إن ما يفعله بعض المنتسبين للعلم، من ربط القرآن بالنظريات العلمية، إنما هي محاولات خطيرة على قدسية القرآن، وذلك لأن هؤلاء يحاولون ربط كلام الله عز وجل بنظريات علمية اكتشفها الإنسان، قد يتبين بعد مرور زمن أنـها نظريات غير صحيحة، والقرآن في غنى عن أن يعتز بمثل هذا التكلف، كما أن التوسع والإسهاب في تفسير القرآن على أساس النظريات العلمية يخرج القرآن عن مسلكه الصحيح، إذ هو كتاب عبادة ومنهج حياة، فأسلوبه يخلو عن الإسهاب والإطناب في ذكر تفاصيل الموضوعات، وكذلك يجب أن يتجنب الباحث في تفسيره، وفي بحثه عن وجه الإعجاز العلمي في هذا الكتاب الكريم مسلك التوسع والإسهاب في ذكر النظريات العلمية كي لا يخرج عن الهدف الحقيقي.
فحسبهم أن لا يكون في القرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية، وحسب القرآن أنه يمكن التوفيق بينه وبين ما جدّ ويجدّ من نظريات وقوانين علمية تقوم على أساس من الحق وتستند إلى أصل من الصحة[2].