
16-12-2008, 03:24 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,729
|
|
حذاء عربي في صدر التاريخ
حذاء عربي في صدر التاريخ
وهكذا تم توديع جورج بوش بالحذاء.
ففي حركة غير متوقعة بتاتا قام أحد الصحفيين العراقيين أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد جورج بوش ببغداد في زيارته الوداعية بقذفه بالحذاء وعندما لم تصبه الفردة الأولى تمم الصحفي تسديدته بالفردة الثانية. وكون الفعل ينم عن كره أو حقد أو موقف ضدي إلا أنه في نهاية الأمر فعل لاحضاري بتاتا، فهو فعل انفعالي ليس له من أثر على مستوى التأثير سوى إظهار حالة كره متجمعة في قلوب ملايين من البشر أراد الصحفي أن يكون الحذاء عنوانا لها.
لكن التاريخ سيمسك بفردتي حذاء الصحفي العراقي ليضيفها لحذاء الزعيم السوفييتي خروتشوف الذي قرع بها منصة هيئة الأمم المتحدة وهو يتحدى أمريكا إبان اشتعال الكراهية بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي.
حيث ذهبت المواقف وبقي الحذاء معلقا في صدر تاريخ العلاقة الأمريكية السوفييتية ليقول إن الحذاء عبر عن الكراهية.!
وحذاء الصحفي العراقي سيدخل التاريخ كتحية وداع لرئيس أمريكي جلس في البيت الأبيض مبتسما لانتصاراته يرقب لحظة تاريخية بمحاكمة أول زعيم عربي وشنقه حتى الموت بعد احتلال أرضه وتجويع وتشريد أهل الرافدين كما فعل صدام تماما وإن فاقه في العدد والكيفية. وأراد السيد بوش أن يمحو تلك الإهانة ويقلل من أهمية ما حدث فقال: يحدث هذا عندما يكون هناك مناخ للحرية. وهي كلمة حق أريد بها تثبيت باطل، فأي مناخ حرية جلبته أمريكا للعراق.؟ وسنرى هذا المناخ حين نتابع ما الذي سيحدث للصحفي العراقي. وبعيدا عن الغوص في تلكؤ أمريكا من الانسحاب وإنهاء احتلالها للعراق الشامخ، دعونا نقترب من ملامح السيد بوش في زمنين مختلفين وفي حادثتين تلقاهما من أيدٍ عربية جعلت ابتسامته المشتتة أصلا تبدو في غير موقعها الطبيعي.
حدثت الحادثتان في استقباله ووداعه، إحداهما مع توليه لرئاسة الولايات المتحدة حين تم تدمير مبنى التجارة الدولية وكان استقبالا صارخا ليس لدى السيد بوش تدريب مسبق بما يجب فعله، فظل محلقا في سماء أمريكا يدير البلد من طائرته السابحة في الجو، وكانت صفعة أربكت ملامحه كثيرا، بينما جاءت الحادثة الثانية (قذف الحذاء) بعد أن غدا متمرسا لمجابهة غضب العالم أجمع لذلك راغ عن التسديدتين اللتين وجهتا إليه إلا أن ابتسامته هي التي ثبتت في الموقعتين (وثبوتها هنا بمعنى تشابهها في الحالتين: ابتسامة مشتتة مرتبكة غير مصدقة لما حدث).
هذا الفعل العربي لم يتعلم بعد كيف يقدم صفعاته، ففي السياسة عليك أن تجرح خصمك مع إبقاء ابتسامته مشرقة ناضجة لكن الفعل العربي يريد دما أو إهانة وهاتان البوابتان ليستا صالحتين للولوج إلى العصر.
المهم دخل الحذاء العربي التاريخ.
بقلم الكآتب عبدهـ خآل

|