-
أسلوب توهين الروابط الاجتماعية
إن أخشى ما يخشاه أعداء الإسلام أن يتحد المسلمون قلباً وقالباً ، وليس أدل على ذلك من أقوالهم التي تفوح منها رائحة الخوف كثيرة ، منها :
يقول { لورانس براون } ـ وهو أحد زعماء المبشرين ـ في كتابه (الإسلام والإرساليات):" إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية ، أمكن أن يصبحوا لعنة علي العالم وخطراً ، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له ، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير ".
وكتب كاتب اسمه { أشعيا بومان } في مجلة العــالم الإسلامي مقـالاً عنوانه ( الجغرافية السياسية للعالم الإسلامي) ، وذكر فيه :" أن شيئاً من الخوف يجب أن يسيطر علي العالم الغربي ، لهذا الخوف أسباب منها :
أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عددياً ، بل هو دائماً في ازدياد واتساع ، ثم إن الإسلام ليس ديناً فحسب ، بل إن من أركانه الجهاد ، ولم يتفق قط أن شعباً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً .
فوحدة المسلمين تقف سداً منيعاً في وجه مطامع الأعداء ، وفي هذا المعني يقول {لورانس براون } :" إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام ، وفي قدرته علي التوسع والإخضاع ، وفي حيويته ، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي .
وقد نجح الأعداء ـ بجهدهم الدؤوب ـ في تفكيك وحدة المسلمين ، وتجزئة دولهم ، ووضع الحدود بينهم ،ونشر الخلاف المدمِّر لقوتهم ، كما جاء في البروتوكول الخامس من بروتوكولات حكمـاء صهيون : " لقد بذرنا الخـلاف بين كل واحد وغيره .
ورغم هذا فإن أعداء الإسلام علي يقين بأن الأسرة المسلمة تربة خصبة تنمو فيها الروابط الاجتماعية وتزدهر ، وتتفرع أغصانها لتتشابك مع غيرها من الأسر ، حتى يعود الترابط بين المسلمين كافة .
ولذلك فقد وجهوا جهودهم لتوهين الروابط بين أفراد الأسرة المسلمة ، بين الزوج وزوجه ، وبين الوالد وولده .
أما فيما بين الزوج وزوجه : فقد أوقدوا الحرب بينهما من خلال الدعوة إلي مساواة الرجل بالمرأة في كل شئ ، وحرية المرأة في السفر بدون إذن زوجها ، وإلغاء قوامة الرجل علي المرأة ، وإعطاء المرأة حق الطلاق كما هو للرجل ، وعدم معاشرة الرجل لزوجته إلا برضاها ، وإعطاء المرأة حق الزواج بأكثر من رجل أسوة بتعدد الزوجات للرجال 00000إلي غير ذلك من أمور من شأنها إذا حدثت أن تهدم بناء الأسرة علي رأس من فيه .
وأما فيما بين الوالد وولده : فقد توالت الدعـوات الهدامة بالحرية الشخصية للأبناء ، وأنه ليس من حق الآباء أن يتدخلوا في الحياة الخاصة للأبناء .
وقد دعا برنامج مؤتمر السكان إلي " رفع ولاية الآباء علي أبنائهم وبناتهم من حيث الرقابة الأخلاقية ، والتربية السوية ، وحماية المراهقين والمراهقات عند تعاطيهم الجنس ، والاحتفاظ بسلوكياتهم الشخصية في سرية عن آبائهم ".
وبهذا تتغير العلاقات الحميمة التي تجمع أفراد الأسرة المسلمة ، بل يحل الخصام محل الوئام ، والبغض محل الود ، والفراق محل الوفاق .
فتلك أهم الأساليب التي لجأ إليها الغزو الفكري في حربه للأسرة المسلمة ، وقد سار قادة هذا الغزو الفكري في استخدام هذه الأساليب علي المبدأ الانجليزي " بطئ ولكنه أكيد المفعول " لإدراكهم أن النقل المفاجئ أمر تأباه النفوس ، وتقابله تلقائياً بالعناد والرفض ، أما التدرج والصبر فإنهما كفيلان بأن يغيرا الآراء المعارضة ، فإن الناس ما هان عليهم وقوع المنكرات ، وارتكاب الفواحش جهاراً نهاراً إلا من تعودهم علي رؤيتها ، والنفس إذا تعودت علي شئ ألفته واستساغته ، وتبلد شعورها ، فلا تنهض لمقاومته حتي ولو كان فيه الردى .
ولا أدل علي اتباع أعداء الإسلام تلك القاعدة من وصية القديس " زويمر " :" ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة .
وللحديث بقية ....