[غرور فتاه]

لقد كتبتَ بعض العبارات الرائعة جداً

والتي لو كتبت بماء الذهب على آماق الأبصار

لما وفتها حقها


ولقد أجدت بمهارة فائقة إستفزاز الشارع السعودي وخآصة النسائي منه


أنا مع أنه من الأسباب الثانوية [ وليست الاساسيه ] وأعتبرها من الحالات القليلة لانتشار الانحلال الخلقي في المجتمع انشغال المرأة بعملها لأنك كتبتها بطريقه خاطئة [ عمل المراه ]

ولكنك استخدمت أسلوب التخصيص على جانب واحد وتضخيمه دون رؤية باقي ]جوانب النرد[ لأسباب الانحلال الخلقي الذي نراه في شبابنا وفتياتنا اليوم


فإن كنت جاداً في تطرقك لمسألة حل مشكله فساد شبابنا فأكمل القراءة وإن لم ترد فلك أن تترك باقي كلامي دون قراءه وأن تكتفي بمدحي لك في المقدمة


فلنتكلم بالمنطق قليلا هل انشغال المراه بعملها اليوم يعد السبب الرئيسي أنا اقصد الرئيسي وليس الثانوي في هذا أو هل يعتبر انشغالها فعلا طاغياً على مهمتها بالمنزل [التربيه ] ؟؟


فأولى هذه الأسباب ليس في نظري بل بالنسبة لواقعنا

1ـ انفصال الأم والأب و ضياع ابنهما في الطوشه فإما أن يحرم من حنان الأم وإما أن يحرم رعاية وحكمه أبيه وإما الاثنان معاً وهو الأسوأ

2ـ جهل الأم يا مراد يعتبر أهم أسباب فساد خلق الأبناء ولم أقصد الجهل بمعنى الشهادة بل قصدت قلة وعيها فقد رأيت أن أغلب الفتيات من فئة مايعرف بـ [ البويات ] لديهن أمهات غير عاملات في الحقيقة بل ربات بيوت ولكن غياب وعيها عن الاهتمام بابنتها عن طريق تكوين صداقه بينها وبين البنت لتعرف من أصدقائها وكيف علاقتها بربها وهيا أهم نقطه و...و..الخ , ولكن الأم مو فاضيه لأولادها عشان الخرجات وتترك البنت للفضائيات والنت والجوال


وبعكسها لقد رأيت أماً لا تحمل سوى شهادة المتوسطة ولديها من الابناء11 , وتوفي زوجها و أكبر أبناءها يبلغ 10 سنوات ولكنها وبحسن قيادتها استطاعت أن تجعل من الإحدى عشرة ولداً كلهم دكاترة في الطب البشري منهم الاستشاري ومنهم الأخصائي ومنهم الطبيب العام كلٌ منهم في تخصصه , وفوق هذا كله ناس قمة في الاحترام كل ما شافوا أمهم يسلموا على يدها ورأسها و محترمين أمهم غاية الاحترام لأنه هذا اللي ربتهم عليه , بصراحة جاني فضول عن إني أعرف طريقه التربية اللي قدرت بيها هذي الأم تتغلب على الصعوبات لوحدها دون زوج وتطلع بيها إحدى عشرة ولدا ناجحين في أخلاقهم و حياتهم الدينية والدنيوية

و طال الحديث بيني وبينها عن طريقة التربيه ولكن كان من أهم ما إستخلصته منها هو ما قالته لي بأنها كانت تجتمع معهم يوميا لتقول لكل واحد على أخطائه التي صدرت منه في يومه من ضربه لأخيه أو رميه لملابسه على الارض وعدم وضعها في الدولاب أو.. أو .. الخ وتعاقب كل منهم بمقدار وحجم الخطأ الذي صدر منه


فخلاصة الكلام وحكمته تكمن في أن توجيه الاهل في مرحلة الطفوله و المراهقة في غاية الاهميه فهذه هيا مرحلة العنفوان وإن تركت الصفات السيئه فيهم دونما توجيه بقول ] خليه حيكبر وحيعقل [ فهذا من أكبر الاخطاء التي يرتكبها الاهل لأنه وكمثال بسيط إن كان هنالك فتى في عمر 15 أو 16 يعاكس بنات وأهله عارفين فإن ترك دون توجيه شديد ونصح من قبل الاهل وقد يصل في بعض الاحيان لحرمانه من جواله أو كسره وهي الطريقه الصحيحه فخساره الجوال أهم ولا خسارة الابن , وإن لم يهتموا له قد تصبح عادةً لديه ويصبح في سن الثلاثين من العمر وهو يعاكس البنات وقد رأيت شيابه في عمر الستين تصدر منهم أفعال ومعاكسات للبنات دنيئه ليست فقط بحكم الفعل بل بحكم سنهم أيضاً فهذا وإن نظرت اليه في مرحله مراهقته فقد وجدت بعض الصفات السيئه فيه كالمعاكسه ولكنه ترك دونما توجيه من الاهل فكبر وأصبحت عادة لديه


