عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-07-2008, 02:03 AM   #2

همس المشاعر

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: كيمياء
نوع الدراسة: دكتوراه
المستوى: الأول
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,804
افتراضي

صـمــت القــواريــــر ..


عبدالرحمن كان يزور أمه كبقية إخوته , لكنه يتميز عنهم بصفة خاصه , ذلك أنه إذا ماغضبت

والدته , أو تكلمت معه بكلام غليظ وعبارات لاتسره يلتزم الصمت ثم ينسل من المجلس , ثم

يزورها في وقت آخر كأن شيئاً لم يكن , بينما باقي الإخوة كانوا يردون عليها وينفعلون في الكلام

معها , ويخرجون وهم في حالة غضب .

تقول إحدى بناتها : سمعت أمي تقول في المجلس " اللهم إني راضية عن عبدالرحمن , فاللهم

ارض عنه , اللهم إني راضية عنه فارض عنه " .. فأقول في نفسي : ليتني مكان أخي في هذه

الدعوة المباركة ! وتكمل قائلة : كان لايخطر في ذهن عبدالرحمن شيء إلا وسارعت أمي في

تلبية حاجته , حتى ولو لم يطلبها وإنما جاءت عابرة أثناء الكلام بلا قصد , فإنها تستشف منه حاجته

فتسارع إلى تحقيقها .


إيجابيات كثيرة تتحقق بالتزام الزوجة الصمت عند غضب الزوج , فسماعك لكلمات لاتسرك من قبل

الزوج ليس نهاية العالم , ولاهو القضاء الإلهي بالمصير إلى الجحيم ! ولكنها حالة تعتري الزوج قد

يكون فيها محقاً وقد لايكون كذلك , فالمرأة الفطنة الذكية هي التي تستطيع تحويل الغضب إلى رضا.


عندما أخذ الكافر يجادل ربه في يوم قد غضب الله فيه غضباً لم يغضب قبله مثله وهو يوم القيامة ,

لم يحصل الكافر على العفو بالمجادلة , ولم يتحول الغضب إلى رضا حيث يقول " يارب ألم تُجرني من

الظلم ؟ يقول : بلى , فيقول : فإني لا أرضى على نفسي إلا شاهداً مني" . فيُختم على فيه

فيُقال لأركانه : انطقي ! فتنطق أعماله , فيقول العبد: بُعداً لكن وسُحقاً , فعنكن كنت اجادل ".

روى مسلم نحوه .

بينما المؤمن يدنيه الله تعالى ويستره يوم القيامة : ثم يقول له: " أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا؟

فيقول: : نعم أي رب , حتى إذا قرره ذنوبه , ورأى في نفسه أنه قد هلك, قال الله تعالى : سترتها

عليك في الدنيا , وأنا أغفرها لك اليوم , فيُعطى كتاب حسناته ". متفق عليه.


بالتزام الصمت وعدم الجدال تغير الغضب إلى رضا , بينما بالجدال والرد على الغاضب تزداد العلاقة

سوءاً .


أيتها الزوجة كوني كالزجاجة النقية أمام أشعة الشمس الغاضبة الحارة , تنفذ من خلالك ولاتنعكس,

بل كالقوارير التي إذا ما أرسلت إليها الشمس أشعتها ازدادت جمالاً وسرقت القلب انحناءاتها وتثنيها.


قالت إحدى الزوجات : عندما تزوجت ظننت أني ساكون سيدة على زوجي لما أتمتع به من الجمال ,

وكنت أظن أن زوجي سيكون خاتماً في يدي كما يقال , وكنت أتجادل معه في أمور كثيرة , ولا احصل

في النهاية على مرادي , وإذا ماغصب من أمر ما ولامني عليه كنت أرد عليه وأجادله , فاصبحت حياتنا

كالجحيم لاتطاق , وكدنا ننفصل عن بعضنا عدة مرات , ولكني لاحظت أنني إذا ما طرحت الموضوع

بأسلوب بعيد عن التحدي والجدال , وإنما على شكل استفهام أو بطريقة لطيفة مع الاعتراف بجانب

القصور في طرحي , وإذا ماغضب التزمت الصمت , أو قمت بتطييب خاطره وملاطفته, أجده يهدأ و

يتجاوب معي ويتحقق غرضي , فعلمت أن هذه هي الوسيلة الصحيحة في التعامل معه وامتصاص

غضبه .

 

همس المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس