العالم يتعرف على السعوديين من خلال ما يقدم تلفزيونياً بطريقة مغلوطة
المسلسلات الرمضانية السعودية.. الضحك على شر البلية!
«الاقتصادية» من الرياض
أيام قليلة وستغادرنا الأعمال الدرامية السعودية بخيرها وشرها، وستحمل بكل جدارة أسوأ أعمال درامية تم تقديمها خلال تاريخ الفن السعودي على الإطلاق، حلقات ضعيفة فنيا، تم سلقها بطريقة لا تنمّ عن احترام المشاهد أو احترام الفن ورسالته، سيناريوهات هشة، ألفاظ سوقية، بناء درامكي بدائي، مونتاج متهالك إلى الدرجة التي يتم فيها دمج المشاهد وإنهاؤها بطريقة غير فنية أبدا، كل ذلك مع أهميته لا يعنينا أمام ما تحاول هذه المسلسلات تقديمه للمشاهد العربي من صورة غير مشرفة للإنسان السعودي وللمجتمع السعودي، نسف متعمد للقيم الدينية والاجتماعية، فن لا يحمل أي رسالة في كثير من حلقاته، توقعنا أن يكون التنافس بين (طاش ما طاش) وبين (بيني وبينك) لمصلحة احترام المشاهد وتقديم مادة فنية راقية ولكن العكس هو الذي حصل وتم قلب المعادلة والتسابق في تشويه صورة المواطن السعودي بكل مستوياته، من التاجر، ورجل الأمن، والمدرس، إلى الوافد البسيط، جميع أفراد المجتمع السعودي في عيني (طاش ما طاش) و(بيني وبينك) هم أفراد متخلفون بالكاد يتدبرون أمر حياتهم. كتب أمس سلامة الزيد، عن الصورة السلبية التي تقدمها الدراما السعودية عن المواطن السعودي، يفيد أن أحد أصدقائه من تونس الشقيقة يسأله عن معنى كلمة «دلوخ» وعن حقيقة ما يتم طرحه عن المجتمع السعودي في المسلسلات الدرامية السعودية وخصوصا مسلسلي «طاش ما طاش» و «بيني وبينك»، ظهر رجل الأمن السعودي وكأنه لا يفقه في هذه الدنيا شيئا ومفرط ومهمل في واجبه دون أي حسيب أو رقيب، بينما الواقع عكس ذلك تماما، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن أحد بعينه بقدر ما نطالب بالإقلال من هذا التسطيح ومراجعة المشاهد الدرامية التي تظهر المواطن السعودي بصورة سيئة وغير مشرفة أمام المشاهدين العرب، «الاقتصادية» سيكون لها وقفات عبر حلقات عدة لتسليط الضوء على سلبيات هذا الطرح الدرامي والتشويه المتعمد لصورة المواطن السعودي في المسلسلات السعودية، ومقارنتها بما يعرض من أعمال خليجية أخرى تميزت بقوتها الدرامية مع عدم تعرضها لمواطني بلدها بالإسفاف أو الاستهزاء.
جميع الحقوق محفوظة لـصحيفة الاقتصادية الإلكترونية 2009
تصميم وتطوير وتنفيذ إدارة البوابة الإلكترونية في صحيفة الاقتصادية