"
إذا كنت تفكر في أمر فافعله الآن ..."تفشل خططنا إذا لم يكن لها هدف . فحين لا يدري البحار أي مرفأ يريد , فلن تكون هناك ريح مواتية " .
إذا كنت تفكر في أمر فافعله الآن ...
هل عادت بك الذكريات يوماً وتمنيت لو فعلت ما كنت تحب منذ سنوات ؟
هل تخيلت ذات مساء لماذا فلان من الناس لديه ثروة من المال, ويعيش بطريقة مختلفة, وفلان سعيد في حياته, ويحقق نجاحاته التي رسمها لنفسه ؟
هل أنت في منطقة الراحة والأمان, ولا تشغل فكرك بما يدور حولك, أم أنك في منطقة الخطر, وتكافح لإحراز أهدافك التي قررت تحقيقها ؟
لماذا يعيش أقل من 3% من الناس بأهداف غير مكتوبة, وغير طموحة ؟
لماذا ينشغل الكثير منا بدون أولويات, ويخلط الحابل بالنابل ؟
إذا أردت فعل شيء فافعله الآن, هذه أجمل نصيحة أهديها لك في صباح يومٍ مشرق وجميل, قد تعجبك وربما لا, جربها ولن تخسر الملايين من الدولارات, ولا حتى أطنان من الأوقات التي تضيع سدى.
أعرف صديقاً تعرض لخسارة مبلغ كبير من المال, وعندما سألته عن شعوره, أخبرني بأنه متضايق طبعاً, وبعد مرور عام رأيته مرة أخرى, ووجدته قد استعاد غالبية المال الذي فقده, ما فعله صديقي هو أنه لم يندب حظه, وإنما هيأ نفسه لدخول معمعة السوق ثانية, ويتحدى الصعاب التي واجهته.
هذه القصة وغيرها الكثير, صديق آخر كان مثالاً يحتذى به في العمل بين زملائه, استطاع أن يرتقي بسرعة وفي أقل من عام إلى منصب إداري, بحيث أصبح مسئولاً عن الإدارات الأخرى, ومن يضع ويرسم لها السياسات في العمل, فجأة يتخلى أصحاب العمل عنه, ويتركوه وحيداً, لم يندب حظه, ولم يفكر بمنطقة الراحة والأمان, ويجلس منتظراً وظيفة يتكرم بها الآخرون, حسم أمره وبدأ يسأل نفسه : ماذا عليّ أن أفعل الآن ؟ وبعد مرور أشهر معدودة استطاع أن يؤسس شركته الخاصة, وينطلق في فضاء أوسع مما كان فيه.
الدكتور / إبراهيم الفقي, رجل رائع ويستحق منا الكثير من الاحترام والتقدير, بدأ حياته جرسوناً - ينظف الصحون - وخلال ثلاث سنوات أصبح مديراً لأحد الفنادق, وحصل فيما بعد على ترقيات في العمل, وحقق ما لم يحققه زملائه الذين كانوا ينظفون الصحون معه, الدكتور قرر أن يخرج من منطقة الراحة, وينطلق للمخاطر والمغامرة.
وهناك قصة في التاريخ الأندلسي لرجل اسمه الحاجب المنصور, كان حماراً – أي لديه حمار يحمل عليه أغراض الآخرين – وكان معه صديقين في المهنة, قرر أن يغيّر مهنته وحياته, فأخذ يترقى من رجل شرطة بسيط حتى أصبح الرجل الأول في الدولة, وفي عهده تثّبت الإسلام في الأندلس, وتوسع حتى خاف منه الأعداء, وقد قابل صديقيه بعد سنوات, ولسان الحال أنهم جميعاً حصلوا على نفس الوقت والفرصة, لكن شتان بين الثرى والثريا.
" الحياة مغامرة أو لا شيء " أنت تعيش حياة واحدة فلماذا لا تعيشها بأفضل ما تحب, وبما يجلب السعادة لك ولأسرتك وللمحيطين بك, طبعاً ليس هناك مفتاح سحري يقودك لتحقيق ما تصبو إليه, المفتاح الحقيقي هو أن تحسّن علاقتك بمن سيمدك بهذا الخير, وهو الله سبحانه وتعالى, وتحرص على طلب العون منه في كل شئون حياتك, ثم الالتزام والالتزام والالتزام لتحقيق أهدافك.
وقد يتبادر لذهنك, أنك إذا بدأت ولم تنجح فماذا سيقول فلان, وكيف سينظر لك فلتان, وأنا أدعوك لتلقي جميع هذه الأوهام خلف ظهرك, وإذا قررت أن تبدأ, فابدأ الآن, في اللحظة التي تشعر أنك تريد أن تتحرر من أعبائك, وتنطلق لتحقيق ذاتك.