لكل فتاه - دقيقتين فقط - اقرائيها كامله
اقراء ولا تنجرف وراء الرغبات
وفي يوم من الأيام كنت أنا وزوجي وأولادي نتجول في المحلات الكبرى في بريطانيا، خاصة محلات هارديز أنا مندمجة في الشراء من ملابس وحلي وهدايا لأهلنا وأصحابنا في الرياض وكانت وعيوني تطير هنا وهناك على الملابس والإكسسوارات وغيرها، وأنا منغمسة في ملذات الحياة رأيت امرأة تتسوق ولكنها امرأة تختلف عن النساء الأوروبيات، امرأة متحجبة من رأسها إلى أخمص قدميها، فلا يرى منها إلا عيونها، فيدها متحجبة بالقفازات ورجلها بالجوارب.
امرأة يسطع الإيمان في زيها، امرأة تسير في الهدى وطمأنينة، امرأة لا تسمع صوتها، امرأة غريبة في المجتمع الغربي فوقفت كالمجنونة وسقطت الهدايا من يدي، وبدأت يدي ترتجف ونفسي تسأل من هذه المرأة: أهي عربية مسلمة ؟!! أم هي أجنبية مسلمة ؟!! ماذا يا ترى ؟!! من هذه يا ترى ؟!!.
فأسرعت كالعاصفة، وقلبي تزداد خفقات ضرباته، بين الخوف والفرج والتعجب!!، حين اقتربت منها، وقفت أنظر إليها نظرات إيمانية، وهي تنظر إلىَّ وكأن بيننا شيئاً مشتركاً لا أعرفه.
فقلت لها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فردت التحية بأحسن منها ..
قلت لها: أنت عربية ؟
قالت: لا ..
قلت لها: أنت مسلمة بريطانية ؟
قالت: نعم ولله الحمد وقد أسلمت أنا وزوجي وأولادي قبل سنتين، واسمي خديجة بعد أن كان اسمي ( كاترين )، ومدينتنا ( برايتون )، وقد جئت أنا وزوجي إلى المؤتمر السنوي للمسلمين في لندن ..
قلت لها: أنت في بريطانيا وكيف تلبسين هذا الحجاب ..
قالت: إن الله أمرنا بالالتزام بالحجاب، اسمعي يا أختي العربية المسلمة، ماذا يقول الله جل وعلا:
{ يَا اَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِاَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ اَدْنَى اَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }
وقال تعالى: { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }
وقال تعالى: { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }
وقال جل شأنه: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ }
ثم قالت تلك المرأة إنني أعتز بهذا الحجاب يا أختاه، إنه يحصنني من الرجال، وأنت يا أختاه الفاضلة أرجو أن تمسحي هذه المساحيق التي على وجهك، وتنزعي هذا البنطلون، ارجعي يا أختاه إلى حجابك الحصين، واتلي آيات الحجاب واقرئي أحاديث الحجاب واسمعي الأشرطة الإسلامية، وعيب يا أختاه أن أنصحك وأنا أعجمية حديثة الإسلام، عشت طوال حياتي في همجية بريطانيا، فنحن أحق أن نسمع نصائحك وأنت من بلاد مكة والمدينة، وعربية الأصل ومسلمة منذ الصغر، ولكن مع الأسف الشديد أنكم تأثرتم بالحضارة الأوربية التي تريد سقوط المرأة في الهاوية والوحل، وبالفعل قد سقطت المرأة الأوربية في الحضيض، ومنهن أنا، لولا أن الله منّ عليّ بالهداية إلى الدين الإسلامي، فوجدت كرامتي وإنسانيتي.
عرفت الكرامة مع الإسلام، عرفت الستر والعفاف مع الإسلام، عرفت قيمة بيتي مع الإسلام، عرفت العلم الصحيح مع الإسلام، عرفت احترام زوجي مع الإسلام، اختاه ارجعي إلى حجابك، ارجعي إلى بلادك الإسلامية، ارجعي إلى كرامتك، ارجعي إلى بيئتك الإيمانية.
وختمت نصيحتها قائلة: اسمعي يا أختاه هذه الآية: { اِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ايَاتِنَا غَافِلُونَ * اُولَئِكَ مَاْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
ثم سلمت علي وقالت كلمة اهتز لها كياني ووجداني (( أرجو من الله أن أراك بحجابك الذي نزعتيه )).
وهنا وقفت كنخلة لا تتحرك وأخذت عيوني تنهمر منها الدموع لهذه النصيحة ومن أين ؟!! من امرأة إنجليزية عاشت حياتها مستنقعات تحرير المرأة والتقدم المزيف.
سقطت الهدايا من يدي وخرجت من محلات هارديز كالمجنونة إلى بيتي والدنيا مظلمة أمامي وأسأل نفسي: أيــــــن حجـــــــابي، أيـــــــن الإسلاميـــــــة، أين التعليم الذي تعلمته في مدرسة البنات بواسطة الرئاسة العامة لتعليم البنات؟!! أين ؟؟ ... أين ؟؟؟ .. أين ؟؟؟؟ .....
اتمنى ان لا تتوقف هنا
انشريها - انشرها
عسى الله ان نكون في اعادة الحجاب الاسلامي
شرف المرأة المسلمة حجابها

التعديل الأخير تم بواسطة Llll5Liiio ; 13-06-2008 الساعة 04:05 AM.
|