السلام عليكم جميعاا..
موضوعك رائع أختي، وقد قرأته سابقا، وفعلا يجب على الإنسان أن يتأكد من كل شيء، ويضع مقدارا من الشك مع التصديق،
ويجعل شكه هذا سببا في زيادة إيمانه ويقينه وتطمين قلبه بالشيء الذي آمن به، والله سبحانه لم ينكر هذا الأمر، كما فعل إبراهيم عليه السلام عندما أخبر الله عنه في القرآن:
"وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصُرهن إليك
ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"
هنا انطبق على أعظم شيء وهو الإيمان بالله سبحانه (عقيدة)، وجعل إبراهيم عليه السلام هذا الطلب زيادة له في الإيمان والتصديق،
فإن لم يحصل -وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- كان ذلك له داعما في عدم تصديق ما آمن به.
أيضا انطبق معنى قصتك وهدف قصتك في الحواريين الذين طلبوا من عيسى عليه السلام طلبهم فقالوا:
"ياعيسى هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين *
قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين *
قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين"
أيضا مع هذا الطلب لم ينكر الله سبحانه وتعالى ذلك عليهم، بل استجاب لطلبهم ولكنه شدد عليهم في حال عدم تصديقهم وكفرهم بعد هذا الطلب بتطمين قلوبهم، ولو كان ذلك خطأ لما استجاب الله عز وجل لطلبهم، ولأنكر عليهم الطلب، لكن أتى الأمر على العكس فقال سبحانه:
"قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعدُ منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين"
وهو ينطبق على القردة التي ورثت هذا الأمر وصدقته من السابقين بدون تأكد، وكان الواجب عليها التأكد وليس التصديق والإيمان الراسخ دون وجود نسبة شك فيما ورثته،
لأنه لو كان صحيحا ما ورثته لكان ذلك تطمين قلوبها، ولو كان ليس بصحيح أو كان صحيحا في وقت ثم تغير في آخر، كانت هي الرابحة في أنه لم يُضحك عليها.
شكراا لك أختي ولموضوعك الرائع؛؛
[line]-[/line]
لي تعليق بسيط على الأخ Justice:
كلامك جدا جميع في التأكد وعدم التصديق حتى في الدين الذي نؤمن فيه، وأن نجعل هذا الشك هو سبب في زيادة الإيمان بما آمنا به كما كان ذلك مع نبي الله إبراهيم عليه السلام وغيرها من القصص التي ذكرها الله سبحانه في القرآن، لكني أختلف معك في هذه العبارة:
المشكلة يا عزيزي هي أن الكثير من الناس مسلمين لأن آبائهم وأجدادهم كذلك ..
فـ عندما تسأل مسلمًا : لماذا أنت مسلم وتعبد الله ؟!
- طبعًا الإسلام وعبادة الله من الأمور المسلّم بها عند هذا الشخص تلقاها عن آبائه وأجداده ومن كتاب الله -
غالبًا ستكون الإجابة : " لأن الإسلام دين الحق والله أمرنا بعبادته بقوله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) " وإن كان عاميًا جاهلاً لا يحفظ هذه الآية فـ سيُجيب : " لأن الإسلام دين الحق ولأن آبائي مسلمين " ,
|
الإسلام ليس وراثة آباء عن أجداد -وإن كان كذلك-، لكن الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهوا الأصل المأصل في النفس البشرية كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن ذلك،
ولذلك كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
"كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"
وأعتقد -في رأيي- أن ذلك الأمر خاطئ، لأنه لو كان كذلك لكن من باب أولى ألا يذكر الفطرة مطلقا ويقول مع ما بعدها: أو يأسلمانه!!
ولكن كما قال تعالى:
"فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
أتفق معك في هذه:
وإن سألت هذا السؤال لـ نصراني : لماذا أنت نصراني وتؤمن بعقيدة الثالوث وتعبد المسيح ؟ - المسيحية وعقيدة الثالوث من الأمور المسلّم بها عند هذا الشخص وتلقاها عن أجداده وكتابه المقدس -
|
حينها سيأتيك بنصوص من كتابه المقدس عن عقيدته وعن المسيح وسيقول لك لأن المسيحية هي الحق ولأن آبائي وأجدادي كانوا نصارى !
|
ما الفرق بين الإثنين من حيث الإجابات وثقة كل منهم بـ دينه وعقيدته ؟ لا فرق .
|
في رأيي هناك فرق:
الأول على الفطرة ولم تتغير فطرته التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها، والثاني تغيرت فطرته التي فطره الله عليها ويدخل ضمن قوله صلى الله عليه وسلم: "ينصرانه"، فلو لم يكن هناك فرق بين الاثنين، فلماذا قال: "يولد على الفطرة"؟!!
والفطرة كما بينت الآية السابقة هي الدين، والدين عند الله الإسلام كما أخبر بذلك:
"إن الدين عند الله الإسلام"
والله أعلم..
تقديري واحترامي لك عزيزي؛؛