الصحفي العجوز الذي كان وراء الكثير من مآسينا
http://abdulhaksadek.blogspot.com/20...post_9882.html
إن الخلفية الثقافية و الفكرية للإنسان هي التي تحدد سلوكه ومنهجه و رؤيته للحياة وتفسيره لما يجري على الساحة فإذا كان هذا الفكر مرتكزا على عقيدة صحيحة سليمة و راسخة
فسوف يكون تفسيره لما يجري على الساحة سليما و سوف يوصله فكره لحلول موفقة و صحيحة
و لا بد لأي قائد من منهج يسير عليه و من مستشار يثق بآرائه و اقتراحاته
فإذا كان المستشار فكره سليم فسوف تكون الآراء التي يبديها للقائد صحيحة و موفقة
وبالتالي سوف تكون قرارات القائد صائبة و تعطي نتائج ايجابية تعود على الوطن و الأمة بالخير و النتائج هي الدليل على صحة المنهج و صحة القرار و صحة الرأي
و بسب حالة التخلف التي كانت تمر به امتنا في بداية القرن الماضي فقد ذهب أشخاص من أبناء جلدتنا ممن ثقافتهم الإسلامية ضحلة و العقيدة الإسلامية لم تتغلغل إلى أعماقهم للدراسة في الغرب المتطور
فانبهروا بحضارته و ذابوا في ثقافته وعادوا إلى بلدانهم و هم يحملون معهم الشهادات العالية و ثقافة الغرب التي تختلف عن ثقافتنا
و هؤلاء هم من استلم المناصب القيادية في بلدانهم و خاصة فيما يخص الإعلام و التربية والبعض من هؤلاء أصبحوا مستشارين لقادة الدول ذاك الوقت
و بالتالي أصبحوا لاعبين أساسيين في صناعة القرار للدول
وهنا أود أن اخص بالذكر الصحفي العجوز الذي يظهر على إحدى القنوات الفضائية المعروفة بشكل دوري
و الذي كان له دورا محورياً في صناعة القرار لقائد عربي عسكري ثوري معروف رحل إلى ما قدم و الذي أصبح رمزا في فترة من الفترات
و كان له تأثيرا سلبياً على معظم الدول العربية وقاد امتنا إلى الهاوية و هي اليوم تحصد نتائج سلوكه الخاطئ
حيث توصف علاقة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر بأنها علاقة فريدة من نوعها ليست مجرد علاقة بين صحفي و رئيس دولة فكان يأخذ راية في كل صغيرة و كبيرة فلا يكاد يتخذ قرار إلا بعد الرجوع إليه
فكان الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يخالفه الرأي و أن يعصي أوامره
سمعته في حلقة من حلقاته على قناة الجزيرة يقول بان الرئيس جمال عبد الناصر طلب منه أن يستقبل الرئيس معمر القذافي
و أن يرافقه خلال إقامته في مصر فاعتذر له عن ذلك و أصر عليه الرئيس و هدده و لكنه لم ينفذ أوامره
فإذا ذهبنا نحلل هذه الواقعة و ندرسها فسوف نستنتج استنتاجات مهمة و خطيرة نفهم من خلالها شخصية هذا القائد و مستشاره و العقلية التي كانوا يفكروا فيها و يتعاملوا بها
جرت العادة أن الرئيس هو الذي يستقبل الرئيس و الغريب هنا أن الرئيس أمر صحفي أن يستقبل الرئيس
و الأغرب منه هذا الصحفي كان يرى نفسه اعلى من هذا الرئيس فرفض استقباله
فهذا يدل على مدى العنجهية و الفوقية التي كان يتمتع بها هذا الرئيس و مستشاره
وهذه النفسية انعكست على القيادات التي دون الرئيس و هذا الأمر أكده قائد الانقلاب العسكري على الوحدة بين مصر و سوريا النحلاوي في شهادته على العصر و هذا الأمر احد أهم أسباب الانفصال
و هذه الأمر يتسبب للشعب المصري بكثير من المشاكل
والغريب أن البعض لا يزال يصر على هذا السلوك الثوري الخاطئ رغم افتضاح أمره و واتضاح صورته المؤلمة وتذوق مرارة ثماره
و الأغرب منه أن البعض لا يزال يثق بالمعلومات التي ينقلها و الأفكار التي يبثها و التهم التي يزيلها و الشكوك التي يثيرها هذا الصحفي العجوز الذي كان وراء الكثير من مآسينا و الثمار المرة التي نقطفها اليوم !!!!!
الكاتب : عبدالحق صادق