السنة التحفيرية
تتخرج من المرحلة الثانوية بآمالك الشخصية ، وأرواح العائلة الداعمة المتلهفة للنجاح !
فيأتي قياس ليختبر قدراتك ، ثم يأتي التحصيلي ليحصل ما في جمجمتك من هراء تعليمي لمدة 12 سنة :) !!
وفي شهر صيفي تعيس ، تفتح الجامعات أبوابها ، ويبدأ مشوار الحيرة والتشتت ، فالحاكم الوحيد هو ما جمعت في اختباراتهم !
ثم تقبل في جامعة المؤسس طالبا في السنة التحفيرية ، لتحفر و تحفر وتحفر وتحفر باحثاً عن الهدف من وراء كل هذا التعقيد ، فلا تجد سوى التراب !!
يأتي دكتورك المتعجرف صباحا ، ورائحة الإرجيلة تفوح من كلامه الفيزيائي المعقد ، أو عالم الأحياء ذو النظرية الداروينية ، ليتفلسف بعيدا عن معاني المنهج مسببا لك إدمان مسكنات الصداع !
ويأتي يوم الاختبار ، فتبحث عن موقف لسيارتك فلا تجد إلا على مسافة كذا وكذا من الأمتار التي تبعد كلما اقتربت من مبنى الاختبار !
لتفجع بعد ذلك بأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان ، تحاكي طالبا تلقى تعليما مكثفا خلال سنوات دراسته !
تخرج وأنت تحوقل وتدعي على الجميع !
تعود إلى سيارتك لتجدها مصدومة من الخلف ، تغض الطرف وتلتفت لكفر سيارتك فتجد ( الكلبشة ) قد سلبت حريته ، وكأن المواقف لآل البيت فقط !
تذهب لتدفع قيمة الغرامة ، لتجد أن رصيدك قد انتهى وذلك لأن رسوم السكن قد خصمت مبكرا هذا الشهر !
تركب السيارة فتجد طلال مداح يقول : الشقا مقسوم ، مير الله يعين !
فيلوح لك في الأفق خطط التعليم الهائلة ، ونظريات التدريس المتطورة ، وتصاب بخيبة الأمل !
يتصل صديقك بك ويقول : ترى تقديم الدفاع المدني يفتح شهر 7 !!
وفي النهاية أجدك ( كداداً ) تلاعب الموت في كل سفرة !!
وفقني الله وإياك يا صديقي ، ولا سامح الله الكذب والتعقيد :)
|