عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-10-2009, 07:22 PM   #47

أبوايلان

للصمتـ ضجهـ !!

الصورة الرمزية أبوايلان

 
تاريخ التسجيل: May 2009
التخصص: (التنظيم والتطوير الإداري)
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثامن
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,773
افتراضي رد: يوميات لقيطه...@@ قصة لقيطه على مشارف الثلاثين أبكتني بقوه

______

بليلة برد وبرق ورعد * من خوفي بكت عيني
ولا أحد يحس فينــي * أنا من لي أنا ويني
يايمه ليه تركتينــي * بلا حس يدفينـــي
يادنيا وينهـا أمي؟؟ * ليه يايمه تعافيـني؟؟
أنا ولدك أنا أنتي * أنا ياكيف تنسيني ؟؟

يهون عليك يايمه * بلا أسم تخلينـــــي !!
أحس ببرد يايمه * أبي صدرك يدفينــي
أبد ماهانت دموعك * يوم أنك بكيتيـــني
يايمه أسألك أنتــي = الى يومك تحبينـــي
يهون عليك يايمــه ..* بثوب العار تكسينــي
يهون عليك هالعالم = لقيط الدار يسمينــي

يايمه سامحك ربـي = على مر جرعتينــــي
يايمه أنتي مو أمي = أنا أمي ما تخلينـــي
كل يومي أنا بدعي = لباس الصبر يكسينــي
وأنا مؤمنه برب الكون = خلقني مايخلينــــي














في طفولتي كما ذكرت لكم سابقا أننا أو ع الأقل أنني كنت أتصور أن الأم
وهي الحاضنة التي تتولى رعايتنا في الدار أنها قوية جدا ولا تخاف من شيء
وكنت أظن أنها تملك قوة لا يملكها أحدا غيرها , فهي في نظري كانت الأم والأب
تتولى رعايتنا وتعاقبنا وتكافئنا , كنا نحبها ونحترمها ونخاف منها ونكن لها مشاعر كثيرة
لكننا لا نكرهها ولا أعتقد أن أي من أخواتي وإخوتي قد كرهوا أي أم مهما كانت قاسية
ومهما كان عقابها لنا , لأنه مهما بلغت القسوة فيها تتضح لنا جوانب أخرى من شخصيتها
في مواقف أخرى فهي على ألأقل تربينا بينما تخلت أمهاتنا عن تربيتنا , تسهر لأجلنا إذا مرضنا
تحضر حفلات نجاحنا وحفلات المدرسة ونادرا ماتتغيب عنها لسبب ما , حتى في العيد فتلك
الأم تقضي العيد معنا وننعم بوجودها معنا بينما يحرم أبناؤها الحقيقيون منها في يوم من أهم
أيام السنة في يوم لا يتكرر كثيرا , فلا أعتقد أن أما أخرى ستفعل مايفعله أمهاتنا في الدار
في طفولتي كانت كل أم في الدار هي أمي , فأمهات الدار كثر وموزعات على أسر عديدة
لكننا اعتدنا أن أي أم في الدار هي أم لجميع أبناء وبنات الدار فنناديها بماما بغض النظر
عن عمرها وعن جنسيتها وعن أي شيء آخر , وحينما كبرت تغيرت مفاهيم كثيرة لدي
فأصبحت أخجل من اقول ماما لأي أم خاصة إذا كانت في عمر مقارب لعمري وأعتقد أنني منذ
سنوات عديدة لم أنادي أي حاضنة بماما إلا أمهاتي القديمات اللاتي أعرفهن من طفولتي
وأراهن في بعض المناسبات , أيضا اكتشفت أن تلك الأم التي كنت أعتقد أنها قوية ومتسلطة
ولا تخاف من أحد والكل يخاف منها ويحترمها ليست إلا إنسانة بسيطة ضعيفة جدا , تعمل
لساعات طويلة من أجل ظروفها , وأن هناك من يستغل حاجتها ليكلفها بما تقوى ومالا تقوى
ضغوط عديدة تتعرض لها تلك الأم , ظروف أسرية و ظروف عمل صعبة ومهام كثيرة يجب
أن تنجزها على أكمل وجه , وأي خطأ تقع فيه قد يعرضها للفصل , تعامل سيء يلقينه من بعض
الموظفات كم مرة رأيت أم وهي تبكي بحرقة ,,, كم مرة رأيتهن وهن يندبن حظهن
كم مرة رأيت أم وهي تتوسل للإدارة أن لا يتم فصلها من العمل لأنها تعيل أسرتها أو أبناءها
الذين تخلى عنهم والدهم , فأصبحت ومازلت أشفق كثيرا على تلك الأمهات بعد أن كنت أخافهن
في أحد الأيام فوجئنا برحيل أم لم تعد تستطبع تتحمل الضغوط كان رحيلها مفاجئا
بكينا لأجلها كثيرا , توسلنا لها أن تعود ليس لأجل الدار بل لأجلنا , رفضت ورحلت كما رحل
الكثير غيرها , أم كانت تبكي لأنها زوجها سيأخذ أبناءها منها إن طلبت منه أن يصرف عليهم
فخيرها بين أن تربيهم وتتحمل تربيتهم والإنفاق عليهم أو تتركهم له ليتولى هو تربيتهم
رفضت بشدة فهم كل ماتبقى لها في هذه الحياة البائسة التي تحياها , جاءت لتعمل في الدار
من أجلهم فتحملت الكثير لأجلهم كم هو محظوظين أبناءها لأن لهم أما تكافح وتحارب لأجلهم ....
تحملت ضغوط العمل وساعاته الطويلة وأوامر لا تنتهي كانت تربي أبناء الدار وتربي أبناءها
تعلم أبناء الدار وتعلم أبناءها , بل ربما أعطتنا أكثر مما أعطت أبناءها ومع هذا لم تحظى بشيء
ضاع عمرها وهي تعمل وتعمل مقابل مبلغ زهيد قد لا يفي بمتطلبات أبنائها لكنه بالطبع
أفضل من لا شيء ,,, كانوا بعض الموظفات يترصدن أخطاء الأمهات ويفتشن عن عيوبهن
ويتتبعن زلاتهن لا أدري لم أليست الأم بشر قد تخطيء وتصيب ؟؟؟
أليست بشر لها طاقة لا تستطيع أن تتحمل فوقها والله جل جلاله لا يكلف نفسا فوق وسعها
فكيف بنا نكلف بعضنا بما يفوق طاقتنا ولانضع اعتبارا لهم ؟؟؟
لله در كل أم عملت ومازالت تعمل في الدار وهي غير مرسمة في العمل لأنهن فعلا مكافحات
وتحملن الكثير ....

اقتباس:
اقتباس:
وانا متأكد انه جاتكم امهات ظلموكم وافترو فيكم بعيد عن الرقابه
فيه بعض الامور مافيه سماح ، مثل حالتكم وحالة ذوي الاحتياجات الخاصة
انا اطلعت على حالة المساجين في دار الملاحظة بجده ، والدار مخصص للشباب اللي اعمارهم دون الـ 16
يعني سجن لهم ، وفي المقابل تربيه وتهذيب
كانت حالتهم تصعب على الكافر ، مسلمينهم لمجموعه من احدى الدول العربية عشان يعتنون فيهم
هذي المجموعه مكونه من اداري وطباخ وحلاق وعامل نظافة وكلهم من نفس الجنسية
ولأن مافيه رقابه عليهم ، افترو فيهم ، الضرب والتلطيش شغال ليل نهار
واليوم اللي يكون فيه زيارة من عدد من المسئولين ، يلبسونهم احسن الثياب ويعطونهم ايسكريم ويطبخون لهم احلى طبخ ، عشان اذا وصلو الزوار يلقون كل شيء ( على سنقة عشرة )
وبعد ما يطلعون الزوار ، يرجع الارهاب والظلم والتعذيب ، وياويله اللي يتكلم ويشتكي ، يذوق الوان العذاب مضاعف
يسعدك ربي


رد: لقيطة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدبلوماسي مشاهدة المشاركة
وهذا الصح يا أمل
لانها مكلفة بالاعتناء بكم ، والخطأ عليكم جريمة
وانا متأكد انه جاتكم امهات ظلموكم وافترو فيكم بعيد عن الرقابه
فيه بعض الامور مافيه سماح يا امل ، مثل حالتكم وحالة ذوي الاحتياجات الخاصة
انا اطلعت على حالة المساجين في دار الملاحظة بجده ، والدار مخصص للشباب اللي اعمارهم دون الـ 16
يعني سجن لهم ، وفي المقابل تربيه وتهذيب
كانت حالتهم تصعب على الكافر ، مسلمينهم لمجموعه من احدى الدول العربية عشان يعتنون فيهم
هذي المجموعه مكونه من اداري وطباخ وحلاق وعامل نظافة وكلهم من نفس الجنسية
ولأن مافيه رقابه عليهم ، افترو فيهم ، الضرب والتلطيش شغال ليل نهار
واليوم اللي يكون فيه زيارة من عدد من المسئولين ، يلبسونهم احسن الثياب ويعطونهم ايسكريم ويطبخون لهم احلى طبخ ، عشان اذا وصلو الزوار يلقون كل شيء ( على سنقة عشرة )
وبعد ما يطلعون الزوار ، يرجع الارهاب والظلم والتعذيب ، وياويله اللي يتكلم ويشتكي ، يذوق الوان العذاب مضاعف
يسعدك ربي
رائع جدا ماذكرت
وفعلا أنا لا أنكر أنه كان هناك أمهات لا يستحقون أن يكونوا أمهات وسبق وقلت لكم عن الأم
اللي برمضان تمسك صينية السمبوسة وترمي على كل واحد حبتين ع السفرة وتمسك صينية
اللقيمات وتسوي نفس الشي بكل الفطور وترمي الأكل علينا بطريقة مهينة
ما كأننا أدوام مثلها وصايمين بعد وأم تحبسنا طول اليوم وأحيانا تنسى إنه حبستنا
وأم لما تبغى تعاقبنا تحرمنا من الوجبة سواء أساسية أو وجبة العصر
وأناما أتكلم عن هؤلاء الأمهات لأنهم أساسا مايعتبرون أمهات والحمدلله وجودهم في الدار مايطول
شهور بالكثير ويفصلونهم , وبرضه كان فيه أمهات فلبينيات سيئات في تعاملهم معنا
لدرجة إنه وحدة منهم خنقت واحد وبغى يموت بين يدينها على سبب تافه وثاني يوم سفروها لبلدها
ومنعوا دخلوها , وكان فيه أم من جنسية عربية أيضا تسيء تعاملنا وأحيانا تآخذ من أغراضنا وترسل
لعيالها , يعني أمهات كثر مروا علينا منهم السئية ومنهم الطيبة السيئات بقاؤهم في الدار مايطول
مع إنه أحيانا مايدرون عنهم إلا بعد مايرتكبون مصيبة كآثار ضرب يلقونها بالابن أو يدخلون عليها
فجأة ويشوفونها وهي تعامل الأبناء بقسوة وضرب وإهانات بدون سبب ...
لكن أنا كنت أقصد الأمهات الأخريات اللي بصفة عامة تكون طيبة وتهتم فينا ونحبها ولما تغلط
غلط بسيط ماله علاقة فين كأن تأخذ لها غفوة مثلا ويدخلون ويلقونها غافية على طول محضر
وتهزيء ليش تنامين ممنوع طيب هي 12 ساعة متواصلة وهي تشتغل حرام لو غفت
شوي ومو من زينها من غفوة قاعدة بنصنا وغافية يعني ماراح يجيها نوم عميق وسط الإزعاج ...
يعني أحيانا يكتبون الأم محضر وتعهد على سبب ماله علاقة فينا أو إهمالها بالعكس تكون
الأم من أفضل الأمهات وبس عشان مخالفة بسيطة يقومون الدنيا عليها ...

اقتباس:
عقليتك وفهمك وثقافتك وادراكك ووعيك ,, هل هي نادره بين ابناء وبنات الدار ؟؟

اغلب من عاشوا معك كما ذكرتي في النهايه يا يكون متأزم نفسيا او مهو متقبل المجتمع او انطوائي او عديم الثقه بنفسه ..

ولا اقصد الإهانه ,, لكن هل هذا الواقع ؟؟

بعيدا عن القلوب ,, ادرك تماما ان قلوبهم بيضاء وفيهم خير كثيرا ,, لكن قسوة الزمن تجبر الشخص ان يتأخذ موقف دفاعيا لكل من يحاول أن يتقرب له ..

واعلم تماما ان طباعهم واخلاقهم نتيجة مجتمع ظالم ,, ولكن يضل الصالح صالحا والطالح سيء ,,

انا لا الومهم لكي لا أفهم خطأ ,, لكن أود أن تتكلمي بصراحه وبوجه عام عن أخلاقهم الظاهره
هل أكون حذرا بكلماتي عندما أقابل احد ابناء الدار ,,
كيف أتعامل معه إن كان هو غير متقبلني لقناعه في نفسه أني غير متقبله هو .
وليش الواقع لا بالعكس أنا تكلمت عن واقع عن الدار
لكن هل تعتقد إن واقع المجتمع يختلف عن واقع الدار كثيرا
يعني مافيه معقدين ؟؟ ولا فيه منطوين ؟؟ ولافيه قاسين ؟؟ ولا فيه مجرمين ؟؟؟
واقع الدار لا يختلف عن واقع الحياة صح رائد عاش معقد لأن أبوه وأمه طلعوا فجأة واختفوا فجأة
وصح إن وحدة من البنات نسيت وش كنت مسميتها المهم طلعت معقدة وناقمة على المجتمع
لأنها كانت تتعرض لعنف أسري من أمها كونها غير شرعية بينما بقية إخوتها الشرعيين لم يتعرضوا
للعنف اللي تعرضت , وصح ليلى كانت عايشة بعالم وهمي وتكذب وتقول إنه لها أهل رغم
إنها مجهولة الهوية وأحس إنها كانت تتقمص شخصية عايشة بهاحتى في الجامعة , وصح كان
فيه عدوانيين ومنطوين ولكن كان فيه بالمقابل ناس واعين وغير معقدين ومتعلمين وبعضهم تزوجوا
وكونوا أسر واندمجوا في المجتمع ,,,,
لكن حتى المجتمع اللي إنتم عايشين فيه أكيد فيه ناس معقدين وناس مضطربين نفسيا رغم إنهم
عاشوا بين أهلهم ووسط أسرة ...
حتى في تعالمنا مع الناس يختلف من شخص لآخر ونفس الشي في الدار مو كلنا زي بعض
حتى الأمهات والموظفات كانوا مختلفات وكل أم لها طريقة معينة في التعامل وكنا نعاملها
حسب شخصيتها وطريقتها , يعني كون إن الواحد عشانه من ابناء الدار بيكون له طريقة معينة
في التعامل فلا بالعكس مافيه فرق بين أبناء الدار والأبناء العاديين ....


*
في طفولتي كنا نحب لعبة مازالت مجودة ومازلت أحبها حتى يومنا هذا وهي لعبة
إنسان وجماد ونبات و.....الخ , لكننا كنا نفضل أن نلعبها مع الأم وليس على الورق
فنجتمع حول الأم وتمسك الأم بورقة وقلم تسجل فيها أسماءنا وتبدأ بالأسئلة فتطلب
منا مثلا اسم جماد بحرف الميم وأول من يُجيب تضع له درجة في الورقة حتى ننتهي
من اللعبة ثم تبدأ بجمع الدرجات , وغالبا ماننهي اللعبة بخلافات لأن عبدالله دايما كان يعترض
على من أجاب ويدعي أنه هو أول من أجاب وحين يتقدم عليه أحدا يغضب كان أنانيا جدا
ولا يهمه سوى نفسه , المنافسة غالبا كانت بيني وبينه بينما البقية اثنان منهم تربية فكرية
وواحد لا يجيد اللغة العربية , وكنا دائما نضحك على إجابتهم فأحمد وسعد تربية فكرية
ويشاركوننا اللعبة طبعا ولكن حينما تقول الأم اسم إنسان يبدأ بحرف الكاف يأتون بالكلمة
دون تفكير مسبق فيقول أحمد كلب بينما كلب حيوان لا إنسان وهكذا سعد مثله بل أسوأ
حالا منه لأنه أحيانا يأتي بكلمات بعيدة عن الحرف فحين تطلب الأم اسم مدينة تبدأ بحرف
الكاف يقول مكة لأن فيها كاف رغم أنها لا تبدأ به , أما معاذ فهو لا يجيد العربية لأنه
كان قادما من أسرة بديلة ولا يعرف الحروف العربية وكلامه كان مكسرا , فمرة من المرات
قالت الأم اسم إنسان بحرف الهاء فأجاب بسرعة قائلا هنان = حنان , ومرة قالت اسم
حيوان بحرف الهاء فقال هصان = حصان , وكان هنالك خالد لكنه صغيرا ولا يعرف اللعبة
فالمنافسة غالبا بيني وبين عبدالله وننهي اللعبة بخلاف على من يستحق الفوز أو من سبق
الآخر في الإجابة , عبدالله كان بطبعه أناني جدا وكان يغضب حين يتفوق عليه أحد لم يكن
يملك روح المنافسة وتكون ردة فعله حين يخسر قوية فيبكي وأحيانا يمزق ورقة الدرجات
ويعترض كثيرا , وكان يحب المحافظة على أدواته وألعابه فتتكدس عنده الأقلام والألوان والألعاب
بينما كنا نحن نكسرها في أول يوم نستلمها فيه والأقلام نذهب بها المدرسة ونعود من دونها
وكان هو الوحيد المحافظ حتى إنه أصبح المثالي في محافظته على كل مايخصه من أقلام وكتب
وألعاب وملابس وأدوات أخرى , بل كان يحرم نفسه من اللعب بألعابه وأول مايستلمها يذهب
ويخبئها في دولابه ولا يلعب بها ويشاركنا اللعب بألعابنا وإن رفضنا يكتفي بمشاهدتنا ونحن نلعب
ونادرا مايخرج لعبة من ألعابه ويلعب بها وإن حصل يرجعها مباشرة بعد ماينتهي منها ويخبئها
حتى الحلويات كان يخبئها لأيام عديدة حتى توشك على انتهاء صلاحيتها وتأمره الأم إما
بأكلها أو مقاسمتنا إياها أو رميها لانتهاء صلاحيتها , كان لا يحب أن يشاركه أحدا في حلوياته
ولا ألعابه ولا أقلامه بينما هو يحب أن يشاركنا في كل شيء , في إحدى المرات حين طلبت
منه قلما رفض وحين طلبت منه الأم أن يعطيني القلم على أن أعيده وافق وقال بشرط إذا أضاعته
تدفع لي خمسة ريالات بينما كانت قيمة القلم لا تتجاوز النصف ريال ....
قبل ذهابه لدار البنين وبينما كان يستعد للذهاب ويجهز أغراضه كان هو الوحيد من الذين خرجوا
خرج بالكراتين والأكياس والشنط العديدة وكانت أغراضه أكثر من أغراض كل الذين خرجوا معه
بل رأيته خرج بألعاب لها سنوات عنده رحل لدار البنين وكبر ولا أدري إن كان كما هو محافظا
وأناينا ومنافسا أم أنه تغير .....

