عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 26-10-2005, 01:16 AM
الصورة الرمزية ليدر أستوديو هبقات

ليدر أستوديو هبقات ليدر أستوديو هبقات غير متواجد حالياً

 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الكلية: كلية تصاميم البيئة
التخصص: عمارة
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
المستوى: متخرج
البلد: امريكا
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,027
افتراضي أيهما أفضل العمرة ( في رمضان ام في الحج )


الذي يرى الازدحام الشديد يظن أن العمرة في رمضان أفضل من أي وقت

إذا كانت افضل من اي وقت لماذا لم يختار الله لنبيه أن يعتمر في رمضان ؟؟

بحق مسألة شائكة

اسمعوا ماذا قال ابن القيم في هذه المسألة في زاد المعاد


فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في حجه وعمره
[ العمرات التي اعتمرها صلى الله عليه وسلم وأنها كانت في ذي القعدة ]

اعتمر صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة أربع عمر كلهن في ذي القعدة .

الأولى : عمرة الحديبية ، وهي أولاهن سنة ست فصده المشركون عن البيت فنحر البدن حيث صد بالحديبية وحلق هو وأصحابه رءوسهم وحلوا من إحرامهم ورجع من عامه إلى المدينة .

الثانية عمرة القضية في العام المقبل دخل مكة فأقام بها ثلاثا ، ثم خرج بعد إكمال عمرته واختلف هل كانت قضاء للعمرة التي صد عنها في العام الماضي ، أم عمرة مستأنفة ؟ على قولين للعلماء وهما روايتان عن الإمام أحمد إحداهما : أنها قضاء وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله . والثانية ليست بقضاء وهو قول مالك رحمه الله والذين قالوا : كانت قضاء احتجوا بأنها سميت عمرة القضاء وهذا الاسم تابع للحكم . وقال آخرون القضاء هنا من المقاضاة لأنه قاضى أهل مكة عليها ، لا أنه من قضى قضاء . قالوا : ولهذا سميت عمرة القضية . قالوا : والذين صدوا عن البيت ، كانوا ألفا وأربعمائة ، وهؤلاء كلهم لم يكونوا معه في عمرة القضية ، ولو كانت قضاء لم يتخلف منهم أحد ، وهذا القول أصح ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر من كان معه بالقضاء .

- 87 - الثالثة عمرته التي قرنها مع حجته فإنه كان قارنا لبضعة عشر دليلا ، سنذكرها عن قريب إن شاء الله .

الرابعة عمرته من الجعرانة ، لما خرج إلى حنين ، ثم رجع إلى مكة ، فاعتمر من الجعرانة داخلا إليها . ففي " الصحيحين " : عن أنس بن مالك قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته

ولم يناقض هذا ما في " الصحيحين " عن البراء بن عازب قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة قبل أن يحج مرتين لأنه أراد العمرة المفردة المستقلة ولا ريب أنهما اثنتان فإن عمرة القران لم تكن مستقلة وعمرة الحديبية صد عنها ، وحيل بينه وبين إتمامها ، ولذلك قال ابن عباس : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر . عمرة الحديبية وعمرة القضاء من قابل والثالثة من الجعرانة ، والرابعة مع حجته ذكره الإمام أحمد .

ولا تناقض بين حديث أنس : أنهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته وبين قول عائشة ، وابن عباس : لم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في ذي القعدة لأن مبدأ عمرة القران كان في ذي القعدة ونهايتها كان في ذي الحجة مع انقضاء الحج فعائشة وابن عباس أخبرا عن ابتدائها ، وأنس أخبر عن انقضائها .

فأما قول عبد الله بن عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربعا ، إحداهن في رجب ، فوهم منه رضي الله عنه . قالت عائشة لما بلغها ذلك عنه يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة قط إلا وهو شاهد وما اعتمر في رجب قط .

وأما ما رواه الدارقطني ، عن عائشة قالت خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة في رمضان فأفطر وصمت وقصر وأتممت فقلت بأبي وأمي ، أفطرت وصمت ، وقصرت وأتممت ، فقال : أحسنت يا عائشة فهذا الحديث غلط فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان قط ، وعمره مضبوطة العدد والزمان ونحن نقول يرحم الله أم المؤمنين ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان قط ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها : لم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في ذي القعدة رواه ابن ماجه وغيره .

ولا خلاف أن عمره لم تزد على أربع فلو كان قد اعتمر في رجب لكانت خمسا ، ولو كان قد اعتمر في رمضان لكانت ستا ، إلا أن يقال بعضهن في رجب وبعضهن في رمضان وبعضهن في ذي القعدة وهذا لم يقع وإنما الواقع اعتماره في ذي القعدة كما قال أنس رضي الله عنه ، وابن عباس رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها . وقد روى أبو داود في " سننه " عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في شوال وهذا إذا كان محفوظا ، فلعله في عمرة الجعرانة حين خرج في شوال ولكن إنما أحرم بها في ذي القعدة .

إلى أن قال:



فصل [ كانت عمره في أشهر الحج ]
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعد الهجرة خمس مرات سوى المرة الأولى ، فإنه وصل إلى الحديبية ، وصد عن الدخول إليها ، أحرم في أربع منهن من الميقات لا قبله فأحرم عام الحديبية من ذي الحليفة ، ثم دخلها المرة الثانية فقضى عمرته وأقام بها ثلاثا ، ثم خرج ثم دخلها في المرة الثالثة عام الفتح في رمضان بغير إحرام ثم خرج منها إلى حنين ، ثم دخلها بعمرة من الجعرانة ودخلها في هذه العمرة ليلا ، وخرج ليلا ، فلم يخرج من مكة إلى الجعرانة ليعتمر كما يفعل أهل مكة اليوم وإنما أحرم منها في حال دخوله إلى مكة ، ولما قضى عمرته ليلا ، رجع من فوره إلى الجعرانة ، فبات بها ، فلما أصبح وزالت الشمس خرج من بطن سرف حتى جامع الطريق [ طريق جمع ببطن سرف ] ، ولهذا خفيت هذه العمرة على كثير من الناس . والمقصود أن عمره كلها كانت في أشهر الحج مخالفة لهدي المشركين فإنهم كانوا يكرهون العمرة في أشهر الحج ويقولون هي من أفجر الفجور وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك .

[ الاعتمار في أشهر الحج أفضل من الاعتمار في رمضان ]

وأما المفاضلة بينه وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر فقد صح عنه أنه أمر أم معقل لما فاتها الحج معه أن تعتمر في رمضان وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة .

وأيضا : فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع ولكن الله لم يكن ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها ، فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره وهذه الأشهر قد خصها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتا لها ، والعمرة حج أصغر فأولى الأزمنة بها أشهر الحج وذو القعدة أوسطها ، وهذا مما نستخير الله فيه فمن كان عنده فضل علم فليرشد إليه .

[ كان صلى الله عليه وسلم يترك العمل خشية المشقة على أمته ]

وقد يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات وبين العمرة فأخر العمرة إلى أشهر الحج ووفر نفسه على تلك العبادات في رمضان مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة إلى ذلك وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصا على تحصيل العمرة وصوم رمضان فتحصل المشقة فأخرها إلى أشهر الحج وقد كان يترك كثيرا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم .

ولما دخل البيت خرج منه حزينا ، فقالت له عائشة في ذلك ؟ فقال إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي وهم أن ينزل يستسقي مع سقاة زمزم للحاج فخاف أن يغلب أهلها على سقايتهم بعده . والله أعلم .



المرجع



محبكم ليدر
رد مع اقتباس