عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-07-2012, 07:47 AM   #450

Aishah AL-farhah

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
افتراضي رد: [.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]




منذ أن كنت طفلًا صغيرًا
كان والدك لا يتوانى عن أن يحكي لك عن عجائب ذلك الطائر العملاق الأبيض
طائر ملائكي ، يجوب البلاد بلا توقف ، يساعد الجائع ، وينقذ الغريق ، ويسعى في الخير
ولكن الذي آلمك ، أن ذلك الطائر لم يظهر منذ سنين طويلة ، ولم يُسمع عنه أبدًا منذ دهر
تمنيت أنك خُلِقت في زمن أبكر بكثير ، لترى ذلك الطائر العجيب ، وتشبع فضولك نحوه

كنت كل يوم في الصباح ، تحمل معك الماء على ظهرك ، وتتوجه للغابة التي قيل بأنه كان يقطنها بعض الوقت
وتطيل المكوث هناك إلى أن يحلّ الظلام ، تترقب وتنتظر بكل شوق ، ظهور ذلك الطائر من جديد
ولكنك كنت تعود كل يوم تجرّ خطاك حزنًا وإحباطًا ، لأن ذلك الطائر لم يظهر اليوم ، وربما لن يظهر أبدًا

وذات يوم ما ، كعادتك كنت في الغابة تتجول ، والإحباط واليأس من ظهور طائرك الإسطوريّ يملؤك
وكنت قد قررت هذا اليوم أن تتوغل أكثر وأكثر في الغابة ، ووصلت لأماكنٍ لم تصلها من قبل
وفجأة أثناء سيرك ، انزلقت قدمك في حفرة عميقة لم تكن واضحة المعالم ، أصابك الهلع وأنت في قاع الحفرة
وبدأت بالصراخ ، ولكن من المحال أن يصل صوتك ، لأي إنسان يسكن بالقرب من الغابة

أخذ منك الهلع والخوف مأخذه ، وفترت قوتك ، ولم تعد قادرًا حتى على الصراخ ، فصمتّ بكل يأس وأسى
وجنّ الليل على الغابة ، وبدأت الوساوس تجيش في نفسك ، وأخذت تتخيل منظر وحش ينقضّ عليك ويفترسك
وكانت تلك الساعات القصار ، كأنما هي دهر مديد ، كنت في كل لحظة تزداد خوفًا ، وكل شيء من حولك يسكنه السواد

ولكن في لحظة ما ، وفجأة ، حدث مالم يكن بالحسبان أبدًا ، شعرت بكائن عظيم يتحرك بالقرب من سطح الحفرة
ولكن الظلام كان لايسمح لك بتمييزه ، وما كان منك إلا أن أيقنت بأن تلك اللحظة ، هي لحظة هلاكك
فأسلمت أمرك ، وبقيت ساكنًا بدون أي محاولة للمقاومة ، ثم اقترب ذلك الكائن منك كثيرًا ، حتى أغشي عليك من الخوف

ولم تصحو إلا بعد أن طلع الضوء ، وحينها كانت أعظم لحظة في حياتك ، عندما وقعت عيناك على ذلك الطائر الأبيض
الذي أمضيت طفولتك وأنت تبحث عنه وتترجى عودته ، أدركت حينها أنه موجود دائمًا ، ولكنه ظهر عندما أصبحت
في شكٍ من وجوده أصلًا ، وهاقد ظهر هذا الطائر ، وليس ذلك وحسب ، بل كان هو مُنقِذك


قصة .. لي فيها عِبَر
شعرت بأنها قصّة طفولية ، ولكنها عفوية ، وليدة اللحظة

 


التعديل الأخير تم بواسطة Aishah AL-farhah ; 18-07-2012 الساعة 07:52 AM.
Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس