أسعد الله مساءكم
أحببت أن أطرح موضوع من منظور نفسي كوني أعشق هذا المجال ولا أدرسه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
يتطلب التعبير عن النفس أيضا أن تكون قادرا على اﻻستناد على ثقة قوية في النفس وفي اﻵخرين وفي الحياة نفسها ..
خﻼفا لﻼعتقاد الشائع الذي يري أن اﻷشخاص الذين هم أكثر راحة في حياتهم الشخصية والمهنية ليس لديهم معدل ذكاء يفوق المتوسط، بل أولئك الذين يعيشون عﻼقاتهم اﻻجتماعية بوئام مع اﻷخرين، الذين يعرفون أن يفرضوا أنفسهم ويعرفون كيف يحصلون على ما يهتمون به دون أن يصدموا المحيطين أو يتﻼعبوا بهم.
كيف يمكنك إذن تطوير التعبير عن نفسك بشكل مثالي..؟؟
يري العالم النفساني "أبوريت هنريط" أن المرء يظل وفيا كثيرا لسلوكياته الغريزية في مواجهة الصعوبات التي يقابلها في العيش مع رفاقه، وأكثر ما يتأتي منه حيال ذلك بطبيعة الحال هو الهروب (الخضوع، قبول ما ﻻ يمكن قبوله، الشكوي، اﻻنطواء علي النفس...) أو الهجوم (ممارسة الغضب، اﻻحتقار، اﻹهانة، أو الضرب...).
الهروب أم اﻻعتداء..؟؟
ﻻ يخلو سلوك الهروب والسلبية والتفاني القسري من اﻻنزعاج المادي والنفسي العميقين، أما عن السلوك العدواني، فإنه يضعف العﻼقة مع اﻵخر من خﻼل التسبب في انعدام الثقة والخوف واﻻنغﻼق والتخلص منه.
في الطرق اﻷولية التي نعمل بها (حيث يكون الذكاء والمنطق خارج دائرة العمل) ﻻ نختلف مطلقا عن الحيوانات، و لسنا بعيدين عن سلوكيات طفل صغير يسعي للحصول على ما يريد، وﻻ نعرف في المقام اﻷول إﻻ البكاء أو الغضب.
وكيف يتصرف الطفل إذا لم تكن دموعه ونوبات الغضب كافية لجذب اﻻهتمام، وإذا كان ﻻ يشعر بالرضا حيال تلبية احتياجاته ورغباته، فسوف يسعى للحصول على ما يريد بطريقة غير مباشرة أكثر من خﻼل المكر أو اﻹغواء، ويظهر وسيلة أخرى للعيش في عﻼقة واحدة لﻶخرين ، أﻻ وهي التﻼعب.
الوعد ومخاطر التﻼعب:
يمضي المتﻼعب علي طريق الغواية أواﻷكاذيب (بجميع اﻷشكال)، الوعد الذي يحمل في طياته المراوغة والقدرة على التقاط ما نريد، من دون الحاجة إلى طلبه، دون الحاجة إلى التعرض لخطر الرفض، خطر فقدان القوة والسيطرة على اﻵخرين.
ويندفع الشخص إلى أبعد حد وفي الجانب اﻷكثر مرضا حيث نجد "انحرافا" وإن لم يكن ضارا، والمراوغة تكون عﻼمة علي عدم احترام الطرف اﻵخر.
وينصب اهتمام الفرد علي الفوز بمصلحة ما من شخص أو مجتمع أو الحصول على خدمة أو أي منفعة، فما هو مهم هو أن يجعلهم يبتلعون المر، وعلى الرغم من احتياجات وتطلعات أو رغبات اﻷخرين وعلى الرغم مما هم عليه.
