على كلامها، وأنها " مستفزة أيضا " مما أفقدها صوابها، وهددتها بأنها سوف ترفع شكوى ضدها، أيضا، في إدارة الجامعة حتى نقطع العرق ونسيل الدم".
بالعودة إلى "عهود" تقول إنها عقدت العزم على تنفيذ وعدها بتقديم الشكوى لمكتب شؤون الطالبات بعد فراغها من محاضرات يوم السبت (الماضي). وبالفعل " توجهت عند الساعة الثانية بعد الظهر إلى مقر المكتب، قبل أن تفاجأ بوجود سحر (بنت فلان) وبرفقتها طالبتان (طويلتان عريضتان) لا تعرفهما، "تقطعان علي الطريق عند دخولي باب المكتب لتخبرني باستيائها من موقفي وإصراري على شكواها في شؤون الطالبات وهي (بنت فلان)، قبل أن تتوتر وتبلغني بأنها سوف تضربني في داخل المكتب الذي لجأت للشكوى إليه وهي تردد ( نشوف من فينا بنت فلان)".
تضيف: " بعدها تعرضت لـ"علقة ساخنة" أمام نظر ومسمع موظفات مكتب شؤون الطالبات، لم أفق منها إلا على سرير الفحص الطبي وبجانبي والدتي في الإدارة الطبية بالجامعة".
تقول والدة الطالبة "عهود" إنها هرعت يوم السبت إلى الجامعة بعد تلقيها اتصالا من زميلة ابنتها في الكلية لتبلغها بتعرض (عهود) لاعتداء بالضرب من ثلاث طالبات، وبالفعل وجدت ابنتي في حالة "لا تسر عدواً ولا صديقاً"، وأسرعت بطلب إكمال تقديم الشكوى في مكتب شؤون الطالبات لإثبات حالة الاعتداء لأفاجأ بوجود والدة "سحر" التي تعمل كمحاضرة (الصحيح أنها إدارية) في شطر الطالبات وهي في حال غضب واضح وهددتني بقولها "والله لأفصل بنتك من الجامعة.. وأخليها تبيع حمص".
تضيف: على الفور تم تحويل ابنتي على الإدارة الطبية للكشف عليها من قبل الدكتورة نائلة أرشد صديق وتوثيق إصاباتها في تقرير طبي جاء فيه أن ابنتها تعاني من " كدمة بالخد الأيسر، وكدمة بالكتف الأيمن، وخدوش بالذراعين نتيجة احتكاك، وأيضا خدش بالصدر من الناحية اليمنى، وألم بالرأس نتيجة شد الشعر، وقد تم عمل اللازم لها".
لم تكتف والدة عهود بالتقرير الطبي الجامعي، لتأخذ ابنتها إلى مستشفى الملك فهد العام وحصلت من هناك على تقرير آخر شمل منح ابنتها إجازة مرضية لمدة خمسة أيام، وتوصية بالإحالة إلى مستشفى العيون العام بحي الصفا للكشف على سلامة (ملتحمة) عينها اليسرى واستكمال التقرير.
في اليوم التالي (الأحد الماضي) سجلت والدة عهود محضرا أمنيا برقم 7851 /20 /18 في مركز شرطة (حي الجامعة)، وقامت بتزويد إدارة الجامعة بنسخة كاملة من التقارير الطبية والمحضر الأمني، إلى جانب شهادات خطية من ثلاث طالبات حضرن واقعة الاعتداء على ابنتها (حصلت "الوطن" على نسخة كاملة من الوثائق).
من جهتها وصفت عميدة شطر الطالبات المكلفة الدكتورة عزيزة الطيب أن الشجار الذي حدث بين الطالبتين عادي ويحدث في كافة التجمعات البشرية. مشيرة إلى أن الجامعة تضم نحو 45 ألف طالب وطالبة من مختلف الثقافات، وأن المفترض أن يحل هذا الأمر داخل حرم الجامعة ومن خلال إدارة شؤون الطالبات التي لها دور كبير في علاج هذا النوع من المشكلات.
وأكدت الطيب في حديثها لـ"الوطن" أن على الأسر أن تهتم في تنمية سلوك بناتها، والجامعة لا تقوم على تعديل سلوكيات الغير، بل لديها لوائح وتنظيمات تطبق على جميع الطالبات في الأمور التأديبية. وذكرت أنه سوف يتم التحقيق مع الطالبتين وسيشكل مجلس تأديبي ليطبق القرارات المناسبة. وشددت على أنه "لا يحق لأي من منسوبي الجامعة القيام بفصل طالب أو طالبة من الجامعة لأن الفصل يرجع لقرارات يصل لها المجلس التأديبي بعد انتهاء التحقيقات".
من جانبها أكدت سميرة قطان وهي مسؤولة في مكتب شؤون الطالبات لـ"الوطن" أن حادثة الشجار بين الطالبتين وقعت أمام باب المكتب وشاهدت كل تفاصيلها. وقالت "اتضح أن (عهود) كانت ترغب في تقديم شكوى ضد (سحر) بسبب دعواها بتكرار التعرض لها بالاستفزاز، وبعد تقابلهما وكل منهما يريد تقديم شكوى ضد الأخرى حدث التصادم وانتهى بالشجار والضرب وبعد السيطرة على الموقف، تم حضور والدتي الطالبتين، وحدث تلاسن بينهما بالألفاظ نتيجة الموقف المشحون بسبب الحادثة".
وشددت قطان أنه "لم يسبق تسجيل أي شكوى ضد الطالبة (سحر) في مكتب شؤون الطالبات، لكن في المقابل لا يحق لأي طالبة أن تطغى أو تتجبر بمجرد التحامي بوالديها مهما كان منصبهما".
-------------------------
والد (سحر) يؤكد حياديته ولا يقر كلام بنت " معجبة بأبيها "!

