الجزء الأول من القصة لمن لم يقرأها :
http://www.skaau.com/vb/showthread.php?t=698025
بعدما خاض صاحبنا مغامرة الاختبار الدوري الأول ، بعدما برهنت ثقته الكبيرة فشلها ، وبعدما أثقل عليه ضميره تأنيباً ، دخل في مرحلة طويلة من التفكير العميق ، تتجلى له لحية أبيه البيضاء ، وآمال أمه التي لا تنفك مفاخرة بابنها أمام صديقاتها ، فيزداد هماً على هم ، وغبناً وحزناً ، ويصدح له صوت اليأس قائلاً :
على ميعاد .. حنا والفرح كنا
وكنا بعاد .. وعشنا عل أمل حنا
مقادير ..
فيخفض صوت طلال مداح ، بعد أن شحن نفسه بطاقة كافية ، ويذهب ليستكمل مناحته على الأطلال ، عند السليمانية ، تخنقه العبرات ، ويقتله الغبن ، فيشتري من قرطاسية 2000 المذكرات بأبهظ الأثمان ..
يرجع لزنزانته – بعدما كانت غرفة – ليقرأ المذكرات ، فيجدها مطبوعة على ورق أحمر ، فيسأل الله أن تنزل بعمال المكتبة صاعقة تسحقه ، وتراوده نفسه بأن يجعل الموضوع بينه وبين عامل المكتبة شخصيا ، كطريقة للتنفيس عن سخطه !
يستعد للدوري الثاني ، فيقرأ ، ويذاكر ، وينظم ، ويرسم خرائطه الذهنية ، ويتبع أساليب الاستذكار التي تناسبه ، ويزداد نظره ضعفاً ، ويزداد على مكتبة 2000 سخطاً وغضبا !
يذهب للقهوة ، فيأخذ مذكرته معه ، ولا يفتحها أبداً ، فهو يريد أن ينغص على نفسه فقط ، ترافقه في كل مكان ، وتتوعده كل ما أراد النسيان ..
وقبل موعد الموعد الثاني ، بأيام معدودة ، أصيب بالتبلد من جديد ! ( وقد سألته عن السبب فقال بإن الورق الأحمر أثر على نفسيته ، وقد فصل نظارة جديدة )
وأقصد بالتبلد هنا ، بأن الثقة العوراء عادت له من جديد ، يسمع صوتاً في دماغه يقول : ما شاء الله عليك ، حفظت كل شيء ، ما بقيت حاجه ، يا رجل إن لنفسك عليك حقاً ! متى آخر مرة رحت للقهوة ؟
فيجيب عليه : اليوم العصر ، فيرد عليه : لا بأس بالقليل من الترويح !!
وعلى هذا المنوال الذي يصده عن مذكرات 2000 اللعينة ، دخل اختباراته ، وأبلى بلاءً حسناً كما بدا له ، واحتفل بنفسه مع نفسه ، وأهدى لنفسه هديةً ، وأعطاها إجازةً ، وبشر الأهل والأصدقاء ، وكاد أن ينشرها على جريدة عكاظ لولا أن منعته بنفسي ..
لكن السيناريو يريد أن يكون أكثر تشويقاً ، فتظهر العلامات ، فيرى أن الفرق عن الدوري الأول كان بمعدل درجتين ، فتسرح به الأفكار أن يفخخ الجامعة بأسرها ..
وللمرة الثانية على التوالي يزوره الإحباط ، ليشرب قهوته المرة ، ويسخر منه ، ويدعو له بالعقل ، وصاحبي ينظر له بعيني قاتل مأجور ، لا يروي عطشه سوى دماء هذا الإحباط البغيض !
نهاية الجزء الثاني - ما قبل الأخير
سأكتب الجزء الأخير ، وسأنهي قصتي في يوم التسكين الموعود !
وعلى ميعاد :)