وهم "الحقيقة" ... مصطلح درامي.

[نورس]

زمن من لا مصطلح له!... يريد أن يعلى شأنه ... فيدعي المعرفة والعلم ... ويتلاعب بالمصطلحات كيفما شاء لخدمة غاية يتمناها ... هذه الغاية هي العلو والظهور ... حتى إذ كان بالكذب والدجل ... فمن هذه المصطلحات مصطلح ما يعرف بــــ ((( الحقيقة ))) ... الكل يدعي ليلاه ... بلا أدنى مراعاة لمستقبل المعلومة ... فيظل ينشد بمصطلحه في كل مرتع أدبي ((( عذراً ))) مجلس أدبي ... ويظل يعزف المصطلح على أوتار الهوى ... وينشدون على سبيل المثال لا الحصر ((( في الحقيقة ... أرى أن الحقيقة ... في حقيقة الأمر ... تقول الحقيقة أن الواقع ... هذه الحقيقة وبس ... ))) ... وهلم جرا من المعاني المركبة خفية على هذا المصطلح .

لازال الموضوع غامض ... مقالي يدور حول ماهية مصطلح ((( الحقيقة ))) ... من وجهة نظر فكرية خاصة ... ما أستصوبه أن مصطلح ((( الحقيقة ))) لا يمثل لدي سوى معنى واحد فقط ... أن ((( الحقيقة ))) هي الوهم أو الخيال ... أنتظر ولا تتسرع عزيزي القارئ ... يقول الفيلسوف سقراط ((( أن الحقيقة هي الغاية في ذاتها ))) ... فهل تتوقع عزيزي القارئ أن كل ما يتمناه المرء يدركه ؟!!... لا أظن ذلك ... أما علم الإدارة الحديث يقول إن هناك عدة حلول ممكنة لكي يختار الحل الأفضل والمناسب ... معنى ذلك أن الحقيقة لها عدة حلول وطرق وأراء ((( هذا إن تجاوزنا وقلنا أن الحل هو الحقيقة ))) بالرغم من أنه ((( علم الإدارة الحديث ))) لا يرى أن هناك حقيقة مطلقة .

قال المولى عز وجل ((( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ))) سورة البقرة الآية 30 ... في هذه الآية القرآنية تأكيد لفكري ... أنه حينما أختار الله الإنسان لأن يكون خليفة في الأرض يخلفه في تنفيذ أحكامه ... كل هناك عدة خيارات لدى المولى عز وجل كان لديه الملائكة وهم أفضل من الإنسان لأنهم يسبحون ويعبدون ويقدسون الله ... ومن هنا سجل الملائكة طلبهم من المشورة من الله على عدم اختيارهم واختيار الإنسان الذي يسفك الدماء ويفسد في الأرض ... فهذه الآية تأكد أن هناك عدة حلول وليس حل واحد "الحقيقة الواحدة )))... وفضل الله عز وجل الإنسان لاعتبارات ذكرت في التفاسير ولا أريد الخوض فيها لكي لا اخرج من الموضوع .

حتى فقهاء التاريخ حينما يجزموا على قضية تاريخية من خلال رؤية واحدة فهذا ليس من العلم في شيء ... لأنه إذ كان في أحاديث المصطفى النبيل عدة روايات للحديث الواحد فما بالك بالقضية التاريخية !!... وعلم البحث العلمي الحديث يقول أن المراجع والمستندات التاريخية لم يعتبرها مصدر أساسي بل مصدر ثانوي ... معنى ذلك أن علم البحث العلمي أما يشكك أو يقلل من أهمية المعلومة المؤرخة من رؤية واحدة.

خلاصة :
لا يمكن بأي حال من الأحوال الجزم أن هناك ما يعرف بــ "الحقيقة" كمصطلح يستخدم بطريقة مطاطية وفق الأهواء فقط ... فيمكن لي أن أحل كلمة "الحل الأمثل" بدل كلمة "الحقيقة" حتى لا نستهين بمتلقي المعلومة ونعلمه من خلال الكلمة أننا لدينا عدة حلول لكن الأفضل هو "..."... والمنهج العلمي الحديث الذي يدرس في المدارس الابتدائية في عدة دول مجاورة "ونحن لازلنا نلقن ونحفظ")... يقول أن هناك عدة خطوات للوصول للحل الأمثل وهي كالتالي :
1) الشعور بالمشكلة .
2) جمع بيانات المشكلة .. ومن ثم تحويلها لمعلومات .
3) وضع البدائل للمشكلة .
4) تقييم البدائل من ناحية جدواها.
5) اختيار البديل الأمثل للمشكلة ووضعه موضع التنفيذ.

[ابو علي]

<<<<< لاتعليق عنده ولكن سلمت يداك

[Taurus]

نورس..
شكرًا على الموضوع الأكثر من رائع...
أفكارك مميزة و طرحك جميل..
اسمحلي أن أنقل الموضوع إلى المنتدى العام..

[نورس]

تحياتي لمرورك الكريم يا أبو علي

[نورس]

أقف عاجز أمام الإطرأ الذي تفضلت به أناملك

ولك الحق فيما تراه مناسباً.