اشبه بمسلوب الفكر والارادة ، لا يستطيع ان يختار او يقرر ، متذبذب الشخصية ، عديم الثقة بنفسه، مسير وليسى مخير، حتى اذا بلغ العشرين من عمره ، شعر بفراغ كبير في نفسه ، وشعر باختلاف كبير بين شخصيته وبين اقرانه، ردود أفعاله لاتناسبهم ، أصبح فكره مشغولا بهذه الاختلافات، طويل الصمت، شارد الذهن، لا يشعر ما الذي يدور حوله، تزوج وانجب ذرية ، كل من يخالطه يشعر ان اسلوب تفكيره لا يزال في زمن أغبر ، زادت حيرته ، يمشي على الأرض لا يلوي على شيء، جعل له ملجأ يلجأ إليه كل ما احتاج الى الراحة والهروب من عناء ما هو فيه. حتى اذا بلغ العقد الثالث من عمره بدأ يشعر بما يدور حوله ، شعر انه يسبح بين أمواج الوهم والحقيقة ، تتخبط به يمنه ويسره ، أصبح متذبذب الفكر ، لا يستطيع ان يتخذ قرارته بقناعه، حتى اذا اوشك على بلوغ العقد الرابع من عمره ، أدرك أن هناك فجوة كبيرة بينه وبين الاخرين وان هذه الفجوة سببت له تباعد في الفكر والثقافة المحيطة به ، حتى أذا بلغ العقد الرابع من عمره ، أدرك انه كان يسبح في ظلام الاوهام ، أدرك انه قد آن الاوان لإدراك ما يدور حوله ،
قيود بلا اسر
حتى اذا ادرك تلك الحقيقة ، شعر لزاما عليه وضع بصمه في حياته وتقيد مجتمعه، لم يكن سريع الاندماج ، حيث كان مقيدا ببعض الافكار والمبادئ ، مع مرور الوقت ادرك انه قد فاته الشيء الكثير، وأنه خلال السنين تلك لم يبني ذاته وشخصيته كما يجب ، شعر بأن شخصيته الحقيقية مدفونه، ودفنت معها ، الثقة ، العطاء، حسن الخطاب والالقاء ، ...الخ، وأدرك ان لديه مواهب لم يستفد منها ولم يكتشفها الا متأخرا، تمنى لو ان السنين ترجع به الى الوراء ، ويعيش حياة وبشخصية هو يتخليها ان هكذا يفترض ان يكون،
مع الوقت شعر انه بين نارين اما ان يواكب المجتمع ويعيش ويخالطهم او يستمر على ماهو عليه ويمكث في ملجاءه .