صل تحية المسجد والإمام يخطب يوم الجمعة !!
بسم الله الرحمن الرحيم
أختلف العلماء رحمنا الله تعالى وإياهم في المسألة على قولين :-
والراجح – والله أعلم – القول الثاني وإليك أخي الأقوال والأدلة لتقارن بينهما وتطمئن لما سوف تفعله وعلى بصيرة !!
القول الأول : أنه يجلس ولا يصلي تحية المسجد : وإلى ذلك ذهب المالكية والأحناف وجمع من الصحابة والتابعين رحم الله الجميع وعاملنا وإياهم برحمته ، ولهم أدلة منها :
1- الاستدلال بعموم أحاديث الإنصات ، وبالآية من قوله تعالى ( وإذا قريء القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون ) وحديث ( إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت ) متفق عليه .وبما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما قوله صلى الله عليه وسلم ( إحلس فقد آذيت وآنيت .)
قالوا فالإنصات واجب وتحية المسجد سنة فيقدم الواجب . وأمره صلى الله عليه وسلم الداخل بالجلوس ولم يأمره بالصلاة يعضد ذلك .
وقد رد على أدلتهم كما يلي :
بأن الإنصات المأمور به هو القرآن والخطبة ليست كذلك فالاستدلال في غير محل النزاع .
أما الحديث المتفق عليه فعام – يدخل فيه الداخل والجالس أصلا – وقد خصص الداخل بحديث سليك الغطفاني رضي الله عنه عند مسلم .
وحديث : أجلس ، فيحتمل أنه قد صلى تحية المسجد أو أن ذلك قبل مشروعيتها أو أنه أمره بالجلوس بشرطه أي صلاتها أو أنه ترك أمره ليبين أنه يجوز تركها ، وإذا تطرق الاحتمال فقد بطل الاستدلال .
2- معلوم أن الإمام غير مطالب بها فالمأموم من باب أولى . ويرد عليهم بأن القياس هنا مقابل للنص فالقياس مردود إذ لا قياس مع النص .
3- تأولوا حديث سليك رضي الله عنه بعدة تأويلات سوف يأتي ذكر بعضها في محله إن شاء الله تعالى.
القول الثاني : يصليها ثم يجلس لاستماع الخطبة : وإلى ذلك ذهب الشافعي وأحمد وفقهاء المحدثين رحم الله الجميع رحمة واسعة .
واعتمادهم على ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجلس ، فقال له : ( ياسليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ) ثم قال : ( إذا جاء أحدكم والإمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما ) أي يخففهما . قالوا فهذا النص واضح لا يتطرق إليه الاحتمال وهو صحيح فالعمل عليه .
وقد أول أصحاب القول الأول حديث سليك بعدة تأويلات منها :
1- أن ذلك خاص بسليك . قال الحافظ في الفتح : وكله مردود لأن الأصل عدم الخصوصية.
2- أن ذلك قبل أن يشرع الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطبة . وهذا مردود بالروايات التي دلت أن ذلك حدث أثناء الخطبة لا قبلها .
3- أن قصة سليك قبل تحريم الكلام في الصلاة وقبل الأمر بالإنصات . ويرده بأن سليكا متأخر الإسلام جدا .
4- قالوا أنه صلى الله عليه وسلم سكت حتى صلى سليكا فجمع سليك بين الصلاة والخطبة واستدلوا بحديث ضعيف ضعفها مخرجها وهو الدارقطني رحمه الله .
5- قالوا أنه كان عريانا فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك حتى يلفت الأنظار إليه فيتصدق عليه الصحابة ، والتأويل باطل يرده قوله صلى الله عليه وسلم بعد أمره ، حيث قال ( إذا جاء أحدكم ... ... ) الحديث .
وكما ترى فإن تأويلاتهم ضعيفة لا تقوى على رد حديث مسلم فالصحيح - إن شاء الله - أن الداخل والإمام يخطب يصلي تحية المسجد ثم ينصت إلى الإمام فيكون قد جمع بين الصلاة والإنصات .
قال الحافظ بن حجر رحمه الله في الرد على القول الأول : والجواب على ذلك أن المعارضة التي تؤول إلى إسقاط أحد الدليلين إنما يعمل بها عند تعذر الجمع ، والجمع ممكن . وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم>
_____________________
منقوووووووووووووووووووووووول
|