الموضوع: تذمر ,,
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 14-11-2008, 02:59 AM
الصورة الرمزية شــفــافـــة

شــفــافـــة شــفــافـــة غير متواجد حالياً

حبك بـ قلبي و جوّا الروح

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,036
افتراضي رد: تذمر ,,


((تَــذَمّــر ٌذَاتِــيّ))



في داخلي تجويف عميق بحجم أفكارهم التي زرعوها في رأسي
واجتثثتها منذ تمرُّد!

عقلي مازال مترعاً بما لُقنت منهم..لم أستطع بعد التخلص
من ترسبات الجاهلية...

لم أستطع أن ألقي في مسامعهم كلمة حق أو تساؤل
يراودني عندما أرى التناقض يُمارس على عقولنا الطريّة
فهم لايناقشون من يختلف معهم بل يرجمونه ويدعون عليه
لأنهم يخافون من تعرية فكرهم أمام الناس فهم يعلمون يقيناً
مدى هشاشته...


فكر ضال متطرف سيطر على كل المدارس التعليمية في بلادي
وحتى الإعلام لم يسلم منها
فأوهمونا أن للتوجه هندام ....وللمذهبية رداء
وللدين ستايل
إما أن تكون مثلهم ... أو لقنوك الدرس جيداً بالعصا

ثقافة لا تعرف سوى التبعية والعنف والإقصاء وتمجيد الأولياء الصالحين
وعدم الإعتراف بأي اجتهادٍ غير اجتهادهم

أشفقت على حالي كثيراً الآن
تذكرت طفولتي البائسة وسط تلك المعمعة
وأفكار أرضعونا إياها لا تحمل سوى بصمة السطحية والغباء
تذكرت مرة أُجبرت فيها على توقيع محضرٍ أخلاقي وأنا مازلت
ابنة التاسعة....!!!
لأني تراشقت بالماء مع صديقتي في لهو طفولي!

تذكرت صديقتي ابنة الحادية عشرة عندما زوجها أبوها
لرجل طاعنٍ في السن...كان حفيد زوجها يقلّها من المدرسة!!!

وكل تلك الممارسات كانوا يكبلونها بسلاسل
إمام مباح شرعاً أو محرم شرعاً...ولاشيء سوى ذلك
لايراعون ظرفاً إجتماعياً أو سيكيولوجية طفل
بل يتمادون بسلبنا طفولتنا...
عند بلوغنا سن العاشرة قالت لنا معلمة تتحدث باسم الدين :
(( الآن أصبحتن نساء رسمياً))...ومازلنا غارقين بخيالات الطفولة
ولم نعي مغزى الحديث إلا عندما صارت تحدثنا عن حقوق الزوج!!


تذكرت أيام بداية الصبا في تلك البيئة الغير صحيّة فكرياً
وثقافياً
تذكرت في تلك الأزمان عبثهم بعقولنا ...وتخلف يزرعونه عنوة في أذهاننا

يكذبون باسم الدين...ويخترعون القصص الوهمية في سبيل الدعوة
... ويقولون الكذب حرام!
لم يخاطبوا يوماً عقولنا... بل كان دوماً يحاولون تأجيج عواطفنا الدينية
حتى إذا بهتت تلك العاطفة يوماً لانجد مايعيدنا إلى الصواب
غير حديث عن العواطف والمشاعر والموت!
خطابهم دوماً يطفح بالسجع والمحسنات البديعية والقصص المؤثرة
الباكية ... وإن بحثت عن منطق في أحاديثهم ولّوا وجههم أو تعذّروا
بأن البحث عن الغيبيات لايجوز...!
لا أذكر أني في ذلك المعتقل قد حضرت محاضرة تتحدث عن إشكالية
العصر الحالي ومذاهبه الفكرية وتطلعاتنا كمسلمين نحو المستقبل
كل حديثهم كان غارقاً في الماضي وفي تمجيد الرموز والحث
على اتباع خطاهم...ولاشيء للحاضر .... والمستقبل لايعرفون له طريقاً
تظنهم قد خرجوا من آلة الزمن إذا خطبوا...فحديثهم دوماً في الماضي السحيق


تذكرت في طفولتي حديث الموت والرعب والدماء
وأيام لم يهناء نومي فيها ... وكوابيس تتوالى على صحوي ونومي
والأمراض النفسية التي خلفتها جلافتهم
وجهلهم بمباديء التعامل مع الأطفال
تذكرت تلك الرعشة التي تعتريني عندما أرى من يسمونها معلمة
تضرب من تمارس طفولتها علناً!... وليته ضرباً هيناً..
بل كانوا يضربون بعنف محتلٍ يبيح لنفسه هدر الدماء بحجة الفتوحات
والتحرير!!!


تذكرت الحديث عن المخدرات وأن الداعية علّمتنا أن الغراء
يصبح مخدراً عند شمّه بكثرة ...ولم أكن حينها قد أكملت سن العاشرة
أتذكر أنني بعد المحاضرة الدعوية ((التوعوية)) ركضت إلى الشنطة
وأخرجت الغراءبكل فضول الطفولة ...أخذت أشْتَمّه...ولم يحدث لي شيء
ثم عدت إليها ركضاً لأخبرها أنها أن أخطأت ! ..فقالت لي إياكِ
أن تجربيه ... لكن غرائك ( مو ماركة أصلية )...
فعدت أبحث عن غراء (ماركة أصلية)!!!
ليتهم خاطبونا على قدر عقولنا ... بل كانوا يثيرون فضولنا
وكأنهم يهيئوننا إما لمشروع تمرد (قد يكون سلبياً أو إيجابياً)
...أو مشروع جاهلة لاترى ولا تسمع
غير مالُقّنت في تلك الأزمان!



كانوا يقولون التصوير محرم بكل الأشكال ...قطعوا كل الصوّر
المعلقة على جدران المدرسة... والأعمال الفنية التي تحمل رسومات
ذوات أرواح...
وتركوا صور أولياءهم الصالحين مزيّنةً جدرانهم
والجدران تبتسم ساخرة .... مستهزئة بفكرٍ لايعرف للجمال
معنىً ولا للحق كلمة!


يطبقون ازدواجيتهم علينا باحتراف...فعقولنا مترعة بتخاريفهم المصدّقة

المباح في شرعهم ... شبهة
والشبهة محرّمة من باب درء المفاسد
يُأطّرون الأشياء بإطارين .... مباح ومحرم!

ويتجاهلون القواعد الفقهيه التي لاتدعم توجهاتهم
ويعلمون أن الأصل في الأشياء الإباحة ولكن يأبون إلا أن يضيقوا الخناق
حتى نعاني زهداً إجبارياً...
يفرغون العبادة من معانيها عندما يجبروننا على ممارستها بطرقهم العصماء

نشأت في تلك البيئة ... فاعذروا لي جهلي وغبائي وتخلفي
وبقايا ازدواجية تسكنني


ولا تعذروني إذا لم أعلن تمرّدي!!!..
..

 


توقيع شــفــافـــة  

إِنّمَا النّاسُ سُطُوْرٌ كُتِبتْ....لَكِنْ ,, بِـ مَاءْ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

رد مع اقتباس