هنالك العديد من الطلاب الجامعيين يرون بالعمل أمراً مضايقاً لهم الى جانب التعليم. هنالك مشكلة يمكن أن يواجهها الطالب الجامعي، ألا وهي مشكلة الوقت:
حيث لا يتاح للطالب الجامعي أوقات فراغ في فترة التعليم. وحسب رأيي فلا يجدر بالطالب أن يقع في هذه المشكلة إن كان طالبا مرتبا لوقته. وإذا سألتموني من هو الطالب الجامعي المرتب؟ فحتماً هو الطالب الذي يقسم وقته، ويعطي كل شيء حقه، وهكذا فلا يضيع حياته الشخصية التي يجب أن يتمتع بها كل شخص، وفي نفس الوقت لا يضيع تعليمه. ومثال على الترتيب الذي أتكلم عنه: فالطالب الجامعي يستطيع تقسيم أيام الأسبوع، حيث يعطي للعمل أياما معينة، وللتعليم أياما معينة، وعلى الأقل يوما واحدا لكل نوع نقاهة يختاره. وهكذا لا يخسر تعليمه والذي هو أمر أساسي لبناء مستقبله، ولا يخسر عمله والذي هو وسيلة المساعدة المادية له، ولا يخسر أيضا حياته الشخصية ولا الإجتماعية.
مشكلة أخرى قد يواجهها "طالب-عامل"، ألا وهي عدم التركيز، وأعني هنا أنه عندما يخرج الطالب الجامعي من جو التعليم إلى العمل، من الناحية النفسية قد يشعر الطالب الجامعي بالذنب، بأنه عندما يكون في العمل وكأنه يضيع كل ما كان قد درسه على مدى الأسبوع الذي قضاه، فيبدأ يلعن الساعة التي بدأ فيها العمل. وحسب رأيي فهذا أمر خاطيء، لأنه لو قسمنا تركيزنا نحن كطلاب، لاستطعنا أن نوفق بين العمل والتعليم. والذي أقصده هنا أنه عند تواجدنا في العمل فعلينا ان نركز بالعمل ولا نبدأ بالتفكير بالتعليم وصعوباته المتعددة. وكذلك بالتعليم لا نفكر عن صعوبات العمل جسمانية كانت أو غبر ذلك. وهكذا بمفهوم معين نقسم زمن تركيزنا.
نقطة أخيرة والتي أود عن طريقها أن أشجع الطالب الجامعي-العامل في نفس الوقت، هي الإحساس بالإستقلالية، وأعني هنا بالطالب الذي يعمل ويعيل نفسه بنفسه، فبذلك هو مسؤول بمفهوم معين عن حياته وكيفية إدارتها، وبهذا قد يحس الطالب الجامعي بالإستقلالية مع نفسه، وهذا حسب رأيي يجب أن يعطي الطالب الجامعي محفزاً للمسؤولية والإمتياز في تعليمه.
وفي النهاية أود أن أتوجه "للطالب-العامل" وأن أقول له: أيها الطالب الجامعي العزيز لا تكن حزينا، مضغوطا، أو يائساً. لأن وضعك إن كان التعليمي أو المادي هو أفضل من وضع طلاب جامعيين كثيرين، والذين يعانون من ضائقات وأزمات مادية عديدة ومشاكل أخرى أنت في غنى عنها. ولهذا فهنا أقتبس بعض مقولات المشاهير في العالم بما يخص هذا الموضوع: فحسبما يقول روبرت لويس ستيفنسون: "إن كل إنسان يستطيع العمل في يوم واحد مع كل صعوبة العمل، وكل إنسان يستطيع العيش بهناء حتى غروب الشمس، وهذا معنى الحياة". وحسبما يقول ستيفن ليكوك:"نحن نتعلم بعد فوات الأوان، أن الحياة موجودة في كل دقيقة وفي كل ساعة باليوم الذي نحن فيه". وحسبما يقول دانسي:"فكّر أن هذا اليوم لن يكون مرة أخرى
