عندما توالت الفتوحات الإسلامية على الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عزم عمر على زيارة الشام، وكانت الشام على الحدود الرومية والحرب بينهما مستمرة، فتهيأ المسلمون لاستقباله، وكان الوالي عليها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. فاستقبل عمر بن الخطاب بموكب عظيم . فقال عمر رضي الله عنه مغضباً : من صاحب هذا الموكب ؟
معاوية : أنا يا أمير المؤمنين .
عمر : أنت صاحب هذا الموكب وذوو الحاجات وقوفاً ببابك الآن ؟
معاوية : يا أمير المؤمنين .. إنا بأرضٍ جواسيس العدو فيها كثير، وإننا لا بد وأن نظهر من عز السلطان ما نرهب به العدو، وإن نهيتني عن هذا الموكب انتهيت وجعلته يتفرق .
فصمت عمر .. ثم قال: لا آمرك ولا أنهاك . إن كان ما قلت حقاً إنه لرأي أريب ( رأي ذكي وداهية )، وإن كان باطلاً إنها لخدعة أديب (مملوءة بالأدب والتلطف ).
فقال الناس لعمر : ما أحسن ما أجابك معاوية بما اعترضت عليه !
فقال عمر: لحسن إجابته وأدبه وسياسته وَلَّيْناه ما وَلَّيْناه .
وسُرَّ عمر بمعاوية وثبته في الولاية ، وتحول الغضب إلى رضا.
إذا ما اعترض الزوج على تصرف بدر منك وقصدت أنت من ورائه منفعة الزوج فعدِّدي له تلك المنافع بأسلوب يشعر منه أن قلبك عليه، لا تحدياً له، وأبدي له إمكانية تراجعك مع حرصك أن لا يطلب منك التراجع من أجل تلك المنافع، لئلا يشعر أنه تحدٍ سافرٌ له .
فإذا ما غضب عليك يوماً ما، لماذا لم تهاتفي النجار لعمل كذا أو الحداد ؟ فأجيبيه بصدق وحنان : يا أبا فلان! لقد حل عليك الآن القسط الثاني للسيارة ولم تدفع القسط الأول، فوفرت هذه الأموال لتسدد بها الشيكات ، ولا رصيد عندنا ! فخشيت أن تؤذيك الشركة وترفع الشيك للمحكمة .
ثم انظري إليه بطرف العين وهو لا يشعر ، ستجدين ابتسامة كبيرة ملأت قلبه ، وملأت عينيه لم يظهرها على شفتيه الجميلتين !
أظهري حرصك الصادق على مصلحته عند الاعتذار !
|