[حسين العبدلي]

القصة جميلة..ولكن لا يفترض بنا انتظار الحلول من السماء كحالة الفتاة المذكورة في القصة..بل يفترض بنا أن نتوقع أشخاصًا نجابههم كأهل تلك البنت..فنعزم على أن نرد عليهم قولًا وفعلًا..فإذا قال لك -على سبيل المثال-"غبي" حتى وإن كان مزاحا رد عليه وأوقفه عند حده..وأثبت له فعلًا أنك شخص ذكي ناجح أو تملص وتهرب من لقائه على أقل تقدير لأن الأمر خطير..
الذي أشاهده أن الكثير يقبل من أصدقاءه أن يصفوه بكلمات فيها من التثبيط ما فيها وهو ربما يعلم أو لا يعلم أنها تتغلغل في عقله الباطن ويكون أثرها عليه سلبيا حتى يكبر خصوصا إن صدرت من طرف له مكانة في الرأي ..حتى أن بعضهم ممن يقبلون هذه الكلمات المثبطة هم طلبة جامعيون!
/
أذكر أن أستاذ مادة من المواد في "المتوسطة" كان يصفني بـ"الغبي" فكرهته وكرهت المادة التي كان يدرسها، بل وتعمق لدي إحساس بأني حقًا"غبي" ولم أعِ خطورة الأمر إلا بعد تلك المرحلة بحين ..فعزمت على مسح-وبجهد غير عادي- جميع الرسائل التي تلقيتُها من ذلك الأحمق..وقد كان ذلك ..و كانت ردة الفعل أن قررتُ أن أتفرد عن بقية زملائي ..وهو عهد قطعته على نفسي..حتى أثبت لذلك الأستاذ أنه هو الغبي وليس طالبه..وليت الأيام تجودُ بلقاء مع ذلك الأستاذ حتى أخبره أن الغبي هو ومن تركه يربي أجيالًا على الفشل وفقدان الثقة وانعدام تقدير الذات!