[احساسها غير]

فرَّ هارباً مُحرِّكاً كل ساكن فور اكتمال ظلّي على مسكنه نتيجة الاقتراب منه!

ذعرت ورحلت حاملةً معي الاستغراب من تصرفه الغير متوقع .. !

ففي كل مرّة أُلقي عليه النظر أراهـ يتمايل و يكأنّه يُطرب بتواجدي ..

ما باله تغّير .. !

وبعد ليلةٍ من تلك الحادثة عاودتُ الكرّة وتعمدت الاقتراب أكثر من ذي قبل وأحدثت ضجيجاً حيث هو

لأُثيره فلم يتأثر وعاود التمايل كسابق عهدهـ .. !

استطاعت الاستفهامات الكثيرة مُحاصرتي وقد علا دوّي الأفكار حول رأسي !

وبينما أنا غارقة في بحور فكري محاولة إغراق الغموض ليظهر الوضوح إذا بحدثٍ ضئيلٍ قد غفلتُ عنه

اخترق مخيلتي متشبثاً بذاكرتي مُنادياً إيّاي ( أنا شفرة اللغز فأقبلي ) , تذكرت حينها أن (سمك القرش

المُتغير علي قد فارق صديقته قبل ليالٍ قليلة ) .. !!

ففي ليلة تغيّره كان الفراق وفي ليلة عودته لطبيعته أُضيف له من يُؤنسه ، هم من بني جلدته لكنه يفوقهم في

الحجم والشكل فربما مُثّلت السمكات الأُخريات حجم ( النملة ) أمام ضخامته .. !

سبحانك ربي .. !!!!

حتى هُم يشعرون بالوحدة ويتألمون ..؟

حتى هم يفقهون الآلام وتهزهم مراسيم الفراق ..؟

حتى هم بحاجةٍ إلى أجساد تشابههم لتُشاركهم الطعام وتنفس الأوكسجين ..؟

أ يُعقل أن الفراق والوحدة تجعلهم مثلنا ( أكثر حساسية للأمور ) ..؟

أم هل يُعقل أن يشابهونا في الضجيج المُحدث بسبب الحزن لكنهم يختلفوا عنّا فنحن صامتون قابعون في

أمكنتنا حين نحزن بينما هم تُثيرهم حركة الحصى العشوائية فيٌلقوا بعرض الحائط للمخلوقات التي تحاول

الاقتراب!

سـ أكتفي بقول ( و لكَ ياربِّ في خلقكَ شؤون ) .. !

بقلم . احساسها غير