فأنا أمثل هذه المرحله كالدوامة والمراهق بداخلها والاهل بدورهم كالمنقذ الذي يمسك بهم بالحبل فإن أمسكوه جيدا وفي فترات يشدوا الحبل و فترات يرخوه حتى تنتهي الدوامه نجا الفتى من مرحله المراهقه وإلا قد يغوص بها


تعرف قبل كم شهر بابا وراني واحد يشتغل عندهم في البنك وهو أكبر من بابا تقريبا كان الراجل في الخمسينات من عمره وكان عامل كدش ولابس جينز [ طيحني ] صراحه ما قدرت اصدق في البدايه انه دا واحد في الخمسينات


لكن هذا لو بحثت في مرحلة مراهقته راح تلقاه من النوع زي كده اللي يتبع الموضه مهما كانت سيئه جيده وكان في ضعف في توجيه الاهل له في دي المرحله فبالتالي بقي الاثر حتى باقي عمره


وأنا معاك في إنه الام مدرسه إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق


فيه كثير من الامهات اللي يَـدّعوا إنه الابن ما يسمع لهم علشان كده تلجأ للأب في غالب الاحوال

لكن هذا غلط المفروض الام هيا اللي يكون دورها قيادي وتوجيهي في الاسره فبالنسبه للبنات اللي يقولوا انه الاب كمان لازم يعمل شي أقولهم أوكي صح كلامكم لكن إذا كان دور الام ياخذ 80% فدور الاب ياخذ 20% لأنه الام هيا الاساس في كل شي الاب في التوجيه دوره مكمل للأم ويلجأ له في الاحوال الصعبه فقط

فالأم عليها ان تزرع الاحترام في الابناء منذ كانوا صغارا بحيث إذا أمرتهم بشئ يطيعونها يجب أن تكون شخصيتها مع أبنائها قويه


فهنا مكمن المشكله الحقيقي دور الام في التوجيه وليست المعضله هيا العمل

لأن هنالك ربات بيوت يجلسون مع أبنائهم 24ساعه ويطلع الابن من أزفت ما يمكن لقلة وعي الام بتوجيه أبنائها أو بأسلوب التوجيه الصحيح لأنه لما تقول لولدها [ لا يا ولدي لا تسوي ترى هذا غلط..الخ ] هذا مو أسلوب تربيه أبداً لازم يكون في توجيه قوي عليهم وتنوع في الاساليب مره تحرمه من خرجته مع أصحابه وممكن من النت بحسب خبرة الام في الشي اللي يتسلى فيه ولدها دايما [ تلفزيون _ نت أو جوال أو... ]


وفيه أم تشتغل ممكن طول النهار وما ترجع الا العصر لكن تجلس معاهم ساعه واحده تعرف إيش حصل في يومهم تلاحظ أخطائهم للأسبوع مثلا وتجمعهم كلهم في غرفه وحده آخر الاسبوع و تقولهم على أخطائهم وايش عقاب كل واحد فيهم من حرمانه من شي يحبه إلى أن يتعدل وضعه



فأسلوب الام هنا أمثله بمثال المدرس والطالب فهنالك مدرس قد يشرح لمدة نصف ساعه لكن تحس الدرس منحوت في الدماغ وفيه مدرس ثاني يجلس يشرح طول الحصة ويأخذ حصص إضافية لكن وجوده زي عدمه


وأهم وأهم وأهم صفه تزرعها الام لدى الطفل هيا قوة الايمان بالله وتقوية الوازع الديني لديهم وصلتهم بربهم فهذا أهم درع تسلح الام به أطفالها وهو الحامي لهم في أي فتره من فترات حياتهم


أعتذر أخي الكريم مراد إن تضايقت من مخالفتي لرأيك ولكنك لم تصب في تحديد مكمن المشكله فالمشكله لم تكن يوما في عمل المرأه بقدر ما هو في إهمالها لتوجيه أبنائها منذ كانوا براعم صغار لينشؤا بأخلاق طيبه وحميده