ننظر إليهم ونتعجب من حالهم
دائما نجدهم على فرح وسرور
وأوضاعهم مستقره
وجوه كثيره نلمح تقاسيم وجهها
فنحكم عليها منذ الوهلة الأولى
إبتسامات ساحره وضحكات عاليه
تراهم دائما بهذه الحاله
ترثي لحالك وتقول :
لما لا يحملون هما مثلي
ولما لم تعطيهم الحياة ألوان الحزن كما أعطتني
تراهم بداخل ينزفون
ومن الألم يشكون
ومن كأس المرارة يشربون
ولكن لا يعلم بذلك عنهم الإثنان :
رب ينادونه بسحر وقلب يحمل الأثقال بسعة بالغه
طفل تغمره السعادة
دائما تراه محفوفا بالألعاب
وتمسك بيده تلك المرأة العطوف
فتتحسر أعين المحرومين من أمهاتهم
ويقولون ليت لنا أم مثل أمه تحفنا بحنانها
تجد ذلك الطفل ليس أوفر حظا منهم
فلا أب له ولا أم
بل لا نسب له
خلق ليرتمي على تلك الطرق
التي إعتادت أن تضم من أمثاله الكثير
عروس تتألق بجمالها وكامل زينتها
ينظر الكل إليها بذهول
ويتعجبون من جمالها الفتان
والمصحوب بتلك الإبتسامه البسيطة
فتهمس الكلمات في وسط الضجيج
يال سعادتها وفرحتها الواضحة على محياها
تجد قلبا يعتصره الحزن
وعينان لم تفارقهما الدموع
منذ وداع من أحبت وحتى
زفت لغيره طماعا أو غدرا من حبيبها الذي تركها
أو إختلاف الطريق بنظر أهلها.
أم صبور تسكن لشهور زوايا
تلك الدار البيضاء والتي تنطلق منها
روائح الأدوية والمطهرات
تسهر على طفلها المريض
يتوافد عليها الجميع
لينظروا لطفلها المريض
بدافع الدعاء له ودعمها بكلمات الصبر .
تجد قلوبهم وأعينهم تحكي ما أبت
أن تلفظه أفواههم
يقولون بعد خروجهم الممات أفضل له
لماذا تفني عمرها هنا على أملا مقطوع
والبعض يقول الحمد الله حالنا أفضل من غيرنا
أي يأتون ليجدون أن مصابهم أرحم من مصابها
فتتجد الحياة امامهم .
شاعر متميز بروعة ذائقته
وجمال أسلوبه
يحسده البعض ويغبطه الآخرون
تصلك أحاسيسه بمجرد القراءة لأبياته
يقول كل من حوله : ليتني اجيد طريقته في الكلام
تجده كان سعيدا
كان نشيطا مرحا
حتى تعرض لمعاناة
فقد حبيب أو وداع أو تحطيم لذات
فتفجر بداخله ذلك البركان الخامل
وتحول لابداع أخرس صوته
وأيقض قلمه
لينثر أحاسيسه على سطح الواقع
مخبئا ألمه بين السطور
فلا يقرأه ولا ينظر إليه إلا من عانى مثله
لتدمع عينيه معه
والبقيه تعلو أصواتهم بتكبير والتصفيق
على روعة المعاناة التي لم يصلهم منها
إلا ما وافق هواهم من أسطر الغزل أو المدح .
لا تنظر لأي شخص من قالبه الخارجي
دون أن تندمج مع داخله
ولا تحكم فتخطيء فتندم
فما ينفع الندم حين تفترق الأروح .