احتجاز العشرات وإطلاق سراح الفضوليين منهم

[نبع الوفااء]

فرقت قوات الأمن السعودي مساء الثلاثاء تجمعا احتشد في منطقة العليا ـ قلب الرياض العاصمة. وكان التجمع ينوي مظاهرة دعت إليها ما تسمى بـ "حركة الإصلاح الإسلامية" المتطرفة التي تتخذ من لندن مقرا لها.


وفي وقت مبكر من عصر اليوم تواجدت قوات أمن مكثفة تابعة لأمن الطوارئ والشرطة والدوريات الأمنية والمباحث العامة واستمرت حتى ما بعد السابعة مساء ـ الرابعة بتوقيت غرينتش ـ في باحات مفتوحة جنوبي مركز المملكة التجاري، في منطقة تقع بين طريق الملك فهد وشارع العليا العام في العاصمة ـ الرياض إضافة إلى تواجد مماثل جنوب فندق شيراتون لمنع المظاهرة.




وشوهد المئات من رجال الأمن من مختلف القطاعات العسكرية راجلين لمنع أي تجمعات في المنطقة قد تعكر صفو الأمن، بينما ازدحمت الشوارع الرئيسية القريبة من المكان بآلاف السيارات وفي طريق الملك فهد الذي يمتد من جنوب العاصمة لشمالها بسبب احتشاد رجال الأمن ومركباتهم، وكذلك في شارع العروبة وشارع العليا العام.


ووسط وضع لم يسبق للأمن السعودي أن تعامل معه من قبل، جرى اعتقال العشرات ممن لم يستجيبوا لندءات الانصراف وجرى احتجازهم في حافلات تابعة للأمن، بينما تم إطلاق سراح الفضوليين منهم في ذات الوقت. وقياسا بما حدث، يعتبر الأصولي المتطرف سعد الفقيه قد فشل في حشد أي تأييد له أمام نداءاته للمظاهرة والتي دعمته فيها قناة الجزيرة التابعة للحكومة القطرية.


وأعلن مصدر سعودي مسؤول أن سلطات الأمن فرقت تجمعا في حي العليا في الرياض .


وقال إن " عددا من الأفراد تجمعوا عصر هذا اليوم الثلاثاء على طريق الملك فهد بحي العليا بمدينة الرياض مما دفع بعض المارة إلى الوقوف على جانب الطريق بدافع من الفضول لاستطلاع غاية هذا التجمع الذي نجم عنه إعاقة الحركة المرورية في هذا الطريق المزدحم ".


وأوضح المصدر المسؤول إن" الشرطة باشرت في حينه التعامل مع هذا التجمع بما يقتضيه الواجب الأمني وإعادة انسياب الحركة المرورية إلى وضعها الطبيعي".



من جهته، قال الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي في تصريحات صحافية أدلى بها مساء اليوم فيه "إن ما حدث من بعض التجمهر في شارع العليا عدد محدود تجمعوا ويحملون يافطة يذكرون عن المرأة وبعض الأشخاص ناس مغرر بهم قبض عليهم ويخضعون للتحقيق وسيطبق بحقهم النظام"، واستفسر صحافي عن عددهم، فأجاب الأمير نايف بأنهم " لايتجاوز 150 شخصا".


وإزاء سؤال عن الأسباب التى تدفع الشباب للقيام بمثل هذه الأعمال، رد وزير الداخلية السعودي "من قال الشباب هؤلاء فئة قليلة . . والشباب الحمد لله بالملايين لا ينسحب عليهم ما ذكر، وما قيل". وزاد ورد على سؤال أخر حول ما إذا كان يتوقع تكرار مثل ما حدث اليوم "إن شاء الله ما يتكرر".



وتقع المنطقة الذي شهدت أحداث اليوم، في أرقى أحياء العاصمة القريبة من أماكن التسوق الكبرى كمركز المملكة التجاري الذي شهدت المنطقة أمس تجمعا كبيرا حوله إثر الاحتفال بافتتاحه بحضور الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، وإلى الجنوب من برج وأسواق الفيصلية الشهيرة.

وتعتبر المنطقة قلب الرياض الحديثة، وتشهد حتى في الأيام العادية إكتظاظا من المتسوقين والمارة وتجمعات للشباب والمتسكعين.

كما سبق وأن شهدت المنطقة العديد من التجمعات ومحاولات الشغب الشبابية عقب المباريات الكروية، وغالبا ما كانت تنتشر فيها الشرطة لتفريقهم والمحافظة على انسياب الحركة المرورية.

وفي الوقت الذي كانت منطقة العليا تشهد تجمع أمس، كان ينعقد فيها مؤتمر لحقوق الإنسان، وهو الأول من نوعه يعقد برعاية السلطات الرسمية


وكان وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز قد أكد مساء الاثنين في تصريحات صحافية أن القيام بالمظاهرات في السعودية مخالف للنظام مقللاً من أهمية دعوة "حركة الإصلاح الإسلامية" المعارضة التي تتخذ من لندن مقراً لها والتي طالبت المواطنين بالتظاهر عصر اليوم في العاصمة الرياض، واصفاً ما يصدر عن قائدها سعد الفقيه بأنه "نباح لا قيمة له" وأن لا أحد سيستجيب له إلا "جاهل".





تحياتي لكم .....
نبع الوفااء .....