على ثنتين ثنتين .. يدخلن بنات الليل ساحة البست بارعات الشعور والمشاعر .. راكزات الصدور والمواخر يوزعن الابتسامات و يتفحصن وجوه الحاضرين .. فلربما هنالك عشيق كاذب أو حبيب .. مزعوم .. في وقت سابق من صيفاً ماضي .. فالحب لديهم بالجملة و مخازنه لا تنضب يحذرونها .. منه .. أهلها .. الحب خطيئة لا تغتفر في هذا العالم عالم يسيطر عليه العرابيد .. !
.
.
الحب في لغة العربيد نزوه .. !
.
.
انتبهي .. أنتي .. تتعاملين مع وحوش مفترسه تسيل الخمرة مع آذانهم .. من كثرتها وجهي كل ما تشعرين به من أحاسيس إلى .. جيبه .. !
أحاسيس الجيوب ومشاعر ( المصاري ) في هذه النوعية من البشر موهبة تتمتع بها النوّرية دون سواها .. !
تعرف الواحدة منهم أن .. الجميع .. يعرف أنها تنصب .. و مازال الحب لديها لا ينضب .. !
.
.
" حب إيه أللي أنتا قاي أتقول عليه " .. !
دائما ما يؤدون هذه الوصلة .. لكوكب الشرق .. في النمرة الأخيرة كتعويذة طاردة لأشباح الحب من خيال الكل .. !
.
.
هذه هي طبيعة العمل .. حقيقة لا حياء بها .. !
على ذكر الحياء لا وجود له في هذا المكان .. !
.
.
الوجوه شاخصة و الأفواه فاغره .. مازال الاحترام يكتسيها قابعاً بجوارها و حواليها .. فالشماغ مكوي و المرزام لم يتعطف بعد .. و الجاكيت على البدن قبل أن يستقرعلى ظهر الكرسي .. !
و بعد أن تأخذ الخمرة مجراها يستقر الشماغ المكوي على .. مؤخرة إحداهن .. في تناقض غريب .. أين كان من قبل وكيف تعطف من بعد .. إذن لماذا الإصرار على صاحب المصبغة زيادة النشا قبل السهرة .. !
.
.
على الطرف الآخر ( هادي ) طوال الطريق الصحراوي المظلم من المنفذ البري بحالة عمار إلى موقف السرافيس في البرامكه .. يحاضر على أصدقائه عن ثقافة المراقص وأدبيات النوّر .. وأن لم تكن دستور مكتوب إلا أنها من حصيلة المتعارف عليه .. !
.
.
الثقافة هنا ليست زيادة المعارف و الأدب فقط بل و ثقافة قلة الأدب أيضاً .. !
.
.
( هادي ) وقد ألتفت على البقية من المقعد الأمامي للتكسي صارخا ً .. !
- لبيه يا سوريا .. !
- إذا وصلنا تمشينا واستانسنا وشفنا الطبيعة تعرفون " الليل ماله عيون " .. أهم شي انتبهو من ثلاث .. لا تحب نوريه .. ولا تطلب مخدرات .. ولا تتحدث في السياسة .. !
( حمد ) متعجب بصوت تغلب عليه المطمطه :
- وش دخلنا في السياسة .. مالنا فيها حاجه .. !
( حمد ) أكمل عامه الحادي والعشرين وزيادة أسبوع أول سفريه له ابيض البشرة مستدير الوجه يميزه أن أذانيه كبيره .. متعقد منها إلى درجة أنه يتمنى أن يجتزها من جذورها .. و للأهميه ( حمد ) يعتقد أنه وسيم .. !
- هادي : لا تقول مالي فيها حاجه .. كل و أحمد ربك .. !
- حمد : أهم شي لاحد ياكل له كف .. !
- هادي : أهم شي الأخلاق .. !
- حمد : أرحم يالخلاق .. !
ههههه تقطع الحديث .. !
.
.
يدور في ذهن ( مانع ) البيت الذي طالما تردد على مسامعه ولم يلتصق .. بآذان .. ( حمد ) الكبيره .. !
" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا " .. !
و ليتمتم في نفسه متوعدا ً .. انتهاك .. كل الأدبيات التي مضى عليها في حياته السابقة .. !
- ههه .. أي أخلاق .. الأخلاق التجارية .. و لا الأخلاق الأصلية .. !
(مانع ) فتى وسيم ذو شعر ناعم متناسق.. وطويل يمشي في عامه الرابع والعشرين .. لم يسافر إلى الشام ولكنه سافر إلى أكثر من مكان من ذي قبل مربوع القامة واسع الإطلاع يناديه أصحابه بالمتفلسف .. !
يواصل ( مانع ) حديثه .. و لكن هذه المره للجميع .. !
- دائما ً الممنوع .. مرغوب .. ما فيه أي استثنائات .. لو قلنا المخدرات والنور من الممنوعات السياسة من المسموحات .. !
- حمد : لا تقلقني بفلسفتك .. !
.
.
البنات في المرقص .. !
يوزعن الابتسامات في أروقة المكان بتساوي على كل السهارى .. إنهن .. يعرفن المبتدأ من الخبرة .. و الكرتون من القوطي .. !
.
.
في كل نمرة من النمرات الثلاث عشيقة كل ما عليهم فعله إجادة الاختيار وتمييز .. الفريسة .. من لون فستانها أو شكلها .. !
.
.
توقفت الأغنية وساد الصمت الصالة الفنانة حنان ترحب بالجميع .. !
- أحلى شباب سوريا شباب السعودية شباب الكويت شباب قطر .. !
- أحلى المعلم سمير وإدارة المحطة .. !
- أحلى تحيه جميع السهرانين .. !
ينتشي الثلاثة الشقرديه ( هادي ومانع وحمد ) ويشكلون صف من .. الشوبي .. ملخبط بعض الشي ينضم إليهم بعض البنات .. فيما ( سالم ) على كرسيه لم يبرح مكانه يتأمل معاني الكلمات .. !
البشعات ممسكات بيد ( حمد ) يرتبك الصف ثم تنقطع الأغنية .. !
يصرخ هادي في الهواء .. فيما التحايا تشتعل من الخلف .. !
- لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه .. !
يبتسم سالم في وجوه أصدقائه العائدين من على رخامة المسرح للطاولة ولا يتكلم .. !
( سالم ) الطويل الساكت ابن خال ( حمد ) ضخم الجثة قمحي البشرة .. يتكلم جدار الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية .. و لا يتكلم سالم .. !
.
.
" السكوت حكمة نجهل قائلها "
.
.
- اختلطت بالجبن لتشكلان فطيرة الحكمة بالجبن .. لا يستطيع امهر الطهاة إعدادها سوى طهاة العالم العربي
قالها ( مانع ) الفيلسوف في حين غره ليقف أمامها الجميع متسائلين .. ما قصده .. !
.
.
تقترب ( رنا ) ذات التسع عشر ربيعا من الطاولة .. خمسه .. وتسحب لها من علبة المحارم الورقية واحده .. تتدلى عليهم .. و يزور بال هادي موال " صاحبي عود موز والهوى به يميل .. سعد من هو براس الغصن يقطف جناه " .. هكذا بقي يدندن بها بصوت منخفض .. !
تبتسم رنا للجميع في غنج مبتذل ثم تقول لهم بصوت عالي :
جعلني لخفه .. !
.
.
يتبع .. !
.
.
المرزام هو الخط المستقيم في مقدمة الشماغ بعد كيها .. !
المصبغة باللهجة السورية ..هي مغسلة الملابس .. يصبغون الثوب الأبيض أسود .. !
البرامكه .. اسم موقف سيارات الأجرة في قلب العاصمة دمشق لتاريخ لسان .. !
يتنابز الكويتيين والسعوديين بهذه الألقاب في هذا العالم في حرب وهمية بين الطرفين يشعلونها النوّر لغاياتهم .. !
تقطع التحيات الأغنية حتى لو في بدايتها الشخص الذي يطلب التحيات لابد أن يدفع .. !
أفصل .. الفصلة كلمة شبابية بمعنى قمة التذمر .. !
جعلني لخفه .. لخفة كل ما يضاف إلى العيش مرق كان أو لبن بعد هرسه تأتي بمعنى زيادة الحب .. !