أنظروا إلى العدل
> بسم الله الرحمن الرحيم
>
>
> والصلاة والسلام على النبي الامي الامين محمد صلى الله عليه وسلم
>
>
>
> يا رب أدعوك أن يأتي جيل جديد مثل هذا الجيل أدعوك أن تحيي الخير في الأمة الأسلامية ليقتدو بالسابقين يارب يارب ,,,,,
> أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
>
> قال عمر: ما هذا
> قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
> قال: أقتلت أباهم ؟
> قال: نعم قتلته !
> قال : كيف قتلتَه ؟
> قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات...
> قال عمر : القصاص .... الإعدام
>
> .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
> ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
>
> قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة
> ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
> والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .
> قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
>
> فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على
> الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
> ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،
>
> ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
> قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
> قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
>
> فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال:
> يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
> قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
> قال: أتعرفه ؟
> قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
> قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن
> شاءالله
> قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
> قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
>
>
>
> فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
> وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصرنادى في المدينة :
> الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
> وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكتالصحابة واجمين ،
> عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
> صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
> تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
> وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه
>
>
>
> فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما
> عرفنا مكانك !!
> قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
> وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
> فقال أبو ذر :
> خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
> قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
> قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....
>
> جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ...
> وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
>
> قال أحد المحدثين :
> والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
>
|