عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-07-2008, 02:04 AM   #3

همس المشاعر

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: كيمياء
نوع الدراسة: دكتوراه
المستوى: الأول
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,804
افتراضي

لاتجادلي الزوج لحظة انفعاله , فإن كان غاضباً فسيزداد غضبه , وإن لم يكن كذلك فإنه سيتولد لديه

الغضب , دعيه يفرغ كل ماعنده , فإنه يصبح بعدها صفحة بيضاء نقية , سيراجع نفسه ومواقفه وتصرفاته

ويشعر بالضيق من نفسه مما يؤدي به إلى محاولة تصحيح موقفه , وستجد الزوجة هذا واضحاً في

أقرب تصرف له معها .


عندما أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير-رضي الله عنه- إلى المدينة داعياً إلى الله

تعالى استقبله أسعد بن زرارة , فأقبل إليهما أسيد بن حضير مغضباً - قبل إسلامه وكان سيداً في

قومه- ومعه حربته , فقال أسعد لمصعب: هذا سيد قومه , فاصدق الله فيه , فوقف عليهما أسيد

يشتم ويسب قائلاً : ماجاء بكما إلينا , تسفهان ضعفاءنا ؟ إعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة !

وقال أسيد لأسعد أبن عمه: أتيتنا في دارنا بهذا الغريب الطريد ليدعوا ضعفاءنا إلى الباطل ؟ فعندما

انتهى من كلامه , وفرغ ما في جعبته من الغضب , قال له مصعب : أوَتجلس فتسمع ؟ فإن رضيت

أمراً قبلته , وإن كرهته كففتُ عنك ماتكره , فكلمه مصعب وقرأ عليه القرآن , فقال أسيد: ما أحسن

هذا وأجمــلــــه ! .. فأسلم فأقبل سعد بن معاذ-رضي الله عنه- كذلك وهو سيد المدينة إلى مصعب

مغضباً أشد من غضب أسيد فشتمه ولم يرد عليه مصعب , فعندما انتهى من تفريغ غضبه , قرأ عليه

مصعب القرآن فأسلم سعد , فما أمست المدينة إلا وقد أسلمت لإسلام سعد بن معاذ-رضي الله عنه-.



أيتها الزوجة إنك تستطيعين أن تجعلي من حالة الغضب التي تعتري الزوج أفضل الأوقات لتملي على

زوجك كل طلباتك وأمانيك ! , وذلك من خلال تصرفك معه بامتصاص غضبه وتخفيفه وتبريد حرارته ,

فسيكون لك مطواعاً , حيث يشعر بأنه قد أغلظ عليك بينما انت أحسنت إليه ( ادفع بالتي هي أحسن

فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وهذا أمر مجرب ناجح , وهنا يظهر نجاح الزوجة في

حياتها وتفوقها .


يُؤتى برجل يوم القيامة , فيقول له الله تعالى : " ادخل الجنة برحمتي , فيقول العبد : بل بعملي يارب!

فيقول الله تعالى للملائكة : اجعلوا عمل عبدي في كفة ونعمة البصر في الكفة الأخرى , فرجحت نعمة

البصر وثقلت , ولا وفاء له من عمله بما زاد من نعمة البصر , فيُؤمر به إلى النار , فيقول العبد: بل

برحمتك يارب ! فيقول الله تعالى : ادخلوا عبدي الجنة برحمتي ".

بالجـــدال كاد يفقد كل النعم , وتنتكس أحواله !.


وقف المتهم مرتكب الجريمة بين يدي الخليفة المنصور , وكان المتهم خطيباً مفوهاً ذا لسان , ولكن عجز

عن الاعتذار في هذا الموقف , فقال له الخليفة المنصور : ماهذا الوجوم ( السكوت والهدوء ) وعهدي بك

خطيباً ذا لسان ؟!

فقال: يا أمير المؤمنين ! ليس هذا موقف مباهاة , ولكنه موقف توبة , والتوبة بالاستكانة والخضوع ,

فرق له قلب المنصور وعفا عنه .


الصمت يجعل الغاضب يتساءل ويراجع نفسه فيما فعل وما سيفعل , بل قد يحاسب نفسه قبل أن

يقدم على اتخاذ قراره لحظة الغضب .

 

همس المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس