- أكهذا الزمن ، ياصديقة ..!
خذي مني ما تجرعته منذ فترة ، تجرعت مرارته التي ربما فاقت على حلوه ,
هنا سأخبرك فقط عن تلك العبارات المكدسة بداخلي ، لا أعلم إن ستغادرني يوما أم انها تكبر معي ..!؟
و التمسي منها حالي ..!!
أنا يا صديقة
فرقتني الدنيا عن أغلى أصدقائي ، قبل ذلك تعالي واسمعي ماذا فعلت بنا ..؟ لا أعلم إن كانت تريد من هذا ان تعلمنا معنى الحياة ..؟ أم أنها تلعب معنا لعبتها المعتادة ..؟ لكن هذه المرة كانت مع أرواح أستطاعت دمج بعضها ..؟!؟
- جمعتنا في ربيع العمر ، كنت ألقاهم يوميا ، ننتظر بعضنا , نستقبل بعضنا في كل صباح وتبدأ رحلة الترحيب , كنا نبستم بكل عفوية , تلك الابتسامة التي تنم عن ذلك الحب الذي اعتلى عرش قلب كل واحده فينا ..
تتالت الصباحات كنا نزداد فرحة وبهجة لرؤية بعضنا لم نكن ندرك معنى أن بكل يوم يمر يقترب منا الألم .!
- كنت يا رفيقة برؤيتي لهم تتجدد حياتي , روحي يعلوها الفرح , كنت أشعر بقوتي معهم , كنت استمدها منهم دون علم منهم ..!
وقتها كنت انتظر الصباح ليقيني بأني سأنسى همي لمجرد رؤيتهم ..
- مرت الأيام سريعة حتى أننا لم ندرك ذلك إلا في الآخير ..
حينما بدأ الجميع يرسم خطى الرحيل , آه يا صديقة كم هي صعبة تلك الاسابيع ..!!!
كنت فيها أحاول قدر الأمكان أن أخبرهم بحبي لهم .! لا أعلم كيف .!؟ ولا أعلم إن وفقت أم لا ..!!!!
في آخر الأيام كانت نظراتي مقتصرة عليهم ..!
حقا كنت استرق النظر لأني مدركة بأن صباحات قادمة لم أعد لأراهم ..!
كنت أتألم بحق السماء ..! صعب جدا جدا ..!
.
.
.
- تخيلي ..!.
أنهم رحلوا ورحلت ..!
وانقطع ذاك الطريق الذي يجمعنا ..!
لم نعد نتاقسم إلا أرضا وسماء ..!
وتقاسموا قلبي ورحلوا ..!
وأنا هنا
بين صباحات لم يعد فيها ابتسامة ،
انتظار,
ولا حتى من يحتوي همي ..!
عبارات الترحيب أكاد أفقدها ،
- يا صديقة .. ما كان لكم لم يعد ليكون لغيركم ..
أسأل الله الكريم .. رب العرش العظيم كما جمعنا في دنيا فانية ..أن يجمعنا ثانية في جنة قطوفها دانية ..