إدخل لتأخذ العبر
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
ما أكثر ما نتكلم ، وكم من الحروف تخرج من أفواهنا ، وكم يتحرك هذا اللسان الذي بين فكينا ، ولكننا في زحمة هذه الأطنان من الحروف ، والعبارات ، وأن نسأل أنفسنا : كم نطبق مما نقول . لله در ذلك القشيري ، الذي فقه قول النبي _ صلى الله عليه وسلم _، عندما قال : (( من كان يؤمن بالله ،واليوم الآخرة ، فليقل خيراً ، أو ليصمت )) فقد أطال الصمت في أحد مجالس العرب ن فقال له بعضهم : (( بحق سميتم خرس العرب ، فرد عليه : ياأخي إن حظ الرجل في إذنه لنفسه ، وحظه في لسانه لغيره )) 0
وعندما تحول هذه الكلمات بيننا ، وبين العمل ؛ فإنها تكون بمثابة أسم الذي لا يترك للإنسان فرصة ، أن يوصي؛
كما دلنا على ذلك أكثم بن صيفي ؛ حيث قال : (( مقتل الرجل بين فكيه ))
أو قول حليم العرب ؛ الأحنف بن قيس ، عندما تطابقت عبارته ، مع عبارة أكثم ؛ لما ذكر بإن (( ضعف الرجل مخبوء تحت لسانه ))
إننا نحتاج إلى وقفة مع أنفسنا؛ نراجع الكثير مما نتفوه به ، ونقوم بعمل نسبة مئوية بين مانقوله ، وما نطبقه من ذلك القول ، ليتبين لنا الأمر قبل فوات الأوان ، فنكون صرعى لهذه الألسن 0

|