وُشيَ إلى الحجاج أن أنس بن مالك خادم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان مع ابن
الأشعث ضد الخليفة عبدالملك بن مروان , فأحضر أنس بين يدي الحجاج فقال له : إيه يا
أنيس , يوم لك مع علي , وآخر مع ابن الزبير , وثالث مع ابن الأشعث .. والله لأستأصلنك
كما تستأصل الشاة .. لأختمن على عنقك كما تختم الشاة , صك الله سمعك .
فأمر الحجاج أن يختم عنق أنس بعبارة ( هذا عنق الحجاج) , فكتب أنس إلى الخليفة
عبدالملك بذلك فاستشاط غضباً وتشقق غيظاً , فكتب رسالة إلى أنس يترضاه وآخرى إلى
الحجاج يتوعده وأرسلها مع رسوله , فعندما قرأها الحجاج أخذ يتصبب عرقاً وأمتلأ رعباً.
وفيها : إنك عبد طمت بك الأمور , وعددت طورك وجاوزت قدرك وركبت داهية إداً , فلعنك
الله من عبدِ أخفش العينين , وثبتَ على رجل من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه و
سلم- جرأةً منك على الرب عزوجل ؟ واستخفافاً منك بالعهد ؟ فإذا قرأت كتابي هذا فكن
أطوع له من خُفه ونعله , وإلا أتاك مني سهم بكل حتف قاض , ولكل نبأ مستقر وسوف
تعلمون .
فما كاد الحجاج ينتهي حتى ذهب مع الرسول إلى أنس يترضاه فما زال به حتى رضي عنه.
* * *
أيتها الزوجة إياك أن تحدثي نفسك بالتباطؤ وعدم الخضوع للزوج تظنينه ذلاً , كوني إمرأة
جليلة كبيرة القدر صاحبة نظر ثاقب ومعرفة بعواقب الأمور , فضياع الحياة الزوجية بسبب
موقف ما , أعظم مفسدة من ضياع إمارة وولاية قطعة من الأرض .
فأصحاب المراكز يخضعون لرؤسائهم حفاظاً على المنصب , فحريُ بك أن تحافظي على
أبنائك والحياة الأسرية بقلب كبير .
|