رد: سَآجٌمعُ بَقايا آنفَاسِي لأعُودَ إلِى عَالمي رُبما آشّتَاق إِلي ...!!
كان هناك ثلاثة إخوة يتحاورن فيما بينهم
الأول اسمه عمل والآخر طموح والثالث اسمه تخطيط .... فقال عمل : قد سئمت الروتين وتعبت من الجلوس ولا بد لنا من إنجاز أي شيء
فرد عليه طموح وقال : نعم صدقت ... وكعادته أخذ يحفزه ويحمسه حتى كاد (عمل ) أن يشق الأرض أو يصعد السماء من الحماس ، بينما كان تخطيط يمسك بالقلم ليرسم له خطة جديدة بعد أن رسم قرابة خمسين خطة في غضون أسبوع
فقال عمل بعد أن فتح النافذة وأطل منها .... الآن يجب أن ننطلق للنجاح والارتقاء ثم صاح بهم طموح الآن الآن هيا ......وقرر الجميع أن يتفرقوا ثم يعودوا بعد شهر
خرج عمل من المنزل مسرعاً تسابقه آماله وتدفعه أحلامه يعمل هنا ويجرب هناك ويحاول في هذا يسقط تارة ويتخبط تارات ... وبعد مرور الأيام خارت قواه وتبددت أحلامه بعد أن اكتوى بنيران التجارب الفاشلة
أما طموح فوقف عند باب المنزل يتخيل نجاحاته ويردد بعض قصائده المحفزة ويقرأ سير الناجحين ويبث الحماس في جيرانه ويخبرهم بنيته وطموحه ورغبة في الارتقاء والإنجاز وكانت كلماته الرنانة مليئة بعبارات العاجزين ( ودي وياليت وأتمنى وأرغب وأحب ويحمسني ويعجبني ويلهمني ويدفعني ....)
أما (تخطيط) فما زال في غرفته يخطط ويدرس ويستشير ويتوانى وينتظر الفرصة المناسبة للخروج ... شعاره( سأفعل ) وقانونه( طلب الكمال ) و قاموس ألفاظه لا يخلو من عبارات التردد والخوف والمبالغة والحذر وسوء الظن والتشاؤم
فعمل بلا تخطيط عناء وتخطيط بلا عمل هباء .. إن الطموح بلا عمل يشعر الإنسان بالتوتر ويفصله عن واقعه ليعيش داخل عقله تخدعه الأماني وتحجب رؤيته الرغبات وتخدره الأحلام...انقضى عمرهم كما انقضى ذلك الشهر ...! لا شيء سوى أنهم استمروا في لاشيء .....
( ياسر الحزيمي )
|