أيتها الزوجة إذا ما غضب زوجك بسبب خطئك، اعترفي له بالخطأ، وإياك أن تعترضي عليه بأنه هو السبب في وقوعك بالخطأ أو أنه يتعمد البحث عن أخطائك ليثور عليك، فإن فعلت ذلك فإن البيت سيتحول إلى مرجل، أي ناراً تتأجج كقدر الضغط !
يقول أحد الأزواج: تتصرف زوجتي معي أحياناً تصرفات أستشيط منها غضباً، وأنتظر منها أن تعترف بخطئها بلطف، لكنها لا تفعل ذلك وإنما تعترف بخطئها بطريقة مثيرة مما يجعلني أغلي وأهيج عليها، إذ ترد عليَّ قائلة: إنك تبحث عن أي خطأ يقع مني لتثور؛ أنت دائماً هكذا ! وتحصل بيننا قطيعة ولا أطيق التعامل معها، ثم تأتي بعد أيام لتعترف بخطئها بعد أن بنت حاجزاً بيني وبينها. فهلا اعترفت بلطف منذ البداية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود، العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى» رواه تمّام وصححه الألباني.
قال الإمام عامر الشعبي رحمه الله: جعلني الحجاج سيداً على قومي، وقربني إليه، وعندما حصلت فتنة ابن الأشعث الذي قاتل الحجاج، كنت مع ابن الأشعث ضد الحجاج، فانتصر الحجاج، فتفرق أصحاب ابن الأشعث، فاختبأت خوفاً من بطش الحجاج .
ثم أرسل الحجاج جيشاً لقتال الفرس فخرجت مع الجيش ولم يعلم أحد بي، ولكن علم الحجاج بذلك فأرسل إلى قائد الجيش يطلبني فأرسلني إليه القائد. فدخلت على الحجاج في شدة غضبه، فقال لي: لا مرحباً ولا أهلاً ، جئتني ولست في الشرف من قومك ففعلتُ وفعلتُ، ثم خرجت عليّ ؟! تكلم !!
فقلت: أصلح الله الأمير، كل ما قلتَه فهو حق أيها الأمير، لكنا قد اكتحلنا بعدك السهر (أصابنا الأرق) وتملكنا الخوف، ولم نكن بفعلنا ذلك بررة أتقياء وإن كنا فجرة لم نكن أقوياء، فهذا الوقت الذي أنت ظهرت به علينا، فتستطيع أن تقبل توتبتي وتحقن دمي. فسكت الحجاج ثم قال: قد فعلت !
إياك أن تلقي اللوم على الزوج ، بل تقبلي لومه وأعلني له خطأك الفادح، فإن أكثر ما يغضب الإنسان ويبغّض إليه الآخر هو علمه بخطأ الآخر، وإصرار الآخر أنه لم يخطئ !
كوني شجاعة وأعترفي بخطئك !
|