أستهلها بكلمة "عفوا" .. أعتذر مقدما وأشنف أسماعكم بأبلغ مقامات الاعتذار عن كتابتي لهذا المقال قبل أن أرى وأسمع أي حدث حصل من كليتنا، فلا أسمعكم الله تلك الأخبار ، كما أعتذر للإخوة المسئولين وأقول لهم: أعدكم بأني لن ولم أتكلم إلا عن واقع.
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله
في عصر تتناما فيه التقنية وتصبح السرعة هي حديث القرن بعد أن كانت النوعية (1800م – 1900م) والتنظيم (1900م – 2000م)ويزداد المرء تعجبا مما هو فيه وما آل إليه هذا العالم كيف أنك في أي مكان من على هذه البسيطة تتحكم في أموالك ، شركاتك ، حساباتك ، دراستك بل وحتى مواعيدك وجدولك في حياتك اليومية فلا تكاد تفيق من هذا الحلم إلا وأنت تعيشه في واقعك ثم ترفع يديك بالدعاء اللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك التي لا تعد ولا تحصى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فكون المرء يعيش في هذا العالم ويعيش معه أمثاله أصبح من السهولة بمكان التواصل مع بعضهم البعض حتى أضحى العالم كقرية صغيرة وأصبح هذا الأمر اعتياديا.
لكن العجب العجاب أن تجد في خضم هذه الأحداث ثلة تعيش في القرن الحجري وتتخذ من كلية الحاسبات مقرا لها وتأخذ حيزا من الأدوس ليس بقليل لا تفقه فيه شيء وبقيت على حالها ووقفت حجر عثرة لا يتزحزح كوقوف حمار الشيخ على العقبة وإن تزحزحت تراجعت إلى الوراء كثيرا.
وإن ما نعيشه خلال هذه الأيام (أيام الحذف والإضافة) ما هو إلا شاهد بسيط ومثال حي على "التخلف العلمي"، وما أريكم إلا ما أرى وليس لي علم ببقية كلياتنا ولكني على يقين أننا الأسوء لأننا نحن من يمثل التقنية المشؤمة إن كانت هكذا.
أردت أن أبين بعضا من مظاهر "التخلف العلمي" وبالتأكيد لي حريتي ورأيي الشخصي ولكن تذكرت أن الصورة أبلغ من ألف مقال ولا داعي لذكر ذلك حفاظا على وقتك أخي القارئ وسأكتفي بهذه
أيا برنامجا طاب فيك الرجاء
وطابت مساعيك والطاء خاء
عظيم المنافع والظاء قاف
كريم بفعلك والميم هاء
وجئت تطل بشتى الوصايا
وأغنى التجارب والنون باء
فقف عند حدك إنا نثرنا
لكشف الخبايا حرف الهجاء
(منقولة بتصرف)
وكما قيل
(على هرطقة أخرى نلتقي)