::] فــُـصولْ مَخفية 2 [::
/
" بَعضُنآ كـَ الحِبر ، وَ بَعضُنآ كـَ الوَرق ،’
فـَ لَولآ سَوآدِ بَعضنآ ، لـَ كآن البيآض أَصم !
وَ لَولآ بَيآضِ بَعضنآ ، لـَ كآن السَوآدُ أَعمى ! "
- اسمي مسيفر وَ أُعرَف بـِ " أورينة " ، نَحن الآن فِي غرّة رمضآن مِن عآمِ 1419 هجري. السَآعة الثَآلثة صَبآحاً ، وَ أبي يُحرر بَلآغ فِي قسم جنآيآت المعآبدة بـِ اختفآء ابنه " مسيفر" ، عَن البيت لـِ مدة يومين بدون أي اتصآل. بـِ الأمسِ القَريب وَ قَبل ستة شهور بـِ التمآم. تَم إحآلة ابنه الأكبر " سآفر" إلى قسم مكآفحة المخدرآت لـِ حوزته 50 جرآم مِن الحَشيش المخدر أثنآء حَملة التفتيشآت المفآجآة. ابنه سآفر يعمل حآرس أمن فِي إحدى الفنآدق المجآورة لـ الحرم. أبي أُمي لآ يقرأ وَ لآ يكتب ، وَ لم يُكمل الثآنية ابتدآئي ، لم يَلبث إلآ وَيكتب فِي المرور ، لـَ يشغل تقآطع ريع ذآخر وَ الملآوي بـ صآفرته ذآت الصوت الصآخب الرتيب ، يُشير بـِ كلتآ يديه في كلِ ظهرية لـِ ينظم سَير المركبآت. أُمي لآ أذكر عنهآ شي ، سِوى الصورة الدآئمة التي أعرفهآ عنهآ ، شرشف الصلآة القديم ، وَ السجآدة الطآهرة. إنهم عطوفآت يدآرون عنآ وَ يتحملون عصبيتنآ ، أختآي.
- كنآ نسكن إحدى حوآري الجميزة ، التي كآنت غآرقة متمرغة فِي وحل مِن الإنحطآط الأخلآقي وَ الجهل المركّب. ممآ أدى وَ بشكل أشبه بـ الطبيعي إلى تغلغل الحِس الإجرآمي بين جدرآن منآزلهآ وَ حيطآن أسوآرهآ. كآن الحي شعبي وَ البيوت مجرد تجمعآت أخشآب وَ كومة من الإسمنت غير المشطب. بـِ الرغم من أنّ أطهر البقآع لآتبعد عنا سوى " قذعة عصآ " وَ صوت الأذآن يصدح بـ عمق معآنيه ، كـَ هآلة من متموجآت الصوت العذب تغمر حآرتنآ خمسة مرآت ، إلآ أنّ القلوب قد تغآفلت عن ذكر الله.
- رَمضآن أوشك ، وَ أنآ ذو العآشرة من عمري ، كنت قد انزلقت وحيداً وَسط أجمة سويدآء النفس السآئبة. فـ أصبحت كـ المقيد أسير لـ ( تمتير ) الشوآرع مع ثلة من المشآغبين الذين قد اعتادوا السرقة حتى أصبحت لهم كـَ الهوآء الذي يُستنشق ، كنآ أقرب إلى " لصوص المودآت ". كنت أغيب عَن البيتِ أيآم ، وَلكن قبل ذلك دعوني أقصص عليكم وَ أكمِل القصة فوق.
- قَبل 12 سآعة مِن إقدآم أبي لـ تحرير البلآغ ، أي أننآ في السآعة الثآلثة ظهراً. كنّآ قد أحبكنآ الخُطة ، وَ أعددنا العدة وَ كنا نُوجه مِن قِبَل المثل الأعلى لنآ ، جآرنآ " سويفر " الذي كآنت له كآريزمآ قوية ، بَل مُرعبة وَ مثيرة. كآنت الخُطة بَسيطة جداً ، سَرِقة " جعبوص " المزود الأكبر لـ الحآرآت الخمس - دون ذكر أسمآء - . وَ بمآ أننآ محترفون - وَ نحن فعلاً محترفون - ، رغم صغر السن إلآ وَ قد أتممنآ العهدة عَلى أن تبدأ المهمة عند السآعة العآشرة مسآءً حينمآ نجتمع كلنآ فـ حوش أغنآم صديق سويفر " عرقول ". كآن هـ الحوش عَلى خطِ العوآلي وَ بطحآء قريش. وَ لكن عميقاً جداً يغطيه كثآفة مِن الكثبآن الرملية وَ الجبآل التي ترقبنآ بـ سخريةٍ وَ صمود.
- أكمل العَقرب دورته التآسعة ، وَ آذنت السآعة وَ تثآئبت بـِ ملء أقدآرهآ ، وَ دقت الثآنية عشر منتصف الليل بـ صوتٍ مزعج يتردد في نقطة بعيدة وَ بعيدة جداً ، تحت وَ تحت عميقاً في ظلمآتِ الصدور. بـِ حشرجة متقطعة وَ أنفآسٌ رآحلة تَمتم أعزّ أصدقآئي كلمآته ( لعنبوه طعني ، يـ ويلآآآه ، تكفى مسيفر خذني عنهم و أزجلهم عني ).
::
- آسف لـ عدم إكمآل القصة. وَ ذلك لـ عطب فـ الذآكرة ، وَ شرخ لآ تدمله الأزمآن. القصة حَقيقية وَ الأسمآء وَهمية. وَ لكن لحظة !! المَغزى ؟ ، نَعم مـَ المغزى ؟!
- المَغزى يـ أخوآن / مَهمآ سَقط الإنسآن كَثيراً ، وَ تآه مديداً ، وَ غفل عمياناً أبدياً ، مهمآ تغلف بـ البؤس مهمآ تنآدى إليه الشقآء وَ العذآب وَ الضيآع ، مهمآ دنآ عز العَزيز وَ مهمآ ذهب اللبيب بـ لبهِ. بـِ إمكآنه النهوض مرتن أخرى. فـ هنآك دوآفع تحرك مكآمن الخير فينآ بدون مآ نشعر. هنآك الأب المسكين وَ الأم الدآعية الصبورة وَ الأخوآت الحآنيآت. هنآك الصوت العذب الرقراق المنسآب الذي يَستنطق حتى الجمآد. هنآك الأصدقآء الأوفيآء. هنآكَ الفجر المستيقظ وَ الشمس الشآرقة وَ الطير السآرية ، هنآك الملآيين من عـُـقــَـدِ الخير وَ نوآصي الطمأنينة. وَ سـَ أقول كمآ قآل العقآد : لآ يَكفي أن تكون في النور كَي ترى ، بَل يَنبغي أن يكون بـِ النور مآترآه. فـ اجعل الخير أمآمك دوماً ، لـ تتبع طريق السلآمة دون أن تشعر.
- مسيفر / أطيب خلق الله ، الإبتسآمة عليه فأل خير وَ هو بهآ دوماً. شخص مغآير تماماً الآن.
- سآفر / لآ يبتعد عن أخيه. يريد أن يكف نفسه وَ عيآله بـ الرزق الحلآل. و هو من المهتدين.
- سويفر / لآ أعرف عنه شيئاً.
- جَعبوص / بين القضبآن.
- عرقول / لآ أعرف عنه شيئاً.
::
دُمتم وَ دآمت أفرآحكم ،‘
و كل عآمٍ وَ أنتم بـ خير ،’


التعديل الأخير تم بواسطة * تركي * ; 31-07-2011 الساعة 06:48 AM.
|