خبير: السعودية ستستحوذ على 13% من إنتاج العالم للبتروكيماويات بحلول 2009
تجاوز إنتاجها العام الماضي 34 مليون طن في 15 مجمعا صناعيا
الرياض: «الشرق الأوسط»
توقع الدكتور عبد الوهاب السعدون، مدير عام قطاع الطاقة في الهيئة العامة للاستثمار في السعودية انه اذا بقيت الوتيرة الراهنة لنمو صناعة البتروكيماويات في العالم، أن تبلغ حصة المملكة نحو 13 في المائة من الإنتاج العالمي للبتروكيماويات بحلول عام 2009. الجدير بالذكر أن 74 في المائة من 59 مشروعاً بتروكيماوياً تم تنفيذها في القطاعات الفرعية لصناعة الهيدروكربونات، هي مشاريع جديدة.
كما توقع السعدون ارتفاع قيمة الاستثمارات في القطاعات الفرعية للصناعة الهيدروكربونية في المملكة إلى 94.4 مليار دولار أميركي (354 مليار ريال) خلال الفترة بين عامي 2004 و2009. وقال إن السعودية قد أصبحت مركزاً عالمياً رئيساً لصناعة البتروكيماويات التي تجاوز إنتاجها 34 مليون طن في 15 مجمعا صناعيا خلال عام 2004.
وبين الدكتور السعدون في ورقة العمل التي طرحها في منتدى آي.إس.إف للبتروكيماويات الذي عُقد في لندن اخيرا، حول بروز المملكة عالمياً كمركز رئيسي للصناعات البتروكيماوية. وقال إن الهيئة العامة للاستثمار بصفتها الجهة المسؤولة عن استراتيجية الاستثمار في السعودية، تواصل بالتنسيق مع شركائها في القطاعين العام والخاص مسيرة الإصلاحات والتطوُّرات الهادفة إلى توفير البيئة المناسبة للاستثمارات في قطاع الطاقة والصناعات المتفرِّعة عنه. وتواصل صناعة البتروكيماويات السعودية النمو بوتيرة مستمرة ومتسارعة، ليمثِّل إنتاجها في الوقت الحاضر نحو 7 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي من البتروكيماويات الأساسية والوسيطة، وتتمتع المملكة بميزة تنافسية قوية في استقطاب الاستثمارات في مجال وحدات تكسير الأوليفينات والمشتقات الناتجة عنها بسبب انخفاض متوسط التكلفة المتغيِّرة والتكلفة الثابتة والأسعار التنافسية والثابتة للغاز الطبيعي. إضافة إلى ذلك، تقوم استراتيجية الطاقة التي تنتهجها الهيئة على الترويج للاستثمار في مجالات عدة للصناعات البتروكيماوية، وعلى تشجيع إقامة صناعات تحويلية لمنتجات البلاستيك الموجهة للتصدير، مما يؤدي إلى توفير المزيد من الفرص الاستثمارية.
وأدت الاستراتيجية المستنيرة لقيادة السعودية إلى صيغة متميزة للاستثمار في صناعة البتروكيماويات، عبر تهيئة البنية التحتية في مدينتي الجبيل وينبُع الصناعيتين وبناء شبكة الغاز من قبل شركة أرامكو السعودية التي شكلت الأرضية الصلبة التي استندت عليها شركة سابك في إقامة مصانع للبتروكيماويات بمقاييس عالمية وبقدرات تنافسية عالية. ومرت مسيرة صناعة البتروكيماويات في المملكة بمحطات بارزة، بدءاً من تشغيل مصنع الرازي للميثانول عام 1983 ومروراً بتحرير الصناعات البتروكيماوية الأساسية عام 1995 ووصولاً إلى مرحلة التكامل مع قطاع تكرير النفط عبر شركة بترو رابغ.
ويعكس الحجم الكبير لاستثمارات كبريات الشركات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية سواء عبر مشاريع مشتركة أو توسُّع في مشاريع قائمة، يعكس مدى نجاح قطاع الصناعة السعودية والثقة المتزايدة للمستثمرين فيه. وشكلت مشاريع الشركات العالمية ما نسبته أكثر من 70% من مشاريع عام 2004 وتكونت تلك التحالفات مع أسماء عالمية مثل إكسون موبيل ExxonMobile، وشل Shell، وميتسوبيشي Mitsubishi، التي سرعان ما لحق بهم مشاريع لشركات أخرى مثل شيفرون فيليبس Chevron Phillips، وسوميتومو Sumitomo، وباسل Basell، وأسيتيكس Acetex.