أخلاقيات العمل
201
٢
الفصل الأول
المدخل إلى الأخلاق فكرا وممارسة
المبحث الأول
:
١
. معنى بعض المصطلحات ذات العلاقة:
•
التقاليد: مفردها تقليد ، وهو محاكاة شخص لسلوك معني سواء بإقناع به أو بعدم
اقتناع على هيئة التقليد الأعمى ، وبعد أن يرسخ هذا التقليد أو ذاك في تصرفاته
يتحول إلى عادة طيبة أو سيئة.
•
العادات: مفردها عادة ، وهي سلوك متكرر يمارسه الشخص سواء كانت هذه العادة
طيبة أو سيئة ، وذلك مثل عادات الأكل والشرب واللباس والتدخين وكيفية التحدث
مع الآخرين.
•
القيم : تعود إلى مجموعة عادات حظيت بقبول واسع واحترام من أكثرية المجتمع
بحيث أصبحت قيما محددة لهم ، وهي ترمز إلى السلوك الذي يمارسه الشخص
بإقناع بأهميته في حياته الخاصة والعامة بحيث يحظى بقبول المجتمع له ، أو على
الأقل عدم اعتراضه عليه ، كالقيم الجمالية من شعر ورسم وأدب ونحت ورياضة
وموسيقى وغناء ( مثلا ) كما توجد قيم سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.
•
العرف : هو ما اعتاد عليه الناس من قول أو عمل في تعاملاتهم اليومية ، وهو
نوعان : عرف صالح بحيث يخضع لمعايير الشرع الحنيف وعرف فاسد مخالف
لهذه المعايير .
•
الأخلاق : فهي السلوك الذي يمارسه الشخص باقتناع تام نظرا لأهميته حتى ولو لم
يتفق مع هواه أو مصلحته ، بحيث يصبح الخروج عن القواعد الأخلاقية الملزمة
للفرد والجماعة جرما يعاقب علية النظام ، مثل ضرورة الالتزام بالصدق والأمانة
والعدل والإحساس والشفافية وبر الوالدين والبعد كل البعد عن التكبر والغرور
والاختلاس والظلم والتدليس واستغلال السلطة ، والأخلاق جمع ، مفردها خلق وجاء
في المعجم الوسيط أنها " علم موضوعه أحكام قيمة تتعلق بالأعمال التي توصف
بالحسن والقبيح".
•
أما كلمة أخلاقية فهي" ما يتفق وقواعد الأخلاق أو قواعد السلوك المقررة في
المجتمع"
•
والخلق الفاضل هو أعلي مراتب السلوك الإنساني ، كما أن الخلق السيئ هو أدنى
المراتب وأرذلها . ويتفاوت قدر ومستوى هاتين المرتبتين بين الناس وفقا لتفاوت
العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والثقافات والبيئات والظروف التي تحيط بالإنسان
والتنشئة ( التربية ) بدءا من الخلية الاجتماعية الأولى ، وهى الأسرة التي ينشأ فيها
الشخص وانتهاء بالمجتمع الذي يعيش فيه ويتعامل معه اختياريا أو إجباريا.
•
أما فيما يتعلق بعلم الأخلاق من منظور إسلامي ، فهو الذي يبحث في حقيقة سلوك
الشخص فردا أو جماعة ، في منظمة عامة أو خاصة ، محلية أو إقليمية أو دولية ،
pad
أخلاقيات العمل 201
٣
لمعرفة ما إذا كان له طابع الأدب والفضيلة فيقرها ويأمر بها ، أو سوء أدب ورزيلة
فيرفضها ويحذر منها ، وفقا لأحكام الشرع الحنيف
. إذا ، هو الذي يهتم بالسلوك
الإنساني الطيب مع الله تعالى أولا ، ثم مع النفس ثانيا ، ومع المجتمع القريب والبعيد
ثالثا .
•
فالإسلام امتدح حسن الخلق وفي نفس الوقت ذم سوء الخلق ، فقال تعالى مادحا نبيه
"
الكريم ( وانك لعلى خلق عظيم ) "القلم الآية ٤
•
كما أكد نبي الرحمة على أهمية حسن الخلق بعشرات الأحاديث مثل قوله" (أمل
المؤمنين أيمانا أحسنهم أخلاقا)
•
ما من شئ أثقل في ميزان " هذا والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ّاله وصحبه
كان خلقه القرّان .
٢
) الفرق ما بين الخلق والعادة:
•
الخلق يتسم بالثبات ، بينما العادة فهي غير ثابتة ومتقلبة.
•
الخلق يتسم بالدوام ، بينما العادة فهي عرضة للاندثار.
•
الخلق يتسم بالشمول ، بينما العادة فهي جزئية.
•
الخلف مصدرة الشرع الحنيف ، بينما العادة مزاج ، وانفعال ، وسلوك شخصي .
•
الخلق دو طبيعة صالحة بعيدة كل البعد عن الضرر بينما العادة يمكن أن تكون
حسنة أو سيئة.
•
الخلق ذو طبيعة تعبدية ، لأنه امتداد للطاعة ، بينما العادة مختلفة ، فإذا كانت
عادة حسنة يثاب صاحبها عليها ، وإذا كانت سيئة ، يجارى عليها بقدر سيئة.
•
إن الخلق لا يعبأ بالمجاملات ، بينما العادة تخضع للأخذ والرد والمجاملات
•
إن الخلق الإسلامي واقعي وعملي ، وليس خياليا ، بينما يمكن للعادة أن تكون
خيالية وغير واقعية .
٣
) متى يصبح السلوك الحسن خلقا؟
يصبح كذلك إذا كان هذا السلوك
:
•
اختياريا وليس مفروضا.
•
بحرية وليس بضغوط.
•
دائما وليس مؤقتا.
•
ضروريا وليس عاديا.
•
يعمل به الأكثرية من المجتمع ، وليس خاصا على أحد أو فئة معينة.
pad
أخلاقيات العمل 201
٤
المبحث الثاني
بعض ما قاله الغرب عن الأخلاقيات
:
•
سقراط ( ٣٩٩ ق . م ) ربط بين العقل والفضيلة ، أي كل ما يقبله العقل
محمود ، وما يرفضه مذموم.
•
أفلاطون ( ٣٤٧ ق . م ) نادي بالمحافظة على الخير الأعلى والأفضل ،
والتخلص من الأدنى بالقضاء عليه.
•
أرسطو( ٣٢٢ ق . م )تحدث عن الخلق الوسط دون علو أو تدني ، وصولا
إلي السعادة ، ممجدا الشعب اليوناني كسيد ، وغيرهم عبيد.
والسؤال هنا هو
: هل يمكن قياس الأخلاق بأي من هذه المعايير اليونانية القديمة التي
تعتبر أصلا فلسفيا لأخلاقيات التفكير الغربي الحديث ؟؟
التعليق على قول سقراط
:
والجواب ببساطة ، كلا
. لماذا ؟ لأن العقل ومدى استيعابه واقتناعه بسلوك معين بأنه
فضيلة ، لا يستقر على حاله في كل زمان ومكان ، وبالتالي ما هو معقول في الهند
مثلا لا يتوقع أن يكون كذلك في أفريقيا أو في أوروبا أو في أستراليا أو في
غيرها . وكذلك الحال في السن ومستوى التعليم والعقيدة والميول .
والخلق كما سبق تعريفه ، هو الدين والسجية والطبع الحسن
. وإذا حصل أن
تعارض العقل مع الدين وهذا لا يحصل مطلقا فان العقل هو التابع ، والدين هو
المتبوع ، لماذا لا يحصل مطلقا ؟ لأن الدين والعقل من لدى الخالق الحكيم الخبير.
وقد ورد في كتابات بيجوفيتش
( رئيس البوسنة والهرسك ) أن التعارض بين ( العقل
)
والأخلاق ( الدين ) ينعكس في الحياة اليومية في العالم مثلا يقبل الإخصاب
الصناعي ( المفتوح ) لأطفال الأنابيب ، والقتل الرحيم ( والاستنساخ ) ولكن كل
شخص أخلاقي يرفض هذه الأمور باعتبارها أنها مناقضة للمبدأ الذي تقوم عليه
الحياة الإنسانية . وبالتالي فان الدين يرفض الحياة الصناعية أو القتل (أوالاستنساخ )
: لأن الحياة والموت ملك لله تعالى لا للإنسان.
التعليق على قول أفلاطون
:
إن ما دعا إليه أفلاطون في هذا الصدد هو أن الأخلاق العملية تحبذ الإنسان الأقوى
والأفضل والأغنى ، ونبذ الضعيف والمريض والفقير والعاجز
. وّاثر التخلص منهم
لأنهم يستهلكون ولا ينتجون ويأخذون ولا يعطون .
فأي أخلاق هذه التي تشجع على التخلص من الضعفاء والفقراء والمرضى ، العجزة
، وتحرص على الأقوياء والأغنياء والأصحاء
.
التعليق علي قول أرسطو
:
أنه من المضحك المحزن أن يردد بعض المفكرين العرب أراء أرسطو ويصفوها
بالحكيمة ، بينما هو نادي بالتمسك بالموقف الوسط في التحلي بالأخلاق دون علو أو
دنو
.
pad
أخلاقيات العمل 201
٥
والسؤال هنا هو
: كيف يكون الشخص ذا خلق وسط في الصدق مثلا ؟ هل يمكن
تصور أن يكون الإنسان نصف صادق ونصف كاذب ؟ أم يكون نصف صالح
ونصف طالح . أم طيب في النهار سئ في الليل . المهم عنده هو ، أن يشعر الإنسان
بالسعادة ولذتها ، فإذا تحقق له ذلك ، فانه لا يعاني شيئا في مسألة الأخلاق ، فهي
تسير على هواه وتصب في مصلحته . ولهذا مجد أرسطو اليونانيين وذم غير
اليونانيين الذين اعتبرهم بربرا فسقطت نظريته منذ اللحظة الأولى بسبب أساسها
العنصري.
ويقول أندريه كرسون
: انه دب شك عميق بين صفوف بعض الفلاسفة في الطريقة
التي تفهم بها الأخلاق . أي تعاليم المسيحية ، وذلك لأسباب :
•
تناقص النصوص الدينية من خلال تفسيرها تفسيرا مستقبلا ، غير خاضع
للسلطة الدينية القائمة.
•
تناقض الفلسفة القائمة على الدين .
•
تقرير الطابع الاجتماعي للأخلاق .
•
سلوك رجال الكنيسة الذي كان مشوبا بجدال حول المسائل الإلهية الأخلاقية
وقد توصل البحث العلمي في الغرب في مجال العمل إلى ثلاث نقاط مهمة
للمديرين ، ويمكن توضيحها في الأتي:
١
. صعوبة الضغوط الآتية من أعلى ، والتي تجبر المرءوسين على الموافقة على
وجهات نظر تختلف عن وجهات نظرهم ، وعلى توقيع وثائق مزورة ،
وغض النظر عن تجاوزات رؤسائهم وما شابه ذلك .
٢
. تفاوت الإدراك الحسي بين الفرد والآخرين . أي أن المديرين يرون أنفسهم
أكثر أخلاقا وتمسكا بالآداب من موظفيهم ، مما يسهل عليهم تبرير أخطائهم
وانحرافاتهم.
٣
. الانزعاج من الغموض الذي لا يمكنهم من معرفة الحلال والحرام باقتناع ،
مما ينتج عنه الوقوع قي مشكلات أخلاقية وأدبية في مجالات أعمالهم.
وإجمالا فان أخلاقيات العمل تعني
" مجموعة من الواجبات والمسئوليات والسلطات
والاختصاصات التي تهدف إلى غرض معين والتي يؤديها الفرد من الموقع الذي
يشغله فعلا".
وتعتبر آداب سلوك المهنة
( الوظيفة ) أحد أشكال الرقابة ( الذاتية ) والاجتماعية
التي يمارسها المجتمع الصغير المكون من العاملين في هذه المهنة ".
pad
أخلاقيات العمل 201
٦
؟ א
؟
؟
؟
دة وإذ ا ينا بج ن س ز اب روع مرآ د ف ى أح ذهاب إل إذا ماعليك إلا ال
رقم
٠٥٤٢٣٩٣٩١٦ ى ال صال عل ك الات دة يمكن ارج ج آنت من خ
دة أو ة ج ارج مدين دة خ للتعرف على وآلائنا ومراآز البيع المعتم
إرسالها إليك خلال ٤٨ ساعة
«
في حالة انشغال الخطوط أو عدم الرد »
أرسل رسالة على الجوال
٠٥٤٢٣٩٣٩١٦ بالمواد المطلوبة والاسم والمدينة
مركز ابن سينا
فرع الجامعة
:شارع عبدالله السليمان – بجانب محطة منار الجامعة أمام كلية الهندسة
ت: ٦٣٣٣٣٥٨ ج: ٠٥٤٢٣٩٣٩١٧
−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−−
فرع السليمانية
: شارع عبدالقدوس الأنصاري أمام مركز الواحات
٦٢٩٠٧٠٤ ج: ٠٥٤٢٣٩٣٩١٦