أحاديث مشهورة جدا وهي غير صحيحة !!!

[ولـــ جدة ــــد]

من المسلم به لدى كل مسلم أن السنة الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع وأن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تشريع وأن الكذب عليه – بأبي هو وأمي – من أكبر الكبائر والذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر الصحيح : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ومع ذلك فإن مما يؤسف له أشد الأسف أن نرى بعض إخواننا من الكتاب – رجالا ونساء - و بعض الدعاة والواعظين والخطباء والمعلمين والمعلمات والكتاب والمذيعين قد تساهلوا في هذا الأمر , فنجد الواحد منهم يستشهد في كلامه بأحاديث ضعيفة بل موضوعة منكرة وينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا فيه خطر عظيم على المستشهد والمتلقي , وذلك أن المستشهد بالحديث غير الصحيح يعرض نفسه للعذاب عند الله تعالى لتقصيره في البحث عن الحق والمتلقي قد يحفظ الحديث ثم يفاجأ يوما ما من مصدر آخر بأنه غير صحيح فيحصل عنده اضطراب وعدم ثقة فيمن استشهد بالحديث , ولذلك فقد بين العلماء حرمة رواية الحديث الموضوع إلا مقترنة ببيان حاله ليحذر الناس منه , وأما الحديث الضعيف فالعلماء المحققون على أنه لاتجوز روايته لأن في الأحاديث الصحيحة كفاية والحمد لله , والعلماء الذين أجازوا روايته قد وضعوا لذلك شروطا منها أن يبين للناس أنه ضعيف ومع ذلك فهذا الشرط مهمل عند أكثر الناس . والأحاديث الضعيفة والموضوعة لها أثر سىء في الناس سواء من ناحية الأمور الاعتقادية أو التشريعية فكم من شرك وقع كثير من الناس فيه وكم من بدعة عمت وطمت وكم من غلو في الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين انتشر بين الناس بسببها ! وهل التصوف على سبيل المثال قائم في كثير من صوره وطقوسه إلا على أساسها؟ والحقيقة أن علماء السنة قديما وحديثا – جزاهم الله عنا خيرا- قد برؤا ذممهم وقاموا بالواجب الذي عليهم فألفوا الكتب الكثيرة التي بينت الأحاديث الضعيفة والموضوعة ليكون الناس على حذر منها , ولكن المشكلة هي في أولئك الكتاب والوعاظ والخطباء والمذيعين الذين يستشهدون بأي حديث يجدونه وفي أي كتاب دون التأكد من صحته فهم
كحاطب ليل يجمع كل شىء يقع تحت يده . قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله متحدثا عن الفئة التي أشرنا إليها : ( فإنهم وإن لم يتعمدوا الكذب مباشرة فقد ارتكبوه تبعا , لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها وهم يعلمون أن فيها ما هوضعيف وما هو مكذوب قطعا وقد أشار إلى هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " …….. ثم روي عن الإمام مالك أنه قال : " اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع , ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع " وقال الإمام ابن حبان في صحيحه : ( فصل : ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشىء إلى المصطفى صلى الله عليه وهو غير عالم بصحته ) ثم ساق بسنده إلى أبي هريرة مرفوعا ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وسنده حسن ….. فتبين مما أوردنا أنه لا يجوز نشر الأحاديث وروايتها دون التثبت من صحتها وأن من فعل ذلك فهو حسبه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحد , فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) اهـ ( السلسة الضعيفة ج 1 ص 51 ) , وإتماما للفائدة إليكم بعض الأقوال التي يكثر الاستشهاد بها بين الناس على أنها من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم رغم أن علماء الحديث قد نصوا في كتبهم على أنها ليست صحيحة ( ضعيفة أو موضوعة ) :



من تعلم لغة قوم أمن مكرهم

اطلبوا العلم ولو في الصين

كل قرض جر نفعا فهوربا

من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له .

أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر

إياكم وخضراء الدمن … المرأة الحسناء في المنبت السوء

لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد

أنا أفصح من نطق بالضاد .

أدبني ربي فأحسن تأديبي

اختلاف أمتى رحمة

أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

نحن قوم لانأكل حتى نجوع .

توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم

حسبي من سؤالي علمه بحالي

من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه

من حج البيت فلم يزرني فقد جفاني

شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر .

مسح الرقبة أمان من الغل

عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم

جميع أحاديث مدح العقل .

سؤر المؤمن شفاء

أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد .

إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان

رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر

أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار

كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها ( أي الرسول صلى الله عليه وسلم )

حديث : أفعمياوان أنتما ؟؟

تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإنها نصف العلم …

تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس

جميع الأحاديث التي تذكر في فضل رجب وصيامه .

أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من طينة أبيكم آدم …….

أحاديث فضل عاشوراء

أحاديث ولادة النبي صلى الله عليه وسلم مختونا .

يوم صومكم يوم نحركم

نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر .

ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها

من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة …………

حديث صلاة التسابيح

من صلى في مسجدي أربعين يوما ………

لولاك لما خلقت الأفلاك .

أنا ابن الذبيحين

لا تسرف ولو كنت على نهر جار .

الناس كأسنان المشط

لايقع أحدكم على زوجته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول , قالوا ماهو ؟ قال القبلة .

شراركم عزابكم

الدعاء الذي يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم علمه لعلي رضي الله عنه لحفظ القرآن .

لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا .

تسليم الغزالة على النبي صلى الله عليه وسلم

الدعاء الذي يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا به عند عودته من الطائف وقال فيه : اللهم أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي …

إن الناس يدعون القيامة بأمهاتهم لا بآبائهم0

من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لم يقضه صيام الدهر وإن صامه .

لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا .

تحية البيت الطواف .



ونلاحظ أن هذه المجموعة هي بعض ما هو منتشر عند الناس مما يوجب على المسلم - كاتبا وواعظا وخطيبا ومذيعا - أن يتثبت من كل حديث يستشهد به والأحاديث الصحيحة بالآلاف والحمد لله وفيها غنية عما سواها . هذا ولا يقولن قائل إن بعض الأحاديث المذكورة صحيحة المعنى , لأننا نقول : إن صحة المعنى لا تجيز لنا أن ننسب إلى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم شيئا لم يقله ونعرض أنفسنا للوعيد الشديد الذي توعد به من يكذب عليه , وحسن النية لا يكفي ما لم يكن معه عمل حسن . ولا يفوتني في الختام أن أذكر نفسي وإخواني الكتاب والدعاة والخطباء ببعض الكتب التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة الأحاديث الضعيفة والموضوعة :



الموضوعات لابن الجوزي

اللالىء المصنوعة للسيوطي

المنار المنيف لابن القيم

تنزيه الشريعة لابن عراق

الفوائد المجموعة للشوكاني

فتاوى ابن تيمية رحمه الله ( قسم الحديث )

كتب العلامة الألباني رحمه الله 7- فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء بالمملكـة ( الجزء الرابع)

التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث للعلامة الشيخ / بكر أبو زيد , وغير ذلك من الكتب قديما وحديثا .





لانصر لنا إلا بالإسلام على وفق منهج السلف الصالح