__________________
في الدار هناك مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء بنات أو أولاد
طبعا اللي إعاقتهم قوية كالشلل أو التخلف العقلي الشديد
يتم وضعهم في دور التأهيل , وأما التخلف البسيط فعادة يكونون معنا مدموجين
في الدور العادية , فيكونون شكليا عاديين وأشكالهم جدا عادية لا يختلفون عن الطبيعيين
من ناحية الشكل , ويميزون كل شيء ويعرفون أسماءنا وأسماء الأمهات وأسماء الأشياء
ويعرفون الأؤقام والحروف , يعني تخلفهم يكون بنسبة طفيفة والبعض منهم غير ملحوظة نسبة تخلفه
وقد يعتقد الآخرون أنه سليم عقليا لأنه يتحدث بطلاقة ويفهم كل مايقال له , ولكن يلحقونهم بمدارس
التربية الفكرية لأنهم أحيانا لا يتم قبولهم في المدارس العادية نظرا لأن لأن نسبة ذكائهم أقل من العاديين
وبعضهم يكون ملحوظ عليه التخلف البسيط من حيث الكلام وبطء الاستيعاب وحين يسئل عن شيء
يجيب عن شيء آخر , أحد أبناء التربية الفكرية كان مرحا جدا وذكي نوعا ما فأي شيء يتم فقدانه في الدار
يحضره كان لديه حاسة سادسة يعرف بها أماكن المفقودات حتى إن البعض اتهمه أنه هو من يخفي الأشياء
لذا يستطيع العثور عليها بسرعة فائقة , وتم اختباره ووضع كمين له بحيث خبأت إحدى البنات الكبيرات
حقيبتها في مكان ما ثم طلبت منه أن يبحث عنها معها وفعلا ماهي إلا دقائق وقد عثر عليها
وتمت تبرئته من تهمة سرقة الأشياء وإخفائها , وكان ذكيا جدا يحفظ جميع أرقام الأسر ربما أكثر
من خمس عشرة تحويلة وكل تحويلة مكونة من ثلاثة أرقام فأي أسرة نود معرفة رقمها نسأله عنها ليعطينا
الرقم مباشرة ,ويحفظ جميع الأناشيد وموهبته الأساسية في الحياة الرقص وأعتقد أن تلك الموهبة
موهبة الرقص هي موهبة مشتركة لجميع أبناء وبنات الدار ....
وكان يحفظ جميع الأرقام والحروف , ومع ذلك كان يعاني من تخلف بسيط أو ربما كان فئة بينية
بين العاديين والمتخلفين , لذا كان دائما من أوائل المتفوقين في مدرسته , وأحد أبناء التربية الفكرية
كان يحب ملابس البنات والشباصات وألوان الشفاه والماكياج والأحذية البناتية فكان دائما يتسلل
لدواليب الغرف الخاصة بالبنات ويسرق من ملابسهن ويلبسها , منذ أن كان عمره أربع سنوات وهو لديه
ميول أنثوي يحب كل شيء خاص بالبنات , وخاصة الكعب العالي وأصبح لا يمشي في الدار إلا بكعب
وحين يمنع من تلك الأشياء يبدأ بالبكاء والصراخ وأحيانا تكسير الأثاث واستمر على ميوله الأنثوية حتى كبر
وانتقل لدار البنين , وكان يكذب بدرجة غير طبيعية حتى إنه في الفترة الأخيرة أصبح لا أحد يصدقه
ففي إحدى المرات في المدرسة أصر على أن الكرسي في المدرسة هو ملك له وقد أحضره معه
من الدار , وحاولت المعلمات ثنيه عن أخذه معه وحاولت الأم التي جاءت لاصطحابه إلا أنه رفض
وأخذ يبكي ويقسم أن الكرسي له ولم يخرج من المدرسة إلا والكرسي معه , وهكذا دائما كل شيء
يريده يحلف أنه له ويصر على أنه ملكه , ومرات كثيرة حين يغضب من أي أم أو ابن يذهب ويشتكي
للمديرة ويدعي أنها ضربته في البداية كان يتم تصديقه وبعد ذلك أصبحوا يكذبونه حتى أنني في إحدى
المرات رأيت أحد الأولاد يضربه بشدة ومع ذلك لم يصدقه أحد حين اشتكى ....
اقتباس:
طيب اللي فهمتو انو الدار مسهله لكم كل شي ...
فما يعبرو واسطه لكم . يعني خطاب من الدار حول حالتك فربما يقبلوا في الجامعه
سؤال اخر
بالنسبه لكي لو تبي تشتري ملابس وتسوي ستايل جديد وتتابعي الموضه زي مايقولوا
مين يعطيك فلوس ؟؟؟
هل يعطوك اللي تبي
ولا لكي مبلغ معين في السنه او كيف تشتري ؟؟ انا اقصد الان انتى بعمرك هذا مو عمر الطفوله ؟؟
لا لا يوجد لنا تسهيلات أو استثناءات حتى فيه بعض بنات الدار مادخلوا الجامعة
لأنه نسبهم ماتؤهلهم لدخول الجامعة ولا لنا أي أفضلية من ناحية القبول أو التوظيف
الشباب هم فقط اللي تسعى الدور لتوظيفهم ولكن حسب شهاداتهم يعني واحد شهادته
كفاءة ممكن يحطونه سيكورتي ....
بالنسبة للشراء فنحن من نشتري ونختار ملابسنا ونذهب للأسواق الكبيرة والماركات المعروفة
ونشتري اللي يعجبنا ومحد يفرض علينا شيء لا من ناحية السعر ولا الاختيار ...
ممكن نزلة وحدة للسوق نصرف فيها 4000 ريال وممكن نصرف أقل بكثير يعني حسب
الاحتياجات والشراء ....
كل وحدة لها مبلغ شهري غير المبالغ الأخرى المخصصة لملابس الأعياد والمناسبات والحفلات ....

التربية ليست كل شيء فهناك ربما عوامل وراثية وعوامل أخرى نفسية لها أثر بالغ
في تكوين الشخصياتوالسلوك العام , ففي الدار كنا نعيش في نفس المكان وأحيانا
في نفس الأسرة تحت رعاية أم واحدة ونتناول نفس الطعام ونلبس نفس الملابس
ونخرج لنفس الأماكن وندرس في نفس المدارس ومع هذا يختلف سلوكنا وتختلف شخصياتنا
فهناك من يتصف بالأنانية وهناك من يتصف بالإيثار , هناك من يتصف بالكذب وهناك من يتصف بالصدق
هناك من يحافظ على الصلاة بل يبادر بها دون أن يجبره أحد وهناك من لا يصلي إلا بعد أن يؤمر بها
هناك من يسرق وهناك من يتصف بالأمانة وأي شيء يجده لا يفكر بأخذه ويعطيه المسؤولين....
كان هنالك عدد من الطلاب في مدرسة واحدة أحدهم معروف بالسرقة والآخر معروف بالأمانة
في يوم من الأيام الطالب الأمين وجد قلما على الأرض فأسرع به إلى مدير المدرسة وكرمه وأعطاه وسام
الأمانة وعلق ذلك الوسام في الدار والطالب المعروف بالسرقة كان شديد الغيرة وحين رأى كل ذلك
الاحتفاء بالطالب الأمين قرر أن يكون مثله , وفي اليوم التالي ذهب للمدرسة وأعطى المدير ريالين
وقال وجدتها في فناء المدرسة لا أذكر إن كان قد حصل على وسام الأمانة أم لا لكن أذكر أن الأم اكتشفت
أن الريالين التي أعطاها للمدير هي من مصروفه الخاص وأنه كذب وادعى أنه وجدها ساقطة في الفناء فقط كي يحظى على الوسام ....
المهم أن طباع وصفات وسلوك أبناء وبنات الدور تختلف من شخص لآخر مما يدل بل يؤكد أنه ليست التربية
هي وحدها من تحدد شخصياتنا وسلوكنا ....
وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز الإشراف الاجتماعي تسعى لأن تحقق لنا الأفضل فهي تخصص ميزانية كبيرة
جدا للدور وتوفر العلاج والغذاء الصحي تحت إشراف أخصائيات تغذية وتوفر الملابس من جميع الماركات وكل شيء
وأعتقد أنها تبذل كل مابوسعها لكن برغم كل ماتبذله يبقى هنالك فراغا لا يمكن ملؤه وهو الفراغ العاطفي
والأسري والاحتياج النفسي الذي لا تستطيع توفيره , رغم أن الأمهات يظلون معنا لساعات طويل تصل لـ 12
ساعة في اليوم وبالتناوب ورغم أنها تقسمنا لأسر لكن مهما كان يبقى هناك شيئا لا يمكن تعويضه
وفراغا لا يمكن سده , فأحيانا ما إن نتعلق بالأم ونشعر لها بالارتياح إلا ونفاجأ بقرار نقلها أو تغيير أسرتها
أو حتى فصلها , وأحيانا لا نجد بيننا وبين الأم التي تتولى رعايتنا أي شعور أو محبة ....

.................................................. ........................

إحدى الأمهات كانت تعاملنا بقسوة وجفاء وتضربنا حين نخطيء رغم أن الضرب
ممنوع وأيضا يمنع أن تعاقب الأم الأبناء من تلقاء نفسها دون الرجوع للأخصائية
التي بدورها تحدد حجم المشكلة ونوع العقاب , والضرب لا يدخل من ضمن العقاب
ومع هذا لا أحد يتقيد بالأنظمة , المهم أن تلك الم اشتهرت بالقسوة والقوة حتى إن الإدارة
أصبحوا يشكون فيها لكنهم لم يجدوا ضدها أي دليل وحاولوا استدراجنا ليعرفوا إن كانت تضربنا
أو لا ولكننا لم نخبرهم بذلك خوفا منها وخوفا عليها أيضا فهي حين تعلم بأننا أخبرناهم عن ضربها لنا
ربما تضاعف الضرب وتسوء أكثر وأيضا ربما يتم فصلها ونحن لا نود فصلها وكانت في مرات كثيرة تسألنا
قائلة " تبغون تعلمون علي إني أضربكم ؟؟تبغونهم يفصلوني ؟؟ ويصير ماعندكم أم ؟؟؟ ونجيبها نحن لا لا
لذا لم نخبر الإدارة عن ضربها لنا , وحاولوا بشتى الطرق أن يمسكوا ضدها أي دليل ولم يستطيعوا
فكانوا يباغتونها في الدخول فجأة لعلهم يجدونها تضرب أحدنا وللأسف في كل مرة يدخلون فيها
فجأة يجدونها إما تلعب معنا أو تأكل معنا أو تشاهد التلفزيون معنا , وفي أحد الأيام غضب أحد إخوتي
منها لأنها ضربته حين كسر الأبجورة وجعلته ينام مبكرا عقابا له وفي اليوم التالي وحين عدنا من المدرسة
انطلق مسرعا للإدارة وقال لهم ماما ضربتني بقوة بالعقال واشتكى عليها, وسألوه الإدارة
من رآها وهي تضربك فقال كل إخوتي وطبعا للتأكد من الأمر قاموا باستدعائنا جميعا وسألونا إن كانت ضربته
أم لا وعن سبب الضرب وكلنا أنكرنا أنها ضربته وقلنا لم تضربه ولم نراها وهي تضربه , وهنا إحدى الأخصائيات
طفح كيلها من تلك الأم التي لم تستطع أن تجد دليلا يدينها , كانت الأم ذكية جدا تعرف كيف تكسبنا
وتعرف كيف تحمي نفسها ولا تعطي أحدا الفرصة للنيل منها مرت سنوات والأم في الدار
والأخصائيات والمراقبات والإدارة يسعون للبحث عن دليل يدينها , بعد عدة سنوات استقالت تلك الأم
برغبتها وفرح الكل باستقالتها وبعد استقالتها أفشى كثير من أبنائها الأسرار التي احتفظوا بها طويلا
اعترفوا للإدارة والأخصائيات أن تلك الأم كانت تعاملهم بقسوة وتضربهم دون رحمة وذكروا أنواع العقوبات
التي تعرضوا لها , لكن متى بعد فوات الآوان ...
نشروا كل تلك الأسرار بعد أن رحلت الأم لا أدري إن كانت خيانة منهم أم لا ؟؟؟
لكن كل تلك الاعترافات لم تفدهم لأنها جاءت متأخرة جدا , زاد حنق الأخصائيات فهم لا يملكون
صلاحية مطاردتها خارج الدار وعقابها ولا يستطيعون فعل شيء سوى توبيخنا لأننا التزمنا الصمت
حين كان باستطاعتهم اتخاذ الإجراء المناسب , واشتكينا حين لم يكن باستطاعتهم فعل شيء ....