اتصلت "الوطن" على والد الطالبة (سحر) وهو أستاذ أكاديمي في منطقة مكة المكرمة الذي عبر بشكل هادئ عن دهشته واستغرابه للجوء أسرة الطالبة عهود إلى وسائل الإعلام لعرض هذه الحادثة البسيطة التي لا تخرج عن كونها مجرد شجار بين مراهقتين يحدث في أي مكان وفي كل زمان، بعيدا عن معرفة وليي أمورهما وبدون رضاهما عن مثل هذه السلوكيات المرفوضة جملة وتفصيلا.
وقال: إن هناك جهات حقوقية يمكن اللجوء إليها في حالة إصرار أسرة الطالبة (عهود) على الشكوى، ليس من بينها وسائل الإعلام. وأضاف: إن الحادثة تطورت حسب اعتقاده بفعل التلاسن والانفعال بين الطالبتين من دون معرفته بتفاصيل المشاجرة، مشيرا إلى أن ابنته أيضا تعرضت لخدوش وكدمات وطالها أذى نفسي وجسدي لكن المهم لديه هو معالجة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بصب مزيد من الزيت فوق النار.
وأكد والد (سحر) أنه لا يعقل أن يحاسب أب على "لفظ ما" بدر من ولده أو ابنته وفي غير حضوره، فكل بنت بـ"أبيها معجبة". لكنه أوضح أن ابنته لم تختر منصبه أو عمله وإنما اختير من قبل جهات الاختصاص. وأشار إلى أنه لم يعلم بالحادثة إلا من خلال اتصال صحيفة "الوطن" به (ظهر يوم السبت الماضي)، وأنه فور علمه أبلغ الجامعة بأن الطالبتين في حكم بناته، مؤكدا حيادية موقفه بشكل تام وأنه لا ولن يتدخل لصالح ابنته سحر، وأن من أخطأ منهما، سوف تتخذ الإجراءات النظامية بحقها. طالبا من الـ"الوطن" التدخل في إقناع عائلة الطالبة عهود بالمفاهمة مع عائلته لحل الموضوع بشكل أسري من دون اللجوء إلى تعريض سمعة عائلتيهما للخدش عبر وسائل الإعلام.
في المقابل أكدت "الوطن" لوالد سحر أن حديثه وموقفه الإيجابي كأستاذ جامعي يعد درسا أخلاقيا يمكن الاستفادة منه عمليا، "وأن الصحيفة لن تنشر اسمي العائلتين حرصاً على عدم التشهير بهما" وأنه من غير الإنصاف عدم نشر رأيه لتوضيح موقفه الأخلاقي والمنصف، أمام رواية أسرة الطالبة (عهود)، غير أنه تمسك بشدة في عدم قناعته بنشر الموضوع برمته في وسائل الصحافة والإعلام. مبديا استعداده، من موقف أخلاقي وديني، لإنصاف ابنته (عهود) من ابنته (سحر) إذا ثبت أنها كانت المخطئة، وأنه يضمن لها ذلك بصفته أباً وتربوياً.
-------------------------------
والدة (عهود) ترد:
أقول لـ(بنت فلان) بأن الفتى ليس "من قال كان أبي"!
أكدت والدة (عهود) التي زارت مكتب "الوطن" برفقة عائلتها صباح يوم (الاثنين الماضي) تمسك عائلتها برد الاعتبار لابنتها وحفظ كرامة أسرتها التي أهدرت في تصرف غير تربوي حدث أمام مسؤولات شؤون الطالبات وفي داخل مكتبهن في الحرم الجامعي. وأبدت رغبتها في التواصل مع والدة (سحر) لتوضيح موقفها كأم أولا، ولإثبات الضرر النفسي والجسدي الذي أصاب ابنتها، بشكل ربما يلحق بها إعاقة مستديمة، نتيجة الضرب الذي تعرضت له من مجموعة الطالبات بقيادة الطالبة (سحر).
وقالت إنها تتمسك بحق النشر الإعلامي لقضية ابنتي (عهود) الذي يكشف عن واقع سلبي تجب معالجته بتدخل من المسؤولين في الإدارة العليا للجامعة، خصوصا فيما يحدث من مشكلات من هكذا نوع في شطر الطالبات تستوجب دراستها بشكل علمي ووضع حل نهائي لها. مؤكدة أنها تلقت اتصالات من أكثر من وسيلة إعلامية منها صحف محلية وفضائيات لعرض الحادثة التي تعرضت لها ابنتها في الحرم الجامعي.
-----------------------------------------
بادحدح وكيلة شؤون الطالبات:
النعرات القبلية واختلاف المستوى الاجتماعي وراء مشاكل طالبات الجامعة

أكدت وكيلة شؤون الطالبات الدكتورة خديجة بادحدح أن أغلب المشاكل التي تحدث بين الطالبات في الحرم الجامعي سببها النعرات القبلية والتفاوت الاجتماعي والطبقي بينهن. وأشارت إلى أن مشكلة الطالبتين (سحر وعهود) لابد أن يحقق فيها أولا ثم تحول للمجلس التأديبي بعد سماع أقوال كل طالبة على انفراد، ثم يحقق معهما في وقت واحد حتى يسمع كل طرف رأي الطرف الآخر وجها لوجه، بعدها يتم تحويلهما للمجلس التأديبي إذا كان الأمر يتطلب ذلك. وأكدت بادحدح أن لكل مخالفة هناك عقوبة تطبق بحسب اللوائح والأنظمة التي وضعتها الجامعة

http://alwatan.com.sa/news/newsdetai...0606&groupID=0