وما من شك أن لهذا النهج مزايا علي المدى القصير، وهو السبب على اﻷرجح في أنه شائع جدا "الذي لم يسبق له أن تذوق المرارة يلقي الحجر اﻷول"، علي النقيض وعلي المدى الطويل، من المرجح أن يتعرض الشخص المناور للتوتر الشديد الذي يثيره، والخوف من الضربات التي قد يتلقاها تحت الحزام، ورد فعل اﻵخرين، ورغبته في استمرار موقف القوة والصورة التي ﻻ تتوافق مع ما هو عليه حقا مهما تكلف اﻷمر، ووراء ردود أفعالنا الغريزية وتكيفنا التعليمي، فإننا لدينا وسيلة للحصول علي مزيد من المنفعة ﻷنفسنا واﻵخرين.
فوائد الجرأة:
تسلح بالهدوء حيال التعامل مع الظروف والسلوك الذي يكون أحيانا مزعجاً ممن حولك، ويحتاج ذلك إلى استخدام عدد من قدرات اﻹنسان بشكل صحيح (الوعي، التأمل، القدرة على اﻻحتواء، التعبير عما تشعر به، والتعاطف...)
ويتطلب التعبير عن النفس أيضا أن تكون قادرا على اﻻستناد على ثقة قوية في النفس وفي اﻵخرين وفي الحياة نفسها، والثقة بالنفس ﻻ تعني أن تكون "سوبرمان" أو شخصاً خارقاً، على العكس من ذلك، إنها تعني قبول ما ﻻ يروق لنا، دون التفكير بأن ذلك يمنعنا من تقدير شيء ما أو أن نكون محبوبين، أو النجاح فيما نشرع فيه أو أن نكون سعداء.
وعندما نتمتع بالثقة، يمكن أن نعطيها لﻶخرين ﻷن عﻼقتنا مع اﻵخرين هي مرآة لعﻼقتنا مع أنفسنا، والقائد الجيد على سبيل المثال هو الذي يتمتع بالثقة في نفسه بما يكفي ﻹظهار نفسه كما هو بما في ذلك نقائصه إذا لزم اﻷمر.
وهو أيضا الشخص الذي يعرف كيف يتعامل من خﻼل سلوك الثقة التي يوليها لفريقه وأن يظهرها بشكل فردي وجماعي.
تطوير الذكاء العاطفي:
ماذا ستكون النتائج..؟؟
هي نفسها في وسط أي فريق أو أي أسرة لديها أفراد يتمتعون بذكاء عاطفي حقيقي، أي أولئك الذين لديهم القدرة على أن يكونوا متسقين مع أنفسهم ويرغبون في العيش في وئام مع اﻵخرين، على الرغم من الخﻼفات التي تظهر حتما في جميع اﻷنشطة البشرية.
سنجد إذاً مزيداً من الدعم، والرغبة في التحرك إلى اﻷمام معا، مع نقصان في عدم الثقة والغش، والمزيد من الطاقة واﻻسترخاء والرفاهية للجميع، للبقاء وفيا لنفسك والتعبير عن نفسك في جميع اﻷوقات، فإن ذلك يعتبر تحديا طموحا إلي حد ما.
وتظل الحقيقة أن هذا هو السلوك اﻷكثر إفادة الذي يمكننا القيام به لضمان نجاح عﻼقات الحب أو الصداقات، وحشد اﻵخرين والتأثير عليهم، وجعلهم يشعرون بالرفاهية والراحة في حياتهم.
يكفي أن نكون مقتنعين أننا نعرف كيف نطلب ما نريد بوضوح، والتفاوض بصراحة على عقد ما، ونقول "ﻻ" بحزم ولكن بهدوء، وفض المنازعات، وإدارة الغضب أو خيبة اﻷمل.
هكذا نشعر بأننا أكثر راحة وأكثر قوة، ومفعمين بالطاقة، ولدينا ثقة في أنفسنا وفي الحياة وفي حاﻻت أخرى، وإذا كان اﻷمر كذلك فإنها السعادة بالفعل.
إحساس ناجح |