[< جـنـون الـصـMـت >]

شعور خانق يحطمني

خوف ترتعش له أطرافي

دموع حارقه تسري على خدي

قرار عجزت أن اتخذه

وألم يتقطع له شريان قلبي

خوفا

من المستقبل

و التفكر في همومه

واحتياجاته

وألآمه

وأين سأكون أنا بعد هذا العام

هل سأكون في أفضل حالاتي

أم أسوأها ؟

هل ستكون الابتسامة طاغية على شفتاي

أم ستكون الدمعة رفيقتي أينما ذهبت ؟

وهل سأكون هنا بين أهلي وأحبابي

أم سأكون متغرّبة في بلد غير بلدي

وأناس غرباء لا أعرف عنهم شيئا ؟

آه كم أتعذّب وأنا أبوح لكم ما أخفي

من ألم وحزن وخوف

كم أتمنّى أن يغمض جفني

وأن أستريح قليلا

لقد أضناني التفكير وأتعبني أملي الزائف

بأنّي لن أبتعد أكثر

ولن أتوه مرة أخرى

ولن أدوس برجلّي الشوك الذي يدميني

ولن أعبر ذاك النهر المليء بالتماسيح الجائعة

لقد هلكت من صعوبة الموقف

و تقفّرت يداي من التجديف المستمّر

عل وعسى أن أصل إلى شاطئ الأمان

وأن أرسو بقاربي بعد تلك الأمواج الثائرة

والعواصف المتأججة النيران

لقد اكتفيت !

اكتفيت من غصتّي المخنوقة

من خوفي الدائم

من قلقي حيال المستقبل المجهول

وبكائي المرّ على أحبائي الذين سأفارقهم

ربّاهـ

رجوتك ياربي !

أن تزيح عنّي همّي

وتطمئن قلبي

وتخرجني من الذي أنا فيه

فلقد طال الزمن بي

وصعب علي الانتظار

وتكلّلني برد قاسي يفني العظام

فأين لي بالأمان والحضن الدافئ

إلا بعفوك عني

ورحمتك التي تسع كل شي

أغمضت الأجفان رغما عنها

ولكنها لم تهنأ بالنوم اللذيذ

بل العذاب المستمّر

والأنين القاتل

بترت الأصابع لكي لا تبوح أكثر

عن مكنونات هذا القلب الذي أتعبه السهر

قفل القلب مرة أخرى حتى لا يكون له مفّر

وانتهى ليل عتيم

وأعلن الصبح عن أولى ساعاته

لكي يبدأ يوم جديد

مثقل بالهموم و الحزن

ويبدأ الانتظار مرة أخرى

ثم الانتظار

ثم الانتظار

لمستقبل أُجهد في التفكير فيه

ويبقى الأمل معلّقا

والألم شعارا

والقرار مصير أُتّخذ

وحكم القدر مختوم على جبهتي

هكذا هو يومي !

و هذه هي حياتي !

انتظار x انتظار