.....................................
اقتباس:
بالنسبه للشباب في الدار هل لهم سيارات خاصه .. ولا باقي على الروحه مع السواق وكذا ؟؟
ومين يشتري لهم سيارة لو يبغوا سيارة ؟؟

ولو ان الشاب طلع صايع يعنى تفحيط ومعاكسات شو العقاب اللي يواجهه في الدار ؟؟

ياريت تكلمينا عن ناس نجحوا في الدار .. ولو في شخصيات بارزه في المجتمع اذا تقدري تصرحي فيها يكون احسن

ولو ماحتصرحي بأسمهم ياريت تذكري تخصصاتهم زي مثلاً طب او هندسه او شريعه او او او

فيه اسئلة كثيره عن الشباب اتمنى اسئلها ياريت ينفتح صدرك لنا ..؟؟
بالنسبة للشباب فعندهم سيارات لكن ماعندي خلفية لا عن أسعارها ولا موديلاتها
وأتوقع هم اللي يختارونها بس يكون مخصص لهم سعر محدد مايتجاوزونه هذا توقع مني
لكن لا أعلم الكثير عنهم خاصة أنهم بعيدين عنا ,,,,
وبالنسبة للي نجحوا كثير ين وأغلبهم محد يعرف إنهم كانوا من أبناء الدور وبعضهم كانوا متربين
في أسر بديلة والناس يعتقدون أنهم ينتمون للأسر التي تربوا معها ...
فيه شخصيات معروفة لكن ما اقدر أذكر أسماؤهم وطالما هم ماصرحوا فمو من حقي أصرح بأسمائهم
لأنه هذا شيء يعد من خصوصياتهم ومو من حقي أقوله ,,,,
المهن اللي وصلوا لها شباب الدار : طيار و معلم و مهندس وطبيب وفيه طبعا من لم يكملوا تعليمهم
ويقال وهذا لا اذكره لكني أسمع به فقط إنه كان هناك وزير سابق من ابناء الدور
لكني لست متأكدة ولا أعرفه ,,,,,
............................
كان هنالك موقفا تعرضت له كثيرا في مراحل عديدة من حياتي
ومازال إخوتي يتعرضون لنفس هذا الموقف حتى وقتنا الحالي
كنت أظن أن الفرق بيني وبين إخوتي الصغار حاليا كان كفيلا بتغيير
المفاهيم لدى الناس خاصة أن العالم تقدم ومازال يتقدم بينما نحن مازلنا
نفكر بنفس تفكيرنا قبل عشرين سنة ,,,
أول مرة تعرضت لذلك الموقف حين كنت بالصف الخامس إبتدائي حيث كانت
إحدى زميلاتي تجلس بجانبي في الفصل وكنا نجلس مع بعضنا في وقت الفسحة
ونهاية الدوام ونلعب مع بعضنا وفجأة في أحد الأيام قالت لي : ماما ماتبغاني أمشي معاك
قلت ليش ؟؟؟ قالت مدري بس هي تقول مايصلح أمشي معك ....
كنت أجهل السبب وفي الدار أخبرت أمي بماقالته لي صديقتي لم يكن يخطر ببالي
أن السبب هو كوني من أبناء الدار , ويبدو أن أمي أدركت السبب لكنها لم تود إخباري
فقالت لا يهم سيكون عندك صديقات غيرها , وهناء معك في المدرسة بل في نفس المرحلة
وهي أختك وصديقتك , وسمعتها وهي تخبر إحدى الأمهات عن صديقتي وكانتا تتناقشان
عن أولئك الناس الذين يعتقدون أننا نملك فكرا آخرا مختلفا أو أن الانحراف هو طبيعتنا التي جبلنا
عليها ربما لأن العرق دساس وربما لأن البعض فعلا انحرف وأكد تلك النظرية ....
كانت تقول الأم بالعكس عيالنا أحسن من عيالهم حتى شوفيهم مايعرفون الألفاظ الوقحة
إلا إذا درسوا وسمعوها من المدارس , فعلا في الدار كنا لا نسمع أي لفظ خادش للحياء
أو كما نقول قلة أدب ,بينما في المدرسة كنا نسمع تلك الألفاظ حتى من أولئك البنات اللاتي
أمهاتهن يحذرنهن من أن يرافقننا ويجلسن معنا ....
فبعض الأمهات ما أن تعلم أن زميلة ابنتها في الفصل من بنات الدار إلا وتهرع للمدرسة طالبة منهم
أن يبعدوا ابنتها عن ابنة الدار لأنها لا تود أن تكون صديقة ابنتها من بنات الدار
أذكر أن إحدى الأمهات طالبت بنقل بنتها من الكرسي الذي بجانب إحدى بنات الدار خوفا على
ابنتها من ذلك الكائن الحي الذي لا يُعرف من أين أتى ولا أي فكر يحمل , بعدها بمدة حمدت
الله أن الأم أبعدت ابنتها عن أختي لأن ابنتها كانت منحرفة سلوكيا وأخلاقيا فتعجبت كثيرا
فإن كانت تلك الأم حريصة على ابنتها أين هي عنها ؟؟؟
أدركت فيما بعد أن الأغلب يتحاشانا دون سبب مقنع , تكرر الموقف مرات كثيرة وفي مراحل أخرى
ومازال يتكرر فتأكدت أن العقول المتحجرة مازالت موجودة ولم تنتهِ ولن تنقرض ....
في الجامعة قلة فقط من كن يعرفن أنني من بنات الدار فقررت أن لا أخبر أحدا بحقيقتي
ليس من حق أحد أن يعرف من أكون ويعاملني بناء على ذلك , فليلى حين كانت تدعي أنها
من عائلة غنية ومرفهة كانوا البنات يلتفون حولها ويعاملونها بكل احترام ,,, لم أرغب أن أكون كليلى
وأعيش في عالم وهمي, ولكني أيضا لم أرغب أن أخبرهم بحقيقتي
التي كنت أجزم أنها ستغير من معاملتهم ونظرتهملي سواء سلبا أو إيجابا وذلك لأنني كنت أريدهم
أن يعاملوني كإنسانة بناء على تصرفاتي وعلى مايرونه فيني وليس بناء على أي شيء آخر ...
مشكلتنا أننا نعامل الآخرين بناء على عاطفتنا ومشاعرنا التي تسيرنا ففي الدار أرى
بعضهن يفرقن في التعامل مع الفلبينيات ليس بناء على المخلصة وغير المخلصة في العمل
بل بناء على المسلمة وغير المسلمة فنجدهم يبالغون في طيبة تعاملهم مع المسلمة
ويتساهلون معها كثيرا حتى وإن أخطأت بينما يعاملون المسيحية بقسوة ولا يتساهلون
معها حتى وإن كانت مريضة , كنت ومازلت أردد أن الدين المعاملة فإن هم رأوا معاملتنا
لهم بهذه القسوة سيكرهون ذلك الدين الذي شوهه البعض منا بسوء فهمه له ....
كان هنالك فلبينية عاملة نظافة مسيحية أصيبت بكدمة في إحدى قدميها وتورمت وطبعا لم تعطَ
إجازة ولا راحة ولا حتى خفف عنها العمل وحين حاول البعض أن يساعدها قالوا هي مسيحية
وتبغونا نرحمها ؟؟؟؟ أليس ديننا دين الرحمة فأين الرحمة إذن ؟؟؟
بينما حين تكون المريضة مسلمة نجدهم يتغاضون عنها قائلين حرام هذي مسلمة ع الأقل ....
حتى إنه فيما بعد بعض الفلبينيات ادعين دخولهن في الإسلام فقط من أجل أن يحظين بتلك
المعاملة , وأذكر فلبينية قالت سوف أسلم وأسلمت وطبعا الكل غير تعامله معها وبعد مدة
سافرت لتخبرنا صديقتها أنها لم تسلم بل كانت تكذب وأنها عادت للفلبين لتتزوج من حبيبها
المسيحي وأنها لاترغب في الإسلام ......
اقتباس:
أحيانا تكتبي عن نفسك وبنات الدار كأنكم من كوكب آخر و المجتمع يرفضكم !!! ( وماألومك )

مع أنه يالغاليه ..
ماتوافقيني , أن منكم من قد لايشعر بك ولا يعييي حجم ألمك وإن شاركك المسمى ..
ألا توافقيني أنك لم تنسجمي مع الكل وليس الكل قد ينسجم معك منهم ..

وأن منهم فئات في ( المشاعر والأحاسيس أو انعدامها ) كما في الكفه الأخرى من المجتمع ..

إن كان منا , الأناني ومن لايشعر أو يستشعر بألآم من حوله ... فمنا أيضا الذي يستشعر ويشعر بألآمك ويتألم لألمك وأمثالك زادوا أم نقصوا بلاء عنك ...

إذا أنت قد صدقتي في قول : أن طرفنا غريب عنكم ويريد أن يتغرب منكم
ألم تكوني أنت قد بادلتيه المثل وصنعتي ذلك وخشيتي من مجتمعك الآخر
واستوحشتي منه وقد لاتثقي به أنه قد يحبك ويحب أخواتك لذاتكم ووجودكم !!
فتريه إما أنه يجامل أو يشفق عليكم !!

أليس منا .. من يرتبط احساسه بكم , ولايحمل أبدا مشاعر مجتمعه الجوفاء .. ؟

غاليتي ..

كلمة,,,, لقيط ,,,,
عندي ..
لاتعني شفقه ورحمة وإن كانت من ديننا ..
لكن تعني قلب ينبض واحساس يتحرك ..

أحيانا أشعر أنهم عالمي وتغربت عنه ..

كيف ؟
لم ؟
لاأدري ..
فعلا رائع جدا ماذكرتيه
صحيح أننا لسنا من كوكب آخر لكننا بالنسبة للعالم الخارجي أقصد العالم
الذي خارج أسوار الدار نعتبر شيء مجهول وأعتقد سنوات عديدة كنا نعيش ونموت
دون أن يعلم أحد بنا بل ربما مازلنا كذلك , في سنوات سابقة كنا جزء مغيب تماما
عن العالم الخارجي فكانت حتى مدارسنا داخل الدار , فنعيش وننام وندرس ونأكل في نفس
المكان الذي وجدنا فيه أنفسنا منذ أن ولدنا إلى أن نموت ...
وأعتقد كان أغلب الناس لا يعرفون شيئا عنا , وبعد أن تم دمجنا في المجتمع أصبح البعض
لاحظي البعض وليس الكل لأن الدمج كان محصورا بعدد قليل من المدارس المهم أنه أصبح
البعض يعرفنا أو يسمع بنا , ولكن ماذا يعرفون عنا ؟؟؟
يعرفون أننا مجموعة من الابناء نعيش مع بعضنا في مكان معين هذا كل مايعرفونه
بل كان البعض يعامل اللقيط معاملة مختلفة وبعضهم كان يظن أن الكفالة فقط لليتيم وليس
اللقيط والصدقة فقط على اليتيم وليس اللقيطوالأجر فقط في اليتيم وليس اللقيط حتى صدرت
فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله أفتى فيها أن اللقيط يعد يتيما ...
أرأيتي كيف كان الناس ينظرون إلينا ؟؟؟ بل حتى بعد الفتوى لم تتغير نظرة الناس لنا ....
ربما مشكلتنا أننا تسيرنا العاطفة أكثر من العقل ....
أنا أدرك أن البشر يختلفون , فكما نحن في الدار نختلف لا بد
أن من خارج الدار أيضا يختلفون ....
بل ربما الأسرة الواحدة يختلف أبناؤها عن بعضهم ...
اقتباس:
اختي الشخص اذ شااف حال غيره تهوون عليه حاله
لان انا عندي الكثير بس ليس لدي الجرااهـ لااطرح لكم انا عاانيت الكثير بحيااتي وماالعالم باالحال غير رب العالمين
وصدقيني احنا مثل غيرنا بهذي الدنيا ويمكن ازين لان المصاائب كثيره ,,,,
وفي قصص الواحد لايمكن يستوعبها معتقد انها مستوحااهـ من الخيال,,, لان هذا الشخص لم يعش في هذه الحيااه
ومعتقد باان الجميع يعيش مثله اختي عيشي حياتي وصدقيني الازين خليك كذا على الامهات اللي ربنك لان من تترك
بنتها فليس باام وانا اااقولها لكي صدقيني ليسى باام انا برغم اني عشت مع الوالد بس الى الااان لااعرف اامي ولا
اساسا افكر اني اعرفها لاانها كمان رااحت وخلتني والى الاان لااعرفهاااا ولاا اتشرف بمعرفتهاااا
وهذا ما أنا أراه وأشعر به فأي أم تلقي بابنها للمصير المجهول هي ليست أم
ربما أم بالاسم لكنها تتجرد من كل مشاعر الأمومة , وقلت مرارا أن الأمهات اللاتي
قمن برتبيتي رغم تعددهن واختلافهن من حيث المعاملة والقسوة إلا أنهن كن أكثر شفقة
بنا من أمهاتنا على الأقل هن يربين أبناء ليسوا بأبنائهن ...
اقتباس:
ياستي ما شفتي شيء
العنصرية تضرب اطنابها في كل ناحية وفي كل اتجاه
وهذا امر عربي خالص واختراع يستحقون عليه براءة اختراع
زمان يا امل ايام الخلفاء
كان ابن الخليفه ( اذا كانت امه جارية او فارسية ) يحرم من الخلافه حتى لو كان اكبر الأبناء
واذا حصل وما لقو احد يحكم غيره ، يعطونه الخلافه وفي المقابل يكون موضع استهزاء وتندر
ما انكر ان فيه تغيير في هذا الموضوع حالياً ، ولكنه تغير بطيء جداً
يسعدك ربي
أبو القاسم الشابي يقول :
إذا الشعب يوما أردا الحياة *فلا بد أن يستجيب القدر
قد تظنون أن البيت ليس له صلة بالموضوع لكن هناك صلة حتى وإن كانت خفية
فمتى ما أردنا التغيير بإمكاننا ذلك ....
___________________________________________

رواد الدارمن مجهولي الهوية لم يكونوا فقط حديثي الولادة بل حتى من الممكن أن يتخلى الأهل
عن ابنهم وهو في يمشي ويتكلم كأن يكون في عمر ثلاث سنوات أو خمس سنوات
وفي أحد الأيام جاءت للدار فتاة عمرها أربع سنوات تتكلم وتعرف اسمها وجدوها في أحد أسواق
مدينة الرياض , وكالعادة تم الإبلاغ عن فقدانها مر أسبوع ولم يسأل أحد عنها , بعد ذلك
تم بدء الإجراءات لإدخالها الدار واستخراج شهادة ميلاد لها , كانت تعرف اسمها واسم أمها
وأبيها لم يتم تغيير اسمها فبقي كما هو , كبرت ودرست ولم يسأل أحد عنها ....
لم تكن هي وحدها من جاءت للدار في عمر كبيرة فأيضا فتاة أخرى أحضرت من المطار بعد
أن وجدوها ضائعة هناك ولم يسأل أحد عنهاوكانت تعرف اسمها واسم أهلها ....
في أول يوم جاءت للدار فيه كانت تبكي بشدة وترفض الأكل والشرب واللعب وتقول أريد بابا
كانت تتحدث عن أبيها أكثر من أمها وكل يوم تسأل عنه وظلت لفترة طويلة تسأل عنه
كنت أتعجب كثيرا من أولئك الذين يتخلون عن أبنائهم بعد مرور خمس سنوات أو أربع سنوات
ولطالما تساءلت عن السبب فإن كانوا لا يرغبون بهم مالذي دعاهم للاحتفاظ بهم طيلة هذه
السنوات ؟؟؟؟ ولكن علمت فيما بعد أن أغلبهم يحتفظون بهم بطريقة غير شرعية
فلا شهادة ميلاد لهم ولا يمكنهم إلحاقهم بالمدارس فيتخلون عنهم كي تستخرج لهم الدار
شهادات ميلاد وغيره ....الخ
لا أدري إن كان ذلك التفسير منطقيا أم لا وإن كان هنالك تفسيرا آخر لكن الغريب أنه مازلنا
حتى يومنا هذا نستقبل في الدار أبناء في عمر أربع أو خمس سنوات وجدوهم إما بالسوق
أو الحديقة أو المطار ....الخ

 

أبوايلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس