
01-07-2012, 03:02 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
التخصص: SELF ADMIN
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,472
|
|
فضل شهر شعبان
خصّ النبي هذا الشهر العظيم شهر شعبان بأمور لم يخص بها أي شهر آخر من الشهور فقد كان كما تقول السيدة عائشة{مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﭐسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إﻻَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ }[1] ولما رأوا منه ذلك الحال أرادوا أن يعرفوا السبب فأرسلوا أسامة بن زيد حب رسول الله ليسأله فقال { يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: ذٰلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَـــــيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ اﻷَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ][2]فهو ترفع فيه اﻷعمال ولنا وقفة قصيرة مع هذه الفضيلة هل أعمالنا التي نعملها ﻻ ترفع إﻻ في شهر شعبان؟ ﻻ . أعمالنا يراها الله في نفس اللحظة التي نعمل فيها العمل ﻷنه يطلع علينا ويشهد أعمالنا ويرى حركاتنا وسكناتنا لكنه وهو الحكم العدل أبى أن يقيم لنا قضية في المحكمة اﻹلهية إﻻ إذا شهد عليها شهود وقد كلف بي وبك رقباء كرماء يقول فيهم {كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}ولم يقل يكتبون بل قال يعلمون علماً مسبقاً ما سيعمله اﻹنسان وكثير منا سمع من البعض أن هؤﻻء الكرام الذي عن اليمين يسمى (رقيب) والذي عن اليسار يسمى (عتيد) وﻻ أعلم من أين جاءوا بهذه التسمية إن كان من كﻼم الله فالله يقول واسمعوا واعوا {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} رقيب واحد هو الله وهذا الرقيب عتيد يعني متين في مراقبته فلو كان يقصد الحفظة لقال رقيب وعتيد لكن عتيد صفة لكلمة رقيب فهو رقيب يعلم خفيات السرائر وما بين حنايا الضلوع ونيات القلوب وهو عتيد وشديد ومتين ومحيط في مراقبته أما الذين معنا فقال فيهم نبيكم {يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَﻼَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَﻼَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ}[3] وليس اثنان فقط فقد عدهم بعض العلماء إلى عشرين ملكاً يحيطون بكل رجل منا
منهم الحفظة كتبة اﻷعمال عن اليمين وعن الشمال وهم أربعة اثنان منهم معك من الفجر إلى العصر واثنان من العصر إلى طلوع الفجر ثم هناك من يمشي أمامك وهناك من يمشي خلفك وهناك من يحفظك وأنت نائم فيحفظ عينيك حتى ﻻ تدخل حشرة تؤذيهما وأنت نائم ويحفظ أذنيك وفمك حتى ﻻ يدخل فيهما شئ مؤذي وأنت نائم وﻻ تملك لنفسك أمراً وﻻ نفعاً وﻻ ضراً وهناك الموكل بأرزاقك وهناك الموكل بأنفاسك وهناك الموكل بارتفاع وصعود أعمالك وهناك الموكل بإلهامك يلهمك الخير ويحضك عليه عشرون ملكاً يعملون مع كل إنسان وظفهم لهم ومن أجلهم الرحمن فإذا انتهت حياتك وأتموا المهمة صعدوا إلى الله وقالوا يا ربنا كلفتنا بالعمل مع فﻼن وقد قبضتة إليك فيقول الله لهم كما روى النبي الكريم {إِنَّ اللَّهَ تَعَالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ المُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا مَاتَ قَالَ المَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكﻼَ بِهِ: قَدْ مَاتَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ : سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَﻼَئِكَتِي يُسَبحُوني فَيَقُوﻻَنِ: أَفَنُقِيمُ فِي اﻷَرْضِ ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبحُونِي فَيَقُوﻻَنِ: فَأَيْنَ ؟ فَيَقُولُ: قُومَا عَلى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبحَانِي وَاحْمِدَانِي وَكَبرَانِي وَهَلﻼَنِي وَاكْتُبَا ذٰلِكَ لِعَبْدِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[4]فيعملون لك وأنت في عالم اﻷموات بأمر الحي الذي ﻻ يموت هؤﻻء الحفظة الذين يقول فيهم الله {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} عندما تعمل العمل يكتبه صاحب اليمين إذا كان العمل خيراً يثبته في الحال قبل أن ترجع عنه أو تندم على فعله ﻷنهم كما قال الله كرام ﻻ يتمنون لك اﻷخطاء وﻻ الذنوب واﻷوزار بل يتمنون لك الخير والطيب والعمل الصالح وكرام ﻷنهم يتنزهون عن أماكن الفجور واﻷماكن التي أوجب الله عليك الستر فيها وبها فإذا دخلت إلى الخﻼء لم يدخﻼه معك وإذا نمت مع زوجتك ذهبوا بعيداً عنك حتى ﻻ يطلعوا على عوراتك وإذا ذهبت إلى مكان قبيح دعوا الله لك أن يهديك ويرجعك عن هذا الغي وعن هذا القبيح ثم يسجﻼن العمل بالصوت والصورة والكلمات كتصوير الفيديو ﻻ بل يزيد على ذلك بتكنولوجيا التصوير الرباني يزيد على ذلك ﻷن صورة الفيديو ﻻ تظهر حركات القلوب وإنما تظهر حركات الجوارح فقط لكن الصورة التي يلتقطونها بأمر الله معها نواياك ومعها طواياك ومعها خفاياك ﻷن الله يقول في هذه الصورة يوم الدين {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } تبلى يعني تظهر السرائر التي في القلوب {فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} هل هذا وفقط ؟ ﻻ ولكن عندما يصورون ويلتقطون لك العمل يحولونه إلى جهات شتى وكل جهة لها صورة على هيئة معينة صورة ترفع في الحال إلى عرش الله أنت تصلي اﻵن تخرج صورة الصﻼة التي صليتها على هيئة ملكوتية تتكلم وتسمع وتُبصر وتسبّح الله وتكبر الله وتحمل صورتك وهيئتك حتى تعرج بها في عالم الملكوت فإذا خرجت هذه الصورة وكانت الصﻼة تقية نقية فتحت لها أبواب السماء وكل رجل منّا
له بابان في السماء باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه من الله فتفتح لها أبواب السماء وتخرج كما قال سيد اﻷنبياء {إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَىٰ الصَّﻼَةِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَالْقِرَاءَةَ فِيهَا قَالَتْ حَفِظَكَ اللَّهُ كَمَا حَفِظْتَنِي ثُمَّ أُصْعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَلَهَا ضَوْءٌ وَنُورٌ وَفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ}[5] ثم تمشي سماءاً تلو سماء حتى تصل إلى مستقر عرش الله ماذا تفعل هناك؟ تدور حول العرش وتطوف حوله تردد ما قلته بين يدي الله في الصﻼة مِنْ ذكر وتسبيح وتﻼوة للقرآن وتظل على ذلك إلى يوم القيامة ويكتب لك ذلك كله بأمر الله أين نجد ذلك؟ اسمعوا رسولكم الكريم وهو يقول {إِنَّ الَّذِينَ تََذْكُرُونَ مِنْ جَﻼَلِ اللَّهِ وَتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وتحْمِيدِهِ وَتَهْلِيلِهِ يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِي النَّحْلِ يُذَكرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ أَفَﻼَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ ﻻَ يَزَالَ لَهُ عِنْدَ الرَّحْمنِ شَيْءٌ يُذْكَرُ بِهِ }[6] كل صﻼة صليتها تظل تصلى لك حول العرش إلى يوم القيامة فإذا كانت على الهيئة اﻷخرى أي { لِغَيْرِ وَقْتِها ولم يُسْبِغْ لَها وضُوءَهَا ولم يُتِمَّ لها خُشُوعَها وﻻ رُكُوعَهَا وﻻ سُجُودَها خَرَجَتْ وهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمةٌ تَقولُ: ضَيَّعَكَ الله كما ضَيَّعْتَنِي حَتَّى إِذا كانَتْ حَيْثُ شاءَ الله لُفَّتْ كما يُلَفُّ الثَّوْبُ الخَلِقُ ثمَّ ضُرِبَ بِهَا وَجْهُهُ }[7] هذه صورة. صورة ثانية تتحول إلى جنة النعيم بحسب تخصيص حضرة القدير ﻷن الجنة أعطاها لنا الله وجعلها كأرض ولكل واحد منا فيها نصيب معلوم غير أن بناء اﻷرض وتشكيلها وزرعها وبساتينها وحورها يترجم من عملك الصالح الذي ترسله إلى هناك فالذي يريد أن يُبنى له قصر في الجنة ماذا يفعل؟ عليه أن يبني لله مسجداً أو يشارك في بناء مسجد فقد قال النبي {مَنْ بَنىٰ مَسْجِدَاً لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ- يعني عش طائر - أَوْ أَصْغَرَ بَنىٰ اللَّهُ لَهُ قَصراً فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَ وَيَاقُوتٍ}[8] والذي ﻻ يستطيع يشارك في بناء المسجد وله هذا اﻷجر والذي ﻻ يستطيع يصلي عشر ركعات فقد قال الحبيب {مَنْ رَكَعَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ }[9] والذي يريد الحور يدفع الثمن يدفع المهر ما مهرهن؟ قال فيهن النبي {إِخْرَاجُ الْقُمَامَةِ مِن المساجد مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ }[10] أي الذي يساعد على نظافة المساجد ولو بالمكنسة الكهربائية أو ولو أن يتصل بهيئة من الهيئات اﻻستشارية تأتي لتنظفه من الحشرات وتنظفه من اﻷوبئة وترشه رشاً جيداً ليكون صالحاً
للمسلمين والمسلمات أما أشجار الجنة وحدائقها فكيفية زراعتها يقول فيها رسول الله {غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَﻻَ إِلهَ إِﻻَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وﻻَ حَوْلَ وَﻻَ قُوَّةَ إﻻَّ بِاللَّه ِ}[11] كيف ذلك يا رسول الله؟ سألوه هذا السؤال فقال { مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَ لَهُ بِهَا أَلْفُ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفَرْعُهَا دُرٌّ وَطَلْعُهَا كَثَدْيِ اﻷَبْكَارِ أَلْيَنُ مِنَ الزَّبَدِ وَأَحْلَىٰ مِنَ الشَّهْدِ كُلَّمَا أُخِذَ مِنْهُ شَيْءٌ عَادَ كَمَا كَانَ}[12]ونخل الجنة وزرعها عندما رآه المختار في ليلة اﻹسراء والمعراج ليس كزرعنا ولكنه يؤتى ثماره في كل لحظة وتجنيه المﻼئكة في كل لحظة وكلما حصدوا عاد كما كان إلى أن يرث الله اﻷرض ومن عليها وكل هذا الخير يجعل لك في صحيفتك حتى أنه يقول {مَا تَصَدَقَّ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيبٍ وَﻻَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِﻻَّ الطَّيبَ إِﻻَّ أَخَذَهَا الرَّحْمنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَف الرَّحْمنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ كَمَا يُرَبي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ }[13] وورد { إذا مر رضوان على مﻼئكة الجنة فوجدهم قعوداً يسألهم لم ﻻ تعملون؟ فيقولون حتى يأتينا الزاد} والزاد هو الذي يقول فيه الله {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} فهم يعملون في بناء القصور للذاكرين الله كثيرا والذاكرات ولكن إذا كان عمﻼً سيئاً والعياذ بالله حوِّل إلى النار وجعل منه عذاب صاحبه فيها فقد ضرب النبي المختار مثﻼً لذلك فقال { مَنْ آتاهُ اللَّهُ ماﻻً فلمْ يُؤَدِّ زَكاتَه مُثّلَ له مالُه يومَ القيامةِ شُجاعاً أقرَعَ له زَبِيبَتانِ يُطوِّقُه يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذُ بِلِهزِمتَيهِ يعني شِدْقَيه ثمَّ يقولُ: أنا مالُكَ أنا كنزُكَ ثمَّ تَلَى {وَﻻَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}[14] فالقبور ليس فيها حيَّات ولكن اﻷعمال هي التي تتحول ويقول لمن امتنع عن أداء زكاته واسمعوا { مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ ﻻَ يُؤَدِّي حَقَّهُ إِﻻَّ جَعَلَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحْمَى عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ – وفى رواية : كُلَّـمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ - حَتَّى يَقْضِيَ الله بَيْنَ عِبَادِهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإمَّا النَّارِ وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ ﻻَ يُؤَدِّي حَقَّهَا إِﻻَّ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فَتُنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْﻼَفِهَا لَيْسَ فِيهَا عَقْصاءُ وَﻻ جَلْحَاءُ كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُوﻻَهَا حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَ عِبَادِهِ في يَوْمٍ كَانَ
مقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إلَى النَّارِ وَمَا صَاحِبِ إِبِلٍ ﻻَ يُؤَدِّي حَقَّهَا إِﻻَّ جَاءَتْ يَوْمَ الْقَيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُوْﻻَهَا حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَ عِبَادِهِ في يَوْمِ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ}[15] ويقال لهم كما قال الله {هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ ﻷَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}إذاً العذاب الذي في الجحيم هو العمل الذي تعمله ويتحول لك في صورة عمل يلدغك أو يعاقبك أو يؤذيك في نار جهنم والعياذ بالله ومنه صورة تتوجه إلى عالم البرزخ وهذه الصورة تأتي إليك عندما تكون وحيداً بعد أن ينفض عنك أهلك فإذا كان عملك صالحاً أتاك{رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثيَابِ طَيبُ الرَّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكِ هَذا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ ؟فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ:أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ: رَب أَقِمِ السَّاعَةَ رَب أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي}وإذا كان من العمل اﻵخر { يَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثيَابِ، مُنْتِنُ الريحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ، هذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّر فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَب ﻻَ تُقِمِ السَّاعَةَ، رَب ﻻَ تُقِمِ السَّاعَةَ }[16] فكما قلت وكما وضحت المﻼئكة الكرام يسجلون عملنا ثم ينسخون منه صوراً هذا ما قال فيه الله {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} نسخة تذهب إلى الله ونسخة إلى سيدنا وموﻻنا رسول الله ﻷنه المدافع اﻷعظم لجميع المؤمنين وﻻبد أن يطلع على ملفات الجميع حتى يدافع عنا كما قال{ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَإِنْ رَأَيْتُ خَيْراً حَمِدْتُ اللَّهَ وَإِنْ رَأَيْتُ شَرًّا اسْتَغْفَرتُ لَكُمْ}[17]ونسخة تذهب إلى العرش وتطوف حوله كما قلت ونسخه مع الكرام الكاتبين ونسخة تبقى في اﻷرض في الموضع الذي عملت فيه العمل حتى إذا كان يوم{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} ونسخة أخرى تظل مع جوارحك وإن كنا ﻻ نراها إﻻ أن الله وعالم الغيب يراها وستشهد عليك بذلك يوم الدين {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} نسخ كثيرة لﻸعمال ومن فضل الله علينا أنه جعل أوقاتاً لعرض هذه اﻷعمال كل الذي ذكرناه في رفع اﻷعمال وهناك
فرق بين الرفع والعرض لقد قال النبي{ تُعْرَضُ اﻻعْمَالُ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ إﻻثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْجُمعَة}[18]وقال في الحديث الذي ذكرناه(ذاك شهر تعرض فيه اﻷعمال على الله) هناك عرض في ليلة اﻻثنين وهناك عرض في ليلة الجمعة وهناك عرض في شعبان ما معنى تعرض؟ الكرام الكاتبون يرجعون إلى الله مرة أخرى يستشفعون لي ولك ويقدمون عملي وعملك إلى الله وهم يطلبون من الله أن يعفو عني وعنك عن السيئات والقبائح وأن يزيد الله لي ولك في الخيرات والصالحات والطيبات فكأن الله يعطينا الفرصة تلو الفرصة ليمحو ما فات من الذنوب والمعاصي والسيئات وليزيد الخيرات والبركات إذا شكرنا الله على أن وفقنا فيها للطاعات ولذا كان سلفنا الصالح يتحرون هذه الليالي ليلة اﻻثنين وليلة الجمعة ويقطعونها في طاعة الله وفي ذكر الله وفي اﻻستغفار لله ﻷنهم يعلمون أن الملف يعرض في تلك اﻵونة على الله فيرجون من الله في هذا العرض أن يمحو الذنوب وأن يستر العيوب
[1] في الصحيحين عن عائشة.
[2] عن أسامه بن زيد رواه النسائى و اﻹمام أحمد وأبو داود وصححه ابن خزيمة كذلك يمكن الرجوع إلى الحديث فى كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى
[3] عن أبو هريرة أخرجه البخارى ورواه ابن حبان والنسائي (متفق عليه).
[4] رواه الديلمي وابن الجوزي عَنْ أَنسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
[5[ للعقيلى والطبراني فى الكبير عن عبادةَ بْنِ الصَّامِتِ رضيَ اللَّهُ عنه
[6] رواه الطبراني في اﻷوسط عن حديث أبي الدرداء وغيره.
[7] الترغيب والترهيب، الطبرانى فى اﻷوسط عن أبى هريرة
[8] عن ابن عباس رواه أحمد والبزار.
[9] ابن نصر عن عبد الْكريم بن الْحارث
[10] عن أبي قرصافة رواه الطبراني في الكبير.
[11] عن ابن مسعود، رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
[12] الحاكم فى التَّاريخ والدَّيلمي عن أَنسٍ رضَي اللَّهُ عنه، جامع المسانيد والمراسيل
[13] جامع المسانيد والمراسيل عن أبى هريرة
[14] رواه البخاري
[15] رواه أحمد وأبي داوود
[16] جامع المسانيد والمراسيل عن البراء بن عازب
[17] رواه البزار.
[18] أخرجه أحمد وأبو داود وابن خزيمة عن أسامة وﻻ تعارض مع حديث "تعرض اﻷعمال يوم اﻷثنين والخميس" ﻷن فيه ليلة الجمعة وهى تنسب ليوم الجمعة.
المصدر كتاب[الخطب اﻹلهامية شهر شعبان]
أسأل الله أن يبارك لنا في شعبان ويبلغنا في رمضان
محبكم / إحساس ناجح
|
|