عبدالرحيم محمد الميرابي
كيف تصبح مشهوراً في يومين ونصف..؟!
إذا راودتك نفسك لأن تكون مشهوراً، بشكل عاجل، فما عليك إلا اتباع إحدى الخطوات الثلاث التالية:
الخطوة الأولى: التوجه مباشرة إلى أقرب (بقالة) أو قل إن شئت: أقرب قناة إعلامية في الشارع المجاور لبيتك العربي، ثم (قم) بتوقيع عهد موثق بالدولار، مقابل قيامك بالافتراء على أقرب دولة مجاورة لخارطة أسرتك الإسلامية، فإن لم تجد، فعليك بالبحث عن أقرب شقيق، فإن لم تجد فأقرب صديق، فإن لم تجد، فعليك بفسخ العقد، ثم البحث عن بقالة أخرى، تطبق نفس المواصفات والمقاييس.
الخطوة الثانية: إذا لم يحالفك الحظ في الخطوة الأولى، فعليك التحول عاجلا إلى كاتب، ثم قم (قم- هذه المرة بدون قوسين) بالكتابة منتقصاً شيئاً من قيمك الدينية، فإن لم تجد، فعليك بقيمك الاجتماعية، فإن لم تجد، فعليك بخدش الذوق العام، فإن لم تجد، فعليك بإحداث شيء جديد (أي شيء) فإن لم تجد، فليس لك عندي من حيلة أخرى، إلا ما ستجده في الخطوة الأخيرة.
الخطوة الثالثة والأخيرة: لا يفوتك الإنترنت؛ فإنه يسمح لك بالإساءة إلى أي أحد شئت، دون أي ضوابط، وإنْ كنت لا أنصحك به، لأن الوضع هنا يتطلب أنْ تكون شهرتك باسم غير اسمك الذي سمّاكهُ أبواك الكريمان، فإن لم يكن لك بد؛ فما عليك إلا الخروج إلى الشارع، ثم الصراخ أمام الناس- دون أي مراقبة إعلامية- معلناً أنك تمتلك لساناً، قد تم تسجيله في موسوعة "غينيس" للألسن القياسية.. فإن لم تجد طريقاً إلى الشهرة في يومين ونصف اليوم وفق هذه الخطوات، ولم يبق لديك ما تقوله إلا الحق، فاعلم أن لك في الحق أكبر شهرة؛ لأن الحق لا يُحاك في نفسك، ولا تكره أن يطلع عليه الناس؛ كما لن تجد من يجرؤ على منعك منه، إلا أن يكون قولك ليس في شيءٍ من الحق.
قال أبو الحِكم:
حينما تجد "العالم" حاقداً عليك، فذاك لأنك لا تعرف الحقد.