‘
- فِي كُلّ صبَاح ..
أستحمُّ فِيه بماءِ الحمَاقَةِ ! , وأرتَدِي فيه صمتَاً وألفُ حِجابْ !
وأهيّئُ نفسِي للخِذلان .. وأتهيّأ أنا - كَالعَادَة - لأبرّر لَها خطاياي ..
أتنَاولُ قدَحاً مِن كَذبْ , وأستعجلُ لمواقِفِ الحافِلاتْ !
أنتظِر ..
وأنتَظِر ..
وألعَنُ ذلِك السّائِق - الغيرْ مُلتَزمْ -
وأزوّدُ نفسِي بالكثِير من الحقدْ على هذَا اليومْ البَائِس !
- آووه , وأخيراً ( شرّف )
أحملُ حقيبَتِي وأزاحمُ الرّكابْ لأنهالُ على مقعَدي بِقسوَة ..
أفتحُ كِتاباً كُنت قد شممتُ بداياتَه ليلة البَارِحة !
- أهمّ بقراءةِ أوّل سطر , الثّانِي وأبدأ بِفُقدانِ تركيزي ..
أوجّهُ بصرِي إلى النّافِذة , وأقرَأُ عارضَاتِ الدّكاكِين !
وأتأمّلُ النّاسْ .. وأفسّر تقاسِيم وجوهِهم ..
- شيخٌ كبير أنهكَهُ المَرض , شابٌ عاطِلْ , امرأةٌ مُطلّقة , أطْفالٌ فُقراءْ ..
وعَامِلُ نظافَةٍ , وعَاشِقيَنِ أحدُهم خائِنْ !
- وعِندَ الإشَارة القَابِعة عَلى مُفْترَقِ الطّرقِ الرّئيسي تتوقّفُ الحافِلة ,
وأسألُ نفسِي السّؤال نفسَه دائِماً ..
( مَتى يتوقّفْ ذلِك الضّجيجُ المُستمرّ داخِل أذهاننا ) !