لمثل هذه اللحظات كان جزاء طالب العلم الجنة ان شاء الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هاهي إجازة الصيف قد انتهت و عادت الدراسة أعاننا الله و إياكم على طلب العلم, بعد غد يعود كل طالب إلى جامعته أو كليّته , نخرج من بين أهالينا الى أحضان الغربة , نخرج من مُدن عشنا حياتنا فيها إلى مُدن لا ناقة لنا فيها ولا جمل , و البعض يغادر بلده الى بلد لاينطق بلغته و لا يدين بدينه , لا نبتغي شيئاً الا طلب العلم في سبيل الله.
صعبة هي الغربة و أصعب منها فراق الأحبّة , لحظات الوداع , دمعة وحيدة كفيلة بالتعبير عما يختلج شعور المفارق لأهله , و يحبس هذه الدمعة أغلبنا و نتعالى عليها (منعاً للإحراج).
اتسائل أحياناً , مالذي قد يصبرني على البعد عن والدتي و حنانها؟ إخواني الصغار و ضحكاتهم التي تملئ المنزل براءة , مالذي سينسيني إياها؟
تذكرت!
إنه البلسم .
إنه كلام رسول الله صلى الله عليه و سلّم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ. {رواه الترمذي(2646)}
ما أجمله من حديث , عندما تشتد ظروف الغربة , عندما تدور في ذهنك هواجيس , و عندما تشدّك الذكريات , لا تملك وقتها إلا ان ترفع أكفّك الى الله , تخضع له سبحانه و تدعي بقلب صادق: اللهم إني تركت خلفي الأهل و الأصحاب و خرجت من بيتي , و غادرت مدينتي , لا أريد الا وجهك صادقاً اطلب العلم في سبيلك , اللهم عوضني خيراً , اللهم صبّرني , اللهم ارزقني الجنة.
كلّها أسابيع , بل أيام , يومٌ يجر الذي بعده , لن تطول المدّة , أعلم بإذن الله أني سأنال مرادي , لماذا قد أتململ ؟ انه خيريّ الدنيا و الآخرة , توفيقٌ في الدنيا و فلاح في الآخرة , إعداد للمستقبل , خبرة في الحياة , أجرٌ كثير ان شاء الله , هذا هو واقع طالب العلم , لا ضير في ذلك بل كله خير .
اسأل الله ان يجعل أيامنا و أيامكم كلها سعادة و ييسر كل عسير , و يوفقنا لما يحب ويرضى و يجعلنا ممن يبلون شبابهم فيما يرضي الله.
أخوكم الباسل.


سبحان الله و بحمده.. سبحان الله العظيم
|